منظور آخر: القيادة أخلاق والأخلاق في خطر!

نشر في 12-10-2014
آخر تحديث 12-10-2014 | 00:01
 أروى الوقيان تقاس ثقافة أي شعب وحضارته باحترامه للقوانين، وليس في ذلك مكر أو دهاء أو معضلة، المسألة بهذه البساطة تلك القوانين التي تجعلنا نحترم المرور في دبي هي نفسها التي تجعلنا نحترمها في أوروبا، ولكن حين تطأ قدمك الكويت تكتشف أن هناك فوضى عارمة، وعدم احترام صارخ للقوانين بدءا من الشوارع، فنحن نفتقر لأخلاق القيادة   في الكويت، ومعظمنا تقريبا "غير محترم" في الشارع، حتى المحترم يضطر جبراً أن يصبح غير محترم ليستطيع أن يصل الى بيته دون أن يموت، والناس تقود بفوضوية وجنون والشرطة تتفرج وتضحك، ولربما تشارك أحيانا في التصوير.

كنت في الشاليه أثناء إجازة العيد، وشاهدت "مسخرة" من نوع فاخر تتم أمام سيارة النجدة التي اكتفت بالفرجة، أما ممشى الرياضة فتجد السيارات و"البقيات" والدراجات الهوائية تتخلله مهددة حياة البشر بالخطر أو الإزعاج، هناك انتهاك صارخ لأبسط قوانين المرور، فممشى الرياضة للبشر وليس للسيارات وغيرها، فضلا عما يتم من تحرش بالمارة من السيارات، وتجد الشرطي جالسا في السيارة يحتسي القهوة متفرجاً دون أن يحرك ساكناً.

هل انتهى الموضوع عند الشارع فقط؟ يا ليت!! الموضوع يمتد إلى أبسط القوانين، وهو عدم التدخين في المجمعات، الإشارات في كل مكان تشدد على منع التدخين وفي زيارتك لأي مطعم تجد النادل يسألك تريد أن تجلس عند زاوية المدخنين أم غير المدخنين؟! فما ذنب العشرات والمئات من غير المدخنين أن يصبحوا مدخنين سلبيين لسلبية تطبيق القوانين في الكويت؟!

وينطبق هذا على أمور عديدة يومية بسيطة في الكويت، كل هذا أدى إلى نتيجة سيئة للغاية وهي انتشار ثقافة عدم احترام القوانين التي أدت إلى عدم احترام الآخر، والتي ساعدت على انتشار العنف وقلة الذوق، والتعدي على الآخر لسبب بسيط أننا في بلد يضع القوانين ولا يطبقها، وهذا هو أهم سبب في انتشار العنف والتحرشات في بلد أقصى قراراته إبعاد أي وافد "يعاكس"، يا لهذا الإنجاز الرائع!! وماذا عن أبناء الشعب الذين هم سبب أغلب المشاكل وليس الوافد؟ وكيف يتم سن قرار بهذه العنصرية بالسماح للمواطن بالمعاكسة والمضايقة لأن "دهنا في مكبتنا"، ويجب علينا تحمل سماجته في حين إن كان وافداً فهو يقوم بفعل يستحق التسفير من أجله؟!

ما تم من مشاجرات وقتل في المجمعات التجارية في الكويت سابقا سيستمر؛ لأنه لا هيبة للقانون، وبعض رجال الأمن هم أكبر محرضين لانتشار التحرش والعنف والفساد، إذاً "حاميها حراميها"؛ مما يرجعنا إلى نقطة الصفر، فبلد لا يُحترم فيه القانون تجد تصرفات أكثر شعبه غير محترمة!

قفلة:

لدى الكويتي قابلية ممتازة لتطبيق القانون إن طُبقت العقوبة، وبما أنه شعب كثير الأسفار، تجده يطوع أخلاقه وقت السفر ويهذبها لاحترام القوانين، يبقى الآن دور الدولة في إيجاد آلية لتنفيذ القوانين لنعيش بسلام دون الشعور بأن حياتنا على كف عفريت بسبب العابثين.

back to top