في حين تخطت هجمات جماعة «بوكو حرام» المتشددة حدود نيجيريا إلى أراضي الدول المجاورة التي كانت في الماضي منطقة مملكة إسلامية قوية تدعى «كانم بورنو» واستمرت حوالي ألف سنة، يسعى المتمردون النيجيريون إلى إعطاء قتالهم شرعية تاريخية بالمطالبة باستعادتها.

Ad

إلا أن عددا من الخبراء قالوا لوكالة «فرانس برس» إن «إعلان الجماعة انتماءها إلى المملكة التاريخية ليس له أي تأثير لدى السكان المحليين أول ضحايا أعمال العنف الواسعة النطاق التي ينفذها المتمردون».

وامبراطورية «كانم بورنو» شهدت تغيرات عديدة منذ انبثاقها في القرن التاسع حتى سقوطها في سنة 1890. وامتدت في أوج ازدهارها في شمال شرق نيجيريا وبعضا من مناطق الكاميرون وتشاد والنيجر الحالية.

وللمرة الأولى استهدفت «بوكو حرام»، التي أعلنت أنها تريد إقامة دولة إسلامية في نيجيريا، هجمات في الكاميرون ثم في تشاد والنيجر، في حين أعلنت وزارة الدفاع الكندية أمس الأول أن جنودا من القوات الخاصة الكندية يشاركون في مهمة تدريب في جنوب شرق النيجر على الحدود مع نيجيريا انسحبوا من المنطقة منعا لتعرضهم لنيران الجماعة المتطرفة.

وأكثر المجموعات التي تضررت من أعمال العنف هي اثنية الكانوري التي قادت «كانم بورنو» وموزعة في أراض في الدول الأربع التي تستهدفها «بوكو حرام» حاليا. وأشار خبراء إلى أن «بوكو حرام» حاولت عدة مرات تبرير هجماتها على أهداف اعتبرتها «غير إسلامية» بأن تنسب نفسها إلى الامبراطورية التاريخية التي كانت تتخطى الحدود التي رسمها الأوروبيون لاحقا للمنطقة.

وعلى امتداد تاريخها فرضت امبراطورية كانم بورنو نفسها مركزا مهما للدراسات الإسلامية، وجذبت زوارا عربا أتوها من بعيد من الطرف الآخر لمنطقة الساحل، وصمدت في مواجهة تقدم دولة الخلافة المجاورة التي أسسها الإمام عثمان دان فوديو المجاهد والكاتب من القرن التاسع عشر حيث صدتها قواتها المؤلفة بشكل أساسي من الكانوري. ويشير خبراء إلى أن الصراع على السلطة ما زال يثقل العلاقات المتوترة بين الكانوري والاثنيتين الأكثريتين في سائر شمال نيجيريا وهما الهاوسا والفولاني.

(لاغوس ــ أ ف ب)