مستشفى مكي جمعة مركز لمكافحة مرض السرطان، وهو مستشفى حكومي يتم من خلاله التشخيص وعلاج المرض، وحدث أن كانت هناك مريضة مع أقربائها في غرفة العلاج، وإذا بامرأتين منقبتين تطلبان من ابن أخيها الخروج للاختلاء بالمريضة وقريبتها، وأخذت المنقبتان تنصحانها بارتداء النقاب والعباية الإسلامية علماً أن المريضة محجبة أصلاً، وأكدتا لها أنها في طريقها للموت، وأفضل طريقة لاستقبال الموت بصدر رحب يكون عن طريق المزيد من الأقمشة التي تغطي وجهها وجسدها، السؤال الذي يطرح نفسه: هل لك أن تتصور مدى التأثير السيئ لحوار من هذا القبيل على مريضة بالسرطان مستقبلة مرضها بكل إيمان ومحبة؟
الإيمان الحقيقي هو في تقبل ابتلاء الله، وعندما يقبل العبد القانع الراضي بقضاء الله وقدره، ويجد التشجيع من أحبته يحرص على تلقي العلاج، ولكن ماذا يفعل عندما يواجهه غرباء يبشرونه بأنه سيموت، وأن عليه أن يلتزم دينيا أكثر حتى يموت بسلام؟!بعد الاستفسار من الأطباء ادّعوا أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، وبعد الاستفسار من المرضى اتضح أن هذه النوعية من الداعيات تتوافد على المستشفى بشكل مستمر، وبعلم المستشفى الذي يغض النظر عن هذه الزيارات.يقتحمن غرف المرضى ويقمن بدورهن الإرشادي غير المرحب فيه من الأساس، وإدارة المستشفى "التعيس" لا تقدم أبسط حق للمريض، وهو الخصوصية أثناء العلاج، تاركة كل من هبّ ودبّ ليقوم باقتحام غرف العلاج مع غض البصر عنه. من المستفيد من هذا الوضع؟ أن يتم تحويل مستشفى لعلاج السرطان إلى مركز دروس دينية إجبارية ليس سوى فوضى تحتاج أن يتم التحقيق فيها وإيقافها، فالإنسان هو صاحب القرار في أي شيء بحياته، وهو من يقرر حضور درس ديني أو جلسة علاجية، وليس غيره هو من يقرر مصيره، ومنا إلى إدارة المستشفى، الرجاء منع تكرار هذا النوع من الحوادث؛ لما لها من أثر سلبي على مريض السرطان، الذي يلعب العامل النفسي دوراً كبيراً في علاجه.قفلة:تحية للمرأة الكردية التي حملت السلاح وحاربت "داعش" لأنها على يقين بأن هذا العالم لن يحرك ساكنا ليساعدها، تحية لإرادة المرأة حين تصنع التاريخ.
مقالات
منظور آخر: داعية في مكي جمعة!
01-02-2015