حقان فيدان.. كاتم أسرار أردوغان يخرج من الظل

نشر في 08-02-2015 | 14:13
آخر تحديث 08-02-2015 | 14:13
No Image Caption
يتخلى مدير جهاز الاستخبارات التركية منذ خمسة أعوام حقان فيدان رجل الثقة والمهمات الصعبة لدى الرئيس رجب طيب أردوغان عن منصبه خارجاً من الظل إلى العلن هذه المرة ليواصل خدمة سيد تركيا.

وقد سلم فيدان استقالته الجمعة إلى رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو ليخوض غمار الانتخابات التشريعية في السابع من يونيو المقبل مرشحاً عن الحزب الإسلامي المحافظ الحاكم في تركيا.

ومن صفات فيدان "47 عاماً" ضابط الصف، القوة والتكتم والمهابة كما أنه مطلع على كافة الملفات الحساسة التي يحاسبه عليها رئيس الدولة فقط.

وتم تعيين فيدان رئيساً للجهاز عام 2010، ويتولى محادثات السلام الدقيقة التي بدأت قبل أكثر من عامين مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون في جزيرة  ايمرلي.

ويتولى فيدان تحريك الخيوط في سياسة تركيا تجاه سورية ما يجعل منه مهندس العلاقات المثيرة للجدل مع الجهاديين الأكثر تطرفاً وبينهم تنظيم الدولة الإسلامية، الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد العدو اللدود لأنقرة.

وفي 2012، أقدم أردوغان الذي كان رئيساً للوزراء في حينها على الإشادة علناً بفيدان في خطوة نادرة قائلاً "انه موظف كفوء جداًـ فهو كاتم أسراري وكاتم أسرار الدولة".

وامتثالاً للتكتم المفروض حول رؤساء أجهزة الاستخبارات، فإن النبذة الرسمية لفيدان على الموقع الالكتروني للجهاز مختصرة بأكبر قدر ممكن.

ولد حقان فيدان في أنقرة في 1968 وبدأ حياته المهنية في أدنى مراتب الجيش التركي كمساعد ضابط، وقام بمهمات ذات طابع استخباراتي قبل استقالته من القوات المسلحة العام 2001.

وتوجه إلى الولايات المتحدة للدراسة حيث نال شهادة في العلوم السياسية من جامعة ميري لانجد ومن ثم في تركيا حيث درس في جامعة بلكند الخاصة.

وبعد نيله الشهادات، تولى فيدان إدارة الوكالة التركية للتعاون الدولي الحكومية التي تنشط كثيراً في الجمهوريات السوفياتية السابقة الناطقة بالتركية وفي أفريقيا وعدد من الدول المسلمة حيث تسعى أنقرة منذ عشرات السنين إلى اتخاذ موطئ قدم لها ضمن اطار استرايتجيتها كقوة اقليمية.

وواصل فيدان صعوده في دوائر السلطة من خلال الالتحاق بمكتب أردوغان كمساعد وزير دولة.

وقد أتاح له ذلك مجالاً للتعاون بشكل واسع مع وزير الخارجية ورئيس الوزراء مستقبلاً داود أوغلو، مهندس مفهوم "العثمانية الجديدة" عندما كان أستاذاً جامعياً ومستشاراً لأردوغان.

وضمن هذا الإطار، شارك فيدان في المحادثات السرية في أوسلو في 2009 مع قادة حزب العمال الكردستاني، وعند تعيينه رئيساً لجهاز الاستخبارات في 2010 واصل جهوده حتى العام 2011 عندما كشفت صحف تركية عن هذه المحادثات ما أدى إلى انهيارها.

وأسفرت هذ المرحلة عن تسليط الأضواء على الرئيس القوي "للجهاز" عندما اشتبه مدعون عامون في 2012 في أن فيدان تجاوز صلاحياته في المحادثات مع المتمردين الأكراد واستدعوه لشرح ما حدث.

ومن أجل حمايته، سارع أردوغان إلى تبني قرار في البرلمان الخاضع لسيطرته يعفي العاملين في جهاز الاستخبارات من الرد على طلبات القضاء.

وفي 2013، اتهمه صحافي أميركي بأنه باع لطهران هويات جواسيس اسرائيليين ينشطون في ايران، لكن السلطات التركية نفت ذلك وجددت ثقتها فيه.

وفي مطلع 2014، تم توقيف عدد من عناصر جهاز الاستخبارات على الحدود السورية مع شاحنة أسلحة مخصصة لمعارضين سوريين متشددين، وأثار الأمر فضيحة لكن سرعان ما تم نسيانها عندما تمكن الجهاز في سبتمبر من الافراج عن 46 تركياً احتجزتهم الدولة الإسلامية رهائن في العراق.

وقد تحول جهاز الاستخبارات إبان رئاسة فيدان إلى دعامة أساسية في نظام أردوغان.

ويبدو أن حقان فيدان موعود بأرفع المناصب من الآن وصاعداً، فالبعض يراه وزيراً للخارجية أو حتى رئيساً للوزراء، وقد أعلن داود أوغلو مؤخراً على أن فيدان "يفرض نفسه كأفضل مرشح لأي منصب كان".

back to top