اندلاع النار لدى الجار قد يدمر الجوار
الكويت منذ القدم نأت بنفسها عن الخصومات العربية والتكتلات التي تعبّر عن هذه الخصومة، وكانت، ولاتزال، حريصة على أن تكون صديقة للجميع، وعنصراً فاعلاً في حل الخلافات العربية– العربية، أو تهدئتها، وحياديتها هذه ساعدتها على لعب هذا الدور المميَّز، فها نحن نرى سمو الأمير في جولات مكوكية مرهقة، للقيام بهذا الدور الجليل، فنكسب محبة الجميع وتقديرهم.الجديد في الوضع الإقليمي، هو ما نشاهده اليوم من توتر ليس له مثيل، فالمنطقة حبلى بالأحداث، ونشاهد أمامنا انقسامات طائفية مدمرة، وجماعات دموية تعمّق هذا الصراع المخيف، وتحالفات دولية قد نكون نحن ضحيتها.
فنحن وجيراننا معرَّضون لهذه النيران، سواء اندلعت في بيتنا، أو في بيت أحد جيراننا، وهنا يجب على الجميع التعاون في حمايتنا من هذا البلاء العظيم، فالوقاية خير من العلاج، وهذا لن يتحقق، ما لم نترفع عن مصالحنا الشخصية ونضع مصلحة أوطاننا وشعوبنا قبل كل شيء. والسبيل إلى ذلك قد ذكرناه أكثر من مرة، وصار واضحاً لكل من له بصيرة، فالكويت لا تريد أن تُغضب أحداً، أو تستولي على بلد آخر، أو تتزعم على أحد... كل ما تريده، هو الستر، فهي تعرف حدود إمكانياتها، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.حب الكويت يجمعنا، والخير للجيران هو ما نريده، وكل خطوة إصلاحية يجب تشجيعها، لا لجمها في مجاملة ليست في محلها.والله يحفظ الجميع من كل مكروه.