ابحث عن «إسرائيل»
يا سادة انظروا إلى الصورة الكبرى، وخذوا موقف الرجال، فهناك مخطط منشور ومعلن بتخريب الوطن العربي وتجزئته إلى خمسين دولة على الأقل، كل دولة تحكمها طائفة وستدخل هذه الدول في حروب لا تنتهي، وستبقى السيادة للبلد الوحيد الموحد، وهو إسرائيل، وستتسابق الدول الخمسون إلى كسب ودها، وسيعود العالم إلى الركوع أمامها، بعد أن بدأت تفقد بعض أصدقائها، ولن يرفع أي منهم كلمة ضد الدولة الباقية من كل بلدان الشرق الأوسط.
لن يكون غريباً ولا عجيباً أن تطلب إسرائيل من العرب والمسلمين الاعتراف بدولة "داعش"، ولمَ العجب والاستغراب وخمسون دولة تحارب جماعة مرتزقة، الكل يعرف أصلها وفصلها، إما تملقاً أو خوفاً من السيد الذي يقود التحالف، ومع الوقت يصبح الوهم حقيقة، ومع رغبة إسرائيل ودعمها للإسلام والمسلمين، فإننا سنوافق على قيام الدولة والاعتراف بها، وربما تقديم الدعم لها وتسليم قياد العرب والمسلمين إليها.أليست هي دولة الخلافة التي نحلم بها ونتغنى بأمجادها؟ ومادامت إسرائيل والأب الأكبر موافقَين وداعمَين، فمن منا يعارض أو حتى يرفض دعم هذه الدولة الفتيّة التي ستنشر سماحة الإسلام في كل ربوع الأرض؟ أليس معظم رجالها ونسائها من الدول الأوروبية؟ ومعنى هذا أن راية الإسلام التي أنزلت من فوق مباني النمسا نزولاً حتى بلاد البحر الأبيض المتوسط ستعود، لا إلى هذه الدول فقط، بل سنرى أعلام الإسلام ترفرف عالياً فوق "10 داوننغ ستريت" وفوق البيت الأبيض، ومعها كل دول العالم، فهل نريد نصراً أكبر من هذا؟ و"داعش" يستحق كل هذه "الهليلة"، فحتى يومنا هذا لم تستطع كل قوى التحالف من طائرات ومن جنود العراق وسورية والأكراد القبض على عنصر "داعشي" واحد، وتقول تحريات المخابرات العالمية إن رجال "داعش" يلبسون طاقية الإخفاء، وإن جميع أجهزة الرصد لا تلتقط لهم شكلاً أو طعماً أو رائحة، فالأجهزة الحرارية والكهربائية والمغناطيسية وكل أدوات الكشف عن الأفراد والمعدات لم تستطع رصد أي من هذا الكائنات الداعشية. وأذكر تقريراً للمخابرات عند احتلال العراق قال إن أجهزة المراقبة الفضائية تستطيع تحديد رقم "فانيلة" صدام حسين، لكن في حالة "داعش"، فإن جميع الأقمار الصناعية فشلت في رصدهم، ولم نرَ أو نسمع أي دليل على قتل أو اعتقال أي منهم.لذلك، فإن إسرائيل اكتشفت مبكراً بركة تنظيم "داعش" واعترفت به، وهي مع الأب الأكبر تريد منا الاعتراف بدولته ودعمها، وهم ليسوا طماعين في هذه المرحلة، فالمساحة التي يريدونها نشرتها إسرائيل، وهي تمتد من نصف سورية إلى الكويت مروراً بنصف العراق... بس!يا سادة انظروا إلى الصورة الكبرى، وخذوا موقف الرجال، فهناك مخطط منشور ومعلن بتخريب الوطن العربي وتجزئته إلى خمسين دولة على الأقل، كل دولة تحكمها طائفة وستدخل هذه الدول في حروب لا تنتهي، وستبقى السيادة للبلد الوحيد الموحد، وهو إسرائيل، وستتسابق الدول الخمسون إلى كسب ودها، وسيعود العالم إلى الركوع أمام إسرائيل، بعد أن بدأت تفقد بعض أصدقائها، ولن يرفع أي منهم كلمة ضد الدولة الباقية من كل بلدان الشرق الأوسط.إن لم تنتبهوا وتعملوا لمصلحتكم ومصلحة شعوبكم فإن حكمكم سيزول أو لن يبقى لكم ما تحكمونه، اجتمعوا كلكم، كل الدول العربية والدولة التي يراد لها أن تشارك في خطة التقسيم بفضل التعنت والتعصب عندهم وعندنا من أطراف لا تخفى علينا مصلحتها في كل حرب، وأقصد تجار السلاح وسماسرته، اجتمعوا وضعوا قوتكم المالية والسياسية والعسكرية وقوة شعوبكم، بعد أن توفوها حقوقها، وأعلنوا رفضكم لما يحدث وغضبكم ممن يخطط ويتلاعب بكم، مرةً واحدة في حياتكم قفوا أمام هذا اللعب ولا تهدروا طاقتكم تابعين لأوهام يزرعها من يريد بنا شراً.السعودية وإيران ومصر وبقية الدول العربية، لو اتفقت على رفض هذه المؤامرة وأخذت بأيديها حل كل المشاكل العربية وطردت كل من يتلاعب ويقسّم ويخوّف ويضرب الأطراف ببعضها، فإننا سنستعيد عافيتنا وسنستطيع ضرب أي معتدٍ على أوطاننا، وفي مقدمتها إسرائيل. هذا ليس كلاماً وهمياً، فقوتكم مجتمعةً تفوق أي قوة في الأرض، وبيدكم قوة النفط والتجارة، بل بأيديكم أن تهددوا كبرى الدول بما تملكونه فيها من مال واستثمار.اليوم لو أنتجتم نصف ما تنتجون من النفط فستعيدون أسعاره إلى سابقتها، اليوم إن اتفقتم مع إيران فإن حجمكم يتضاعف وستحسب حسابكم قوى كثيرة وفي مقدمتها إسرائيل، اليوم إذا وقفتم مع مصر فإن جيشها سيتمكن من شراء سلاح ويتخلص من ضغوط كثيرة، ويكون معكم في الوقوف أمام إسرائيل وغيرها.عندكم كل عناصر القوة، فاستخدموها، مرةً ثانية، لم أقل أعلنوا الحرب، ولكن كونوا مستعدين للدفاع وحماية الأوطان من المؤامرات، وخطط التجزئة.