كيف جاءت فكرة الفيلم؟

Ad

 

منذ أربعة أشهر تم تدشين المركز المصري لمكافحة الإرهاب، وقررنا للإعلان عنه عقد مؤتمر، وكانت ثمة رغبة في أن يكون الافتتاح غير تقليدي بدلاً من المؤتمر والكلمات المُكررة والمُعادة في مثل هذه المناسبات، فقررنا صناعة فيلم عن الإرهاب يكون إعلاناً عن تدشين هذا المركز، وفي الوقت نفسه بداية لأنشطته. بصفتي المسؤول عن إدارة الشؤون الفنية والثقافية في المركز، كتبت سيناريو الفيلم وأخرجته، وقدمت الأداء الصوتي الفنانة فردوس عبد الحميد.

 

كيف كانت ردود الفعل عند عرض الفيلم؟

 

كانت ردود الفعل طيبة، واستقبله الجميع باهتمام، لأنه تاريخ موثق ولا ينكره أحد، وقد كان في المؤتمر الكثير من السفراء الأجانب والشخصيات العامة، وقد غضب السفير الأميركي، وانسحب من المؤتمر، وقال إن أميركا تحارب الإرهاب معنا ولا تدعمه، وإن اتهامنا لهم غير صحيح، وطلب لقائي، ولكني رفضت، لأنه ليس له صفة ليناقشني في عملي، وإلا كنت أناقش كل جهموري في كل عمل.

 

لماذا غضب السفير إذن؟

 

أشار الفيلم إلى أن إنشاء جماعة {الإخوان المسلمين} كان من المخابرات الإنكليزية، وقد صدر أخيراً في إنكلترا كتاب بعنوان {المخابرات البريطانية} وعلاقتها بالجماعات الأصولية، وكيف تعاونت بعد ذلك مع المخابرات الأميركية.

وأذكر في عام 1994 عند تصوير فيلم {ناصر 56} زرت مقر شركة قناة السويس الفرنسية القديمة والذي أصبح بعد ذلك مقرا للحزب {الوطني} بالإسماعيلية، بهدف الاطلاع على الملفات لعمل نموذج مشابه في الفيلم. شاهدت دفتر إيصالات بالفرنسية وفيه إيصال بمبلغ خمسين جنيها لحسن البنا! ما علاقة حسن البنا المدرس بالشركة والفرنسيين، إلا التعاون السري؟ 

وبعد 30 يونيو كان ثمة استجواب في الكونغرس الأميركي لوزيرة الخارجية وعدد من المسؤولين وعلاقتهم بجامعة {الإخوان}. 

كذلك ثمة مؤتمر للتنظيم الدولي للإخوان بعد 30 يونيو استضافته وزارة الخارجية الأميركية، وكل هذا موثق، وهو ما أغضب السفير الأميركي. 

في رأيي أن ما يحدث هو خطاب استعماري وحروب مخابراتية، ولكن مغلفة بغلاف ديني حتى تكسب تعاطف البسطاء.

 

أزمة

 

ماذا عن أزمة حذف الفيلم من غوغل ويوتيوب؟

 

بعد المؤتمر بأيام كنت ضيفاً في برنامج {مباشر من مصر} على الفضائية المصرية، وتحدثت عن الفيلم، وعُرض جزء منه داخل الحلقة، وفي اليوم التالي بحثت عن الحلقة على غوغل فوجدتها دون أجزاء الفيلم التي عُرضت. اتصلت بالقيمين على القناة والبرنامج فأكدوا لي أن الحلقة تم وضعها كاملة.

لكن جاءت رسالة من إدارة اليوتيوب تخبرهم أن الفيلم محظور عرضه، استعنت ببعض الشباب المصري المتميز واستطاعوا التعامل مع هذا الحظر، وتم وضعه على أكثر من موقع فني وإخباري. 

وجار الآن ترجمة الفيلم إلى أكثر من لغة، تمهيداً لعرضه في المراكز الثقافية المختلفة وإهدائه للسفارات الأجنبية الموجودة في مصر، وكل الجهات المعنية بالثقافة والإعلام.

 

هل تنوي صناعة جزء ثانٍ من الفيلم؟

 

بالطبع لا، لكن أنوي مواجهة الإرهاب من زاوية أخرى. 

كذلك من أهداف المركز زيادة الانتماء لدى المواطن كي يستطيع مواجهة الإرهاب والخطاب الاستعماري الجديد. أنا مهموم بهذه اللعبة التي تجيدها الجماعات الدينية وعلاقتها بأجهزة المخابرات، وقدمت من سنوات مسلسل {سنوات الحب والملح} عن علاقة {الإخوان المسلمين} بثورة 1952. 

ثم ما حدث في عام 1954 حتى عام 1976 عندما أفرج عنهم السادات، وأعاد من هم خارج البلاد لمواجهة اليساريين.

لماذا لم تلجأ إلى الدولة والمسؤولين في مخاطبة إدارة يوتيوب أو غوغل؟

 

لا تتحدث عن دور الدولة في الثقافة والإعلام والفن في الفترة الأخيرة، وتحديداً العام الماضي، قد نرى تحسناً ملحوظاً في الخدمات المُقدمة للمواطن والاستقرار والأمن، ولكن لن نرى أي شيء يخص الفن والثقافة، وأتحدى أي مسؤول يثبت عكس ذلك ويقول ماذا قدمت الدولة خلال عام لهذه المجالات. 

مسؤوليات

 

لكن مسؤولي الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء تحدثوا عن أهمية الفن؟

 

اهتمام كبار المسؤولين في الدولة بالفن لا يعدو أكثر من كلام مُرسل في الخطابات والمناسبات فقط، ولم يُترجم إلى أفعال. كل ما في الأمر تكريم عشوائي لعدد من الفنانين كل عام واصطحاب بعضهم في بعض المناسبات. لكن جمال عبد الناصر عندما أهتم بالفن كقوة ناعمة لها أهميتها أنشأ مصلحة الفنون، وعين يحيى حقي مديراَ لها، ثم استعان بعد ذلك بعبد القادر حاتم وفتحي رضوان وثروت عكاشة، وكثيراً من رموز الثقافة والفن التي تعرف قيمة هذا السلاح، وكيف نستغله، ونصنع وعيا شعبياً، أما الآن... لا شيء.

ما رأيك في الحديث عن منع السبكي من الإنتاج بسبب ما يقدمه؟

 

غير منطقي ولا جدوى منه، من لا تعجبه أفلام السبكي ويرفضها عليه إيجاد البديل وتقديم نوع آخر من الفن، لأن المنع ليس حلا والفن يواجه بالفن.

 

هل ترى عودة الدولة إلى الإنتاج هي الحل في أزمة السينما والارتقاء بالمستوى؟

 

الإنتاج المباشر، مواجهة الاحتكار، تنظيم صناعة السينما، كلها إجراءات وتنفيذ لخطة ورؤية الدولة للفن، ولأن الرؤية والإرادة غائبة لا حديث عن خطط أو خطوات، لأنها تنفيذ للإرادة غير الموجودة أصلا.