أكد مدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية وليد الخبيزي أن إلغاء تأشيرة الشنغن مرتبط بإصدار الجواز الإلكتروني، لافتاً إلى أن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي منحت موافقتها ودعمها للطلب الكويتي.

Ad

أكد مدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية وليد الخبيزي وجود رغبة في توقيع اتفاقية نهائية بشأن مذكرة الشراكة بين الكويت والاتحاد الأوروبي من أجل المضي في تطوير وتعزيز المصالح الاستراتيجية بين الجانبين، لافتا الى أن مذكرة التفاهم تشمل القطاعات الهامة والحيوية ومنها الصحة والتعليم والنفط والبيئة والطاقة المتجددة.

وأكد أن هذه القطاعات التي تهم الجانبين يمكن من خلالها الاستفادة من الخبرات الأوروبية بهذا الشأن، وتعزيز أيضا الاستثمارات الكويتية في أوروبا، لافتا الى ان هذه المذكرة بمنزلة خطوة من أجل تعزيز حجم التعاون المتبادل.

النظام الديمقراطي

وقال الخبيزي في تصريح صحافي بمناسبة زيارة مدير إدارة الشرق الأوسط في مفوضية الاتحاد الأوروبي هيوز منغريللي إن الاتحاد أشاد في عدة مناسبات بالنظام الديمقراطي في دولة الكويت وبحرية الصحافة ودور مؤسسات المجتمع المدني في العمل السياسي والاجتماعي وحرص القيادة الكويتية على إنشاء لجنة لحقوق الإنسان في البرلمان وخارجه، كما ثمن الاتحاد المكانة الدولية التي تتمتع بها دولة الكويت ودورها الفاعل في قضية الشرق الأوسط من خلال الدعم المستمر للسلطة الفلسطينية والبرامج التنموية التي تشرف عليها المنظمات الدولية.

وأشار الى أنه تم بحث آفاق التعاون الثنائي بين الكويت والاتحاد، لافتا الى أن هناك الكثير من الأمور التي يمكننا العمل بها من خلال الاتحاد كمركز لتنويع التعاون مع الدول الأعضاء، معتبرا في الوقت نفسه زيارة منغريللي بالمهمة، وخصوصا أنه يشغل مكانة رفيعة في الاتحاد الأوروبي ولاسيما في ظل جهود دولة الكويت لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الشنغن.

وذكر ان المباحثات الثنائية ارتكزت على تعزيز وتطوير العلاقات بين الكويت والاتحاد الأوروبي وتأطيرها من خلال مقترح الاتحاد لتوقيع اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة بين الجانبين، مع التأكيد على أهمية موضوع إعفاء الكويتيين من تأشيرة الشنغن، لافتا الى أن الكويت ترحب بالمقترح الأوروبي لإنشاء اللجنة المشتركة.

تأشيرة الشنغن

وحول آخر التطورات بشأن الطلب المقدم من الكويت بشأن إعفاء مواطنيها من تأشيرة الشنغن، أوضح أن هذا مرتبط بالدرجة الأولى باستحقاقات فنية لدى الكويت، وأهمها إصدار الجواز الإلكتروني ومنه سيتم لاحقا استكمال باقي الاستحقاقات الفنية الأخرى، مؤكدا ان جميع الدول الاعضاء في الاتحاد والتي أرسل لها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد رسائل بهذا الشأن، أعطت الموافقة والدعم للطلب الكويتي.

وتابع: نحن نحظى بدعم كل الدول الأعضاء، ومن جهة اخرى هناك جهود بذلها ويبذلها رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم بهذا الشأن، وتم تشكيل لجنة صداقة حرصت على زيارة دول الاتحاد الأوروبي والحصول على تعهدات منها بهذا الشأن، لاسيما زيارته لايطاليا وحصل على تعهدات، وبالتالي فإن المسار الاخر سيكون داخل البرلمان الاوروبي الجديد لكن الخطوات تحتاج الى وقت ونعمل بهدوء معهم ليستقر الامر داخل الاتحاد والبرلمان الاوروبي.

ولفت الخبيزي الى أن إعفاء الكويتيين من الشينغن من المواضيع المهمة ومن أولويات السياسة الخارجية الكويتية في علاقاتها مع اتحاد في المرحلة المقبلة، مضيفا ان العام المقبل سيشهد مراجعة شاملة من قبل المفوضية حول الاقتراحات المقدمة من الدول الأعضاء في مجموعة الشينغن في طلباتها لإعفاء الدول خارج المجموعة من تأشيرة الشينغن.

الأزمة الاقتصادية

وأكد أن دول المجلس لعبت دورا أساسيا خلال الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها دول الاتحاد من خلال الصناديق السيادية الخليجية التي وضعت برامج استثمارية ساهمت في حماية القطاعات الحيوية الأوروبية وكبار الشركات الأوروبية من الإفلاس، معتبرا في الوقت نفسه هذا الدور يطمئن الجانب الأوروبي بأن الشراكة الخليجية – الأوروبية تاريخية واستراتيجية.

ولفت الى أن هناك رغبة من قبل مجلس التعاون الخليجي لتعزيز ورفع معدل الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وخصوصا دول المجلس حسب إحصائية عام 2012 تعد الشريك التجاري السادس معهم بعد الولايات المتحدة والصين روسيا وسويسرا والنرويج وذلك بتبادل تجاري بلغ نحو 130 مليار دولار، لافتا الى أن الكويت تعد الشريك التجاري الـ 46 للاتحاد الذي هو في نفس الوقت الشريك التجاري السادس لدولة الكويت.

شريك مهم

ومن جانبه، أكد مدير إدارة الشرق الأوسط في مفوضية الاتحاد الأوروبي هيوز منغريللي أن الكويت شريك مهم لدول الاتحاد، مشيرا الى أن الهدف من زيارته للبلاد هو من أجل تعزيز وتقوية أواصر التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت، وأنهم يتمنون تطوير وتنمية العلاقات الثانية بين الجانبين بكل المجالات والميادين ذات الاهتمام المشترك. وقال: نحن نسعى حاليا الى تنمية الحوار السياسي مع دولة الكويت بشأن كل القضايا التي تتعلق بالمنطقة، مثل مواجهة تنظيم داعش في العراق والأزمة السورية والوضع الذي تعيشه كل من اليمن وليبيا، مضيفا: نحن نسعى أيضا الى التباحث والتشاور لتوحيد جهودنا وعلاقاتنا في حقول اخرى مثل مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة.

ورأى منغريللي أن تنمية بعض القطاعات التي وصفها بالمهمة من شأنها أن تساهم في تطوير العلاقات بين الكويت والاتحاد الأوروبي مثل العلاقات التجارية والاقتصادية وقطاعات الطاقة والأبحاث والتعليم بالإضافة الى المجالات المتعلقة بالتغير المناخي والبيئة، كما أن دول الاتحاد في المقابل تستطيع تقديم المعرفة والخبرات الى دول المجلس بكل المجالات التي تهمهم، مؤكدا في الوقت نفسه أن المصلحة تستوجب تطوير تلك المجالات حتى يعود النفع والفائدة على الجانبين.

إلغاء التأشيرة سيأخذ وقتاً

اعتبر منغريللي أن الكويت لديها سبب وجيه لهذا التحرك وهذا الطلب الذي وصفه بالإيجابي، مشيرا الى أن العملية ستأخذ وقتا نتيجة الإجراءات التي يجب أن تتبع من قبل الاتحاد الأوروبي، مؤكدا في الوقت نفسه أن دول الاتحاد تدرك أن هناك مصالح مشتركة سيتم تحقيقها من وراء إعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة الشنغن المسبقة.

وعن تقيميه للدور الإنساني الذي تلعبه الكويت تجاه دعم العمليات الإنسانية في سورية، قال: من المهم جدا أن يكون هناك تعاون بين الكويت والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية الى كل المحتاجين، ويجب على الجانبين تطوير وتنسيق نشاطهم من أجل الوصول الى أفضل النتائج التي تؤثر على أرض الواقع بالإيجاب.

وعن رؤيته للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والكويت بشكل خاص، قال منغريللي: نحن نعلم أن المجلس يلعب دورا مهما ورئيسيا في كل الأزمات التي تشهدها المنطقة، وأنه من مصلحتنا أن ننسق حوارنا وتعاوننا ونشاطنا معهم، مضيفا: الكويت تلعب دورا مهما في التحالف الدولي المناهض لداعش، وهي مصممة على تقديم كل الدعم لهذا التحالف من أجل ضمان القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.