لا تصدقوا كل ما تسمعون ولا تصدقوا كل ما تقرأون
لقد وقع تحت يدي الكثير من الكتب منذ أن عرفت القراءة ومنذ أن بدأت أحب قراءة الكتب، وكأي إنسان في أولى مراحل حياته، فإنه يصدق كل ما يقرأ أو بعضه على الأقل، لكنني قرأت بعض الكتب الدينية في أيام الطفولة والمراهقة، والحق أقول: إنها ملأتني رعباً ولم أعد لقراءتها مرة أخرى، وجعلتني بحق أكره التقرب وتصفح أي كتاب ديني مثل هذه الكتب، بل ولا أنصح أحداً بقراءة الكتب الدينية، رغم أنني أحب الكتب وأقدس حتى الورق الذي يطبع عليها، ولا أسمح لأحد أن يرمي كتاباً على الأرض أو يدوسه بقدمه أيا كان هذا الكتاب، لكن تلك الكراهية توطدت منذ صغري مع تلك النوعيات من الكتب التي كنت أحسبها دينية وأدبية بحتة.
وبمرور السنوات، والإنسان خُلِق متقلباً، أصبحت أكثر وعياً لما أقرأ، ولم تعد تلك الكتب تخيفني أو ترعبني، لأنني فهمت جيداً ماذا يعني الدين ولم تعد تلك القصص المرعبة التي قرأتها تعنيني بشيء، بل أصبحت أضحك لسذاجة كاتبها وسذاجة عقلي كيف صدق تلك الترهات التي وُضِعت في كتاب، ولن أقول أسماء تلك الكتب لأنني سأدخل في متاهات البعض الذين سيقسمون أنها صحيحة دون سند، فقد اكتفينا منهم، لكن سأدخل إلى عقول الناس التي أصبحت تصدق كل شيء، ولا أعني هنا فقط الكتب الدينية، بل الأدبية والأخبار واليوتيوب وما يحمل معه من افتراءات وكذب، فلا يوجد ما هو صحيح مئة في المئة، وحتى الكتب، عندما نقرأ كتاباً كُتِب قبل مئة عام، ثم نجد أن كاتبه مجهول، وأن الكتاب لا يحمل غير الافتراءات والكذب بقصد أو دون قصد، أنصح الناس أن يكتشفوا بأنفسهم ولا يصدقوا كل شيء. هناك كتب كثيرة في السوق وأخبار يسوق لصحتها في "النت" ووسائل التواصل، وكل وسائل الإعلام، وتكتشف بعدها أنها كانت إشاعة فمن سنصدق؟!فإذا كنا في عصر القرية الصغيرة والتكنولوجيا المتفجرة والإنترنت الذي ينقلكم بضغطة زر إلى أبعد مكان في العالم، وأيضاً تجد هناك كذباً وفبركة للفيلم والخبر، فهل سأصدق خبراً أو كتاباً، أو كاتباً كتب شيئاً منذ ألف عام أو ألفي عام؟! هو سؤال بسيط فقط أحببت أن أشارك فيه عقل القارئ. ونصيحتي لكم: لا تصدقوا كل ما تقرأون أو تشاهدون، بل اجعلوا الشك لا اليقين هو دليلكم حتى تتأكدوا أو يطلق عقلكم هرمون المنطق، ويقترح عليكم أن تتركوا الخلق للخالق، فلا تخلطوا ما رأيتم مع أوهامكم وتصدقوها، فلم يعد هناك شيء أكيد... ودمتم بخير.