وافقت المحكمة الإدارية العليا في مصر أمس على تأسيس حزب «مصر العروبة» بزعامة رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان ورفضت تأسيس حركة «تمرّد» لحزبها السياسي، في وقت يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي مشاركته الرسمية في قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا اليوم.

Ad

أصدرت دائرة الأحزاب السياسية بالمحكمة الإدارية العليا، حكماً قضائياً باتاً أمس، بتأسيس أحزاب «مصر العروبة الديمقراطي»، بقيادة رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان، و«30 يونيو» و«رواد المستقبل»، واكتساب هذه الأحزاب الشخصية الاعتبارية العامة اعتباراً من اليوم، ليحق لها ممارسة أنشطتها السياسية، بما في ذلك المشاركة في الانتخابات المقبلة، والتي تعقد على جولتين، مارس وأبريل المقبلين.

الحكم تضمن مفارقة سياسية مدهشة، إذ في الوقت الذي تم إطلاق حزب «عنان» في الحياة السياسية، حجب القرار محاولات تأسيس حزب يقوده محمود بدر، مؤسس حركة «تمرّد» التي أطاحت الرئيس السابق محمد مرسي، وأيّدت المحكمة برئاسة المستشار عبدالفتاح أبوالليل، قرار لجنة شؤون الأحزاب الصادر بالاعتراض على تأسيس حزب «الحركة الشعبية العربية - تمرّد»، لعدم استيفائه الشروط.

في الأثناء، تواصل الأحزاب المدنية محاولات تدشين تحالفاتها الانتخابية، كما واصلت اللجنة العليا للانتخابات، حالة التريث في إعلان موعد فتح باب الترشح أمام المرشحين، وسط اتهامات لها بالتباطؤ، على الرغم من أنه لم يتبق إلا 50 يوماً فقط أمام انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات ،21 مارس المقبل.

 مصادر قضائية في اللجنة رجّحت أن يكون الإعلان عن موعد بدء تقدم المرشحين بأوراقهم مطلع الأسبوع المقبل، ما اعتبره الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي، مخالفة دستورية، حيث يلزم الدستور اللجنة بمهلة أقصاها 60 يوماً بين تقديم أوراق المرشحين وإجراء الانتخابات، ما يجعل الأسبوع الأخير من شهر يناير الجاري آخر موعد لإعلان فتح باب الترشح للانتخابات.

عبوات ناسفة

ميدانياً، تزايدت أمس، وتيرة إلقاء العبوات الناسفة في شوارع العاصمة، وسجلت الظاهرة التي تتهم الأجهزة الأمنية أنصار جماعة «الإخوان» بالوقوف خلفها، معدلاً مرتفعاً أمس، إذ أبطل خبراء المفرقعات مفعول ناسفة، عُثر عليها في ميدان عبدالمنعم رياض، المتاخم لميدان التحرير ليتم بعدها إغلاق «التحرير» لدواعٍ أمنية، خشية اقتحامه من قبل متظاهرين، إحياء لذكرى جمعة الغضب «28 يناير».

وبينما تم إبطال 3 قنابل في محطة الرمل وسط الإسكندرية، إحداها بجوار القنصلية الإيطالية، بدأت نيابة «شبرا الخيمة» أمس، تحقيقاتها في واقعة إلقاء مجهولين قنبلة على نقطة كمين «مسطرد»، على طريق ترعة الإسماعيلية، ما أسفر عن إصابة 9 أشخاص من بينهم 7 أفراد شرطة، مساء أمس الأول، بينما أعلنت مديرية أمن محافظة «كفر الشيخ» الساحلية، أن 3 أشخاص بينهم أمين شرطة، أصيبوا بأعيرة نارية في مركز كفر الشيخ، أمس.

في محافظة «البحيرة» شمال غربي القاهرة، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على خلية إرهابية، مكونة من 5 أعضاء في تنظيم «الإخوان»، كانت تخطط لإحداث شغب وفوضى لإسقاط البنية التحتية للدولة، بينما أبطل خبراء المفرقعات عبوة ناسفة، أسفل مُحوِّل كهربائي في إحدى قرى البحيرة، أمس.

وامتدت ظاهرة العبوات إلى الصعيد، حيث انفجرت ناسفة بدائية الصنع، داخل مبنى محكمة كوم أمبو، في أسوان، دون إصابات، بينما أشعل مجهولون النيران، في سيارتين تابعتين لمجلس مدينة القوصية في محافظة أسيوط، فيما أُحرق محوِّل كهرباء بإلقاء مجهولين زجاجات «مولوتوف» عليه في إحدى قرى القوصية.

في السياق، علقت قوى وحركات ثورية فعالياتها أمس، في ذكرى «جمعة الغضب»، للتنسيق على تنظيم فعاليات مشتركة غداً من خلال مسيرات «مفاجئة» في عدد من الميادين، وصرح مسؤول المكتب السياسي لحركة «6 أبريل»، شريف الروبي، بأن «جميع القوى الثورية تنسق للنزول الجمعة، بهدف التنديد بمقتل الناشطة شيماء الصباغ، مطلع الأسبوع الجاري»، بينما دعا «تحالف دعم الشرعية» الموالي للإخوان إلى تظاهرات عقب صلاة الجمعة.

زيارة إثيوبيا

في غضون ذلك، وبينما غاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن افتتاح الدورة «46» لمعرض القاهرة الدولي للكتاب أمس، والذي كان فرصة للقاء المثقفين، افتتح رئيس الحكومة إبراهيم محلب الدورة «46» للمعرض.

من جهة أخرى، يبدأ السيسي زيارة رسمية إلى إثيوبيا اليوم، للمشاركة في اجتماعات الدورة «24» للقمة الإفريقية، على مدار يومي الجمعة والسبت، وهي الزيارة التي ربما تؤخِّر الإعلان عن حركة المحافظين إلى الأسبوع المقبل.

القمة الإفريقية التي تعقد تحت شعار «سنة تمكين النساء وتنمية إفريقيا»، تشهد زيارة السيسي الأولى لإثيوبيا، وتعد ثاني جولة إفريقية له منذ مشاركته في القمة الإفريقية السابقة التي استضافتها العاصمة الغينية، مالابو، عقب توليه منصب الرئاسة يونيو الماضي.

وتكتسب زيارة السيسي لأديس أبابا أهمية خاصة كونها ستشهد قمة مع رئيس الحكومة الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، في وقت تشهد العلاقات الثنائية توتراً على خلفية مضي إثيوبيا قدماً في بناء سد «النهضة»، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يهدد حقوق القاهرة التاريخية في مياه النيل.