وصلت المفاوضات التي يقودها المبعوث الأممي جمال بن عمر بين الأحزاب اليمنية وحركة «أنصار الله» الحوثية أمس، إلى طريق مسدود، بشأن التوصل إلى حلّ ينهي أزمة الفراغ الدستوري الناتج عن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح بسبب سيطرة الحوثيين العسكرية على العاصمة.
في وقت أكمل اليمن أسبوعه الثاني بلا رئيس للجمهورية أو للحكومة، فشلت المشاورات السياسية التي يجريها المبعوث الأممي جمال بن عمر بين مختلف الأحزاب اليمنية، وجماعة «أنصار الله» الحوثية حتى أمس، في التوصل إلى حلّ للأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح، احتجاجاً على سيطرة المسلحين الحوثيين على العاصمة «صنعاء».وتسبب تمسّك الحوثيين بتشكيل مجلس رئاسي لإدارة شؤون البلاد، واستبعاد هادي من المشهد فضلاً عن إصرار حزب «المؤتمر» بزعامة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بالعودة إلى البرلمان للبتّ باستقالة رئيس الجمهورية، في فشل المحادثات التي تدور منذ خمسة أيام، في وقت أعلن الحراك الجنوبي انسحابه من المحادثات واصفاً إياه بـ«الحوار العبثي الذي يجري تحت التهديد والحصار».في غضون ذلك، واصل الحوثيون مع حلفائهم ممارسة الضغط على باقي المكونات عبر التلويح باتخاذ قرارات «حاسمة» في حال عدم التوصل إلى حلّ للأزمة، فيما أشارت مصادر سياسية إلى رغبة الحوثيين بإعلان «مجلس رئاسي للبلاد من جانب واحد».من جهة أخرى، تشكل العودة إلى البرلمان الذي يهيمن عليه حزب «المؤتمر» للبتّ في الاستقالة بحسب مصادر سياسية، فرصة تمهّد لترشّح أحمد نجل الرئيس صالح لمنصب الرئيس.هادي يشترطفي المقابل، شكلت الأحزاب الأخرى، وأبرزها التجمع اليمني للإصلاح، لجنة لإقناع هادي بالعدول عن استقالته، «باعتبار ذلك أقل الخيارات ضرراً على البلاد في الوقت الراهن، وهو الخيار المقبول والمدعوم إقليمياً ودولياً».وعقب لقاء بين ممثلي الأحزاب وهادي، قال أحد المشاركين في الاجتماع، إن «النقاش تناول صعوبة عقد الحوار بصنعاء كونه يجري تحت تهديد القوة»، مضيفاً أن هادي رَهَن قرار الرجوع عن الاستقالة التي كان قد تقدم بها بتغيّر الظروف الأمنية، وبنقل الحوار إلى مدينة تعز جنوبي البلاد عوضاً عن العاصمة التي تخضع لسيطرة مسلحي جماعة عبدالملك الحوثي.والتقى هادي في منزله بصنعاء الذي يخضع لحصار من قبل الحوثيين، اللجنة التي تضمّ ممثلين عن الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب العدالة والبناء، وحزب الإصلاح.وجاء هذا اللقاء، رغم تحفّظ الحوثيين وأنصار علي عبدالله صالح المتهم بالتحالف مع الحوثيين وتمهيد الطريق أمامهم للسيطرة على البلاد.احتجاجات وقمعإلى ذلك، قامت مليشيات «أنصار الله» صباح أمس، بتفريق مظاهرة طلابية بالقوة، واعتقلت ناشطين في العاصمة، بينما شهدت مدن أخرى من بينها ذمار وإب والبيضاء مظاهرات مندّدة بسيطرة الحوثيين على السلطة في البلاد.وفي تعز، تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي المسيرات والمظاهرات الرّافضة لما يسميه الناشطون بـ«الانقلاب» وخرجت مسيرة حاشدة أمس، جابت شوارع المدينة، وصولاً إلى مبنى المحافظة.ورفع المتظاهرون شعارات وهتافات تندّد بالحوار تحت تهديد السلاح، وفي ظلّ احتلال المليشيات لعاصمة الدولة، وحصار كبار المسؤولين، وفق تعبيرهم. ورحّبت المسيرات بدعوة الحراك الجنوبي إلى انتقال إدارة الدولة في المحافظة للإدارة المحلية كخطوة وحدوية تعزل الانقلاب.اشتباكات الحديدةمن جهة أخرى، قتل ضابط وجنديان وثلاثة من الحوثيين في اشتباكات اندلعت بين الطرفين في محافظة الحديدة مساء أمس الأول.وقالت مصادر، إن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة أسفرت عن مقتل قائد كتيبة الحماية لجزيرة حنيش العقيد زين الردفاني وأحد مرافقيه، بالإضافة إلى إصابة تسعة آخرين، في حين قتل ثلاثة من مسلحي الحوثي.في وقت سابق، اندلعت مواجهات بين المسلحين الحوثيين وأبناء منطقة الزوَب بقيفة في محافظة البيضاء.وقالت مصادر محلية، إن المواجهات اندلعت عقب قيام المسلحين الحوثيين بتطويق قرية الزوَب ونصب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستحداث نقاط تفتيش على مداخل القرية، لافتة إلى أن الحوثيين يطالبون بتسليم عدد من أبناء القرية أنفسهم، بحجة أنهم مطلوبون بتهمة الانتماء لتنظيم «القاعدة».وأوضحت المصادر أن الحوثيين، قاموا بالسيطرة على مبنى مديرية القريشية، وفجروا منزلين للأهالي، إضافة إلى منزل ثالث تم تدميره جزئياً إثر استهدافه بقذائف صاروخية.(صنعاء، عدن - أ د ب، رويترز، أ ف ب)
دوليات
اليمن: مشاورات بن عمر تفشل في حلّ أزمة الفراغ الدستوري
01-02-2015