فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة في التوافق على مشروع قرار روسي يطالب بهدنات انسانية في النزاع اليمني، فيما تهدد أزمة المحروقات بوقف توزيع المساعدات الإنسانية الحيوية في هذا البلد.

Ad

وبعد خمسة أسابيع من الحرب ما زال برنامج مساعدة المدنيين الذي أعلنه التحالف العربي بقيادة السعودية من دون تنفيذ بسبب مواصلة العمليات العسكرية وتكثيفها.

والخميس، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أطراف النزاع على تحييد المستشفيات ومعاودة الامدادات بالوقود تحت طائلة توقف المساعدة الإنسانية "في الأيام المقبلة".

لكن مجلس الأمن الذي اجتمع في نيويورك لم ينجح في التفاهم على مشروع قرار روسي يلحظ هدنات انسانية مع طلب أعضاء مزيد من الوقت لإعلان موقفهم، بحسب دبلوماسيين.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه "نحن ندعم بالكامل ايصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن من دون عوائق، كما نؤيد هدنات انسانية للسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود إلى البلاد".

لكنه حمل مسؤولية الأزمة الإنسانية والمأزق السياسي للمتمردين الحوثيين الذين يتعرضون للقصف الجوي منذ 26 مارس من قبل تحالف عربي تقوده السعودية.

وقال أن "مسؤولية الأزمة الإنسانية تتحملها الإجراءات الأحادية الجانب التي يقوم بها الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح".

وكان السفير الروسي فيتالي تشوركين قال إثر جلسة المشاورات المغلقة التي عقدت بمبادرة من موسكو "نحتاج على الأقل إلى هدنات إنسانية منتظمة لتسهيل تسليم المساعدة".

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في تقرير في وقت سابق الجمعة أنه "بين 19 مارس و27 أبريل سجلت المؤسسات الصحية سقوط 1244 قتيلاً وإصابة 5044" شخصاً آخر.

من جانبها، قالت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة أنه منذ منتصف مارس فر من اليمن أكثر من 12 ألف شخص بينهم يمنيون ومواطنون من دول أخرى، وذلك من طريق البحر في اتجاه القرن الأفريقي.

وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الخميس توقفه تدريجاً عن توزيع الأغذية بسبب النقص في المحروقات.

وفي تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر نشر الخميس في صنعاء، تحدث مدير المستشفى الكويتي في العاصمة اليمنية عن "صعوبات لوجستية هائلة (يواجهها) لتشغيل مؤسسته".

وقال عيسى الذوب "نفتقر إلى الوقود، سيارات الإسعاف التابعة لنا ما عادت قادرة على نقل المرضى ونصف طاقمنا لم يعد يستطيع العمل بعدما توقفت حافلاتنا".

وفي التقرير نفسه، أوردت اللجنة الدولية أن طاقمها أجبر على إخلاء مستشفى الجمهورية في عدن كونه بات "على خط الجبهة".

وأعرب رئيس اللجنة الدولية في اليمن سيدريك شفايزر عن "صدمته لعدم احترام حياد هذا المؤسسة الطبية".

من جهته، قال الطبيب عادل اليافعي الذي يعمل في مستشفى محلي بعدن لوكالة فرانس برس أن المؤسسة باتت غير قادرة على علاج الحالات العادية جراء "العدد الكبير من الجرحى".

ميدانياً، تدور معارك في عدن منذ أسابيع عدة حيث يحاول المتمردون السيطرة عليها وعلى تعز بشكل كامل لكنهم يواجهون طيران التحالف ومقاتلي "اللجان الشعبية" المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي.

وفي عدن، قتل 47 شخصاً معظمهم من المتمردين في الغارات الجوية الأخيرة والمعارك البرية، وفق ما أفاد مسؤول طبي الجمعة.

ويفرض الحوثيون حصاراً على الأحياء القريبة من ميناء المدينة "ويمنعون نقل المساعدات وإجلاء الجرحى"، على ما أكد المتطوع في فرق الانقاذ بسام القاضي لفرانس برس.

من جهته، أشار عماد بطاطا إلى أن شبح المجاعة يخيم على حي المعلا في منطقة الميناء، قائلاً "هناك مخبز واحد يعمل، وننتظر في الطابور لساعات أملاً في الحصول على بضعة أرغفة".

وأضاف "نحن من دون مياه وكهرباء منذ خمسة عشر يوماً".

واتهم عامر علي أحد سكان حي المعلا الحوثيين بـ "السعي إلى اخضاع عدن بكل الوسائل".

دبلوماسياً، يبدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد الأسبوع المقبل جولة اقليمية يجري خلالها مباحثات تتناول سبل إحياء عملية السلام في هذا البلد، كما أفاد الجمعة مصدر دبلوماسي.

وستكون هذه أول جولة للدبلوماسي الموريتاني إلى الشرق الأوسط والخليج منذ تم تعيينه في 25 أبريل خلفاً لجمال بنعمر بعد استقالة الأخير من هذه المهمة.

ولم تعرف في الحال محطات الجولة المرتقبة للوسيط الدولي.

إلى ذلك، هنأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة نظيره السعودي الجديد عادل الجبير رغم التوتر بين البلدين في شان اليمن.

لكن السعودية وحلفاءها الخليجيين رفضت فكرة إجراء مفاوضات سلام خارج الرياض، الأمر الذي كانت اقترحته طهران.

ونقل دبلوماسيون أن أعضاء في مجلس الأمن يقترحون عقد هذه المفاوضات في أوروبا.