دعي أكثر من 45 مليون ناخب بريطاني إلى الاقتراع في انتخابات تشريعية حاسمة ومتقاربة جداً بين الحزبين التقليديين؛ حزب العمال اليساري من جهة وحزب المحافظين اليمني من جهة أخرى، وسط بروز دور أحزاب أخرى معظمها ينتمي الى اليمين تمكنت من كسر ثنائية يمين - يسار التي سادت المشهد السياسي البريطاني والأوروبي بشكل عام بعد الحرب العالمية الثانية.

Ad

واستهدف قادة الأحزاب البريطانية، أمس، في محاولة أخيرة لكسب الأصوات قبل موعد الحسم الانتخابي اليوم نحو 10 في المئة من الناخبين قالت استطلاعات الرأي إنهم لم يحسموا أمرهم بعد.

ودخلت الحملتان الانتخابيتان لحزبي المحافظين والعمال البريطانيي يومهما الأخير، أمس، قبل انتخابات يصعب الاستدلال على نتائجها، وسط تقارب شديد في نسب التأييد في معظم استطلاعات الرأي وعدم قدرة أي منهما لحسم النتيجة لمصلحته والفوز بأغلبية في برلمان خامس أكبر اقتصاد في العالم.

وعلى رغم من 5 أسابيع من الحملات الانتخابية لم يتمكن حزب المحافظين الحاكم برئاسة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أو حزب العمال المعارض الرئيسي برئاسة إد ميليباند من تحقيق تقدم واضح على الآخر، ما قد ينذر بنتيجة غير حاسمة لعملية التصويت اليوم.

وتبدو مخاطر هذا الوضع أعلى من المعتاد، بسبب اجتماع نادر لعدد من العوامل التي قد تضع مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وأيضا نسيجها الوطني على المحك، تبعا لنتائج الانتخابات.

إذ تعهد كاميرون بإجراء استفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي إذا ما بقي في السلطة. كما أظهرت استطلاعات الرأي أن "القوميين الاسكتلنديين" قد يخرجون من الانتخابات كثالث أكبر قوة سياسية، على الرغم من خسارتهم استفتاء أجري العام الماضي على الانفصال عن المملكة المتحدة.

وقال نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب "الديمقراطيين الأحرار" نيك كليغ إن "عواقب أي انعطاف سيئ قد تعني في أسوأ الأحوال - وأنا لست هنا في معرض التكهن - خسارة اتحادين أساسيين لرخاء وطريقة حياة الجميع في بريطانيا، وذلك في غضون سنوات".

وأظهر استطلاع نشرته مؤسسة "تي.إن.إس"، أمس، تقدم حزب المحافظين بفارق نقطة مئوية على حزب العمال، وسط انخفاض شعبية كل منهما نقطة واحدة عن الأسبوع الماضي، لينال الأول 33 في المئة، والثاني 32 في المئة.

ونال حزب "الديمقراطيين الأحرار" الشريك الأصغر في حكومة المحافظين الائتلافية 8 في المئة في مقابل 14 في المئة لحزب "الاستقلال" البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي و6 في المئة لـ "حزب الخضر".

ويستند كاميرون، وهو يستعد لإنهاء جولة انتخابية استمرت يومين على تحقيقه أعلى نسبة تعاف اقتصادي بين البلدان المتقدمة في محاولته الأخيرة لاستمالة الناخبين لإعادة انتخابه، بعد أن دفعته نتائج استطلاعات الرأي المتقاربة إلى صقل طروحاته والمزج ما بين الوعود بمستويات معيشة أعلى والتحذير من أن "القوميين الاسكتلنديين" قد يجعلون من أي حكومة أقلية يشكلها حزب العمال رهينة ويستدرجونها للإنفاق والاستدانة أكثر.

وتوجه كاميرون في خطابه الأخير للناخبين، أمس، بالقول "سيتخذ البريطانيون غدا القرار الأكثر أهمية منذ نحو 35 عاما"، في إشارة الى انتخابات تعد الأكثر تقاربا منذ جيل.

في حين توجه ميليباند الذي يضع نظام الخدمات الصحية الثمين "هذا هو الخيار الماثل أمامكم في الانتخابات: إما حكومة عمال تضع الطبقة العاملة أولا، أو حكومة ستقف فقط في صف القلة من ذوي الامتيازات".

المسلمون

وحث زعماء المسلمين في بريطانيا الجالية المسلمة على الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة المقررة اليوم، واعتبروها فرصة نادرة لإحداث تغييرات إيجابية.

ويمثل المسلمون نحو 5 في المئة من سكان بريطانيا، ويشكلون نحو 20 في المئة من الناخبين في 26 دائرة انتخابية في إنجلترا وويلز وحدهما، ولا يشارك كثير منهم في العملية السياسية.

(لندن- أ ف ب، رويترز)

أرقام

دُعي الناخبون البريطانيون إلى انتخاب نوابهم اليوم لولاية من خمس سنوات. وفي ما يلي بعض الأرقام التي تلخص الحملة الانتخابية:

37: عدد أيام الحملة الرسمية.

650: عدد المقاعد في مجلس العموم.

81: عدد الاستطلاعات المنشورة في أثناء الحملة.

30: عدد الاستطلاعات التي تشير إلى تصدر المحافظين برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ديفيد كاميرون في نوايا التصويت.

37: عدد الاستطلاعات التي تشير إلى تصدر حزب العمال برئاسة إد ميليباند.

3971: إجمالي عدد المرشحين في الانتخابات.

26.1%: نسبة السيدات المرشحات وتفوق نسبة 2010 البالغة 21.1%.

72: عدد الأحزاب الهامشية التي لم ترشح أكثر من شخص واحد.

485012: عدد الناخبين الذين سُجلوا يوم 20 أبريل وحده، وهو اليوم الأخير للتسجيل.

15%: نسبة الناخبين الذين سبق أن صوتوا عبر البريد.

4658499: المبلغ بالجنيه الاسترليني (6.3 ملايين يورو) الذي جمعه حزب العمال في الحملة. وجمع المحافظون 3.456 مليون جنيه وحزب يوكيب 1.61 مليون جنيه والليبراليون الديمقراطيون 234 ألف جنيه في المدة نفسها.

18.3 مليوناً: مجموع عدد مشاهدي مختلف المناظرات والمقابلات التي نظمتها قناتا «بي بي سي» و«اي تي في».

(لندن ــ أ ف ب)