تضم قائمة الأفلام التي استعانت بمشاهد من أفلام قديمة مجموعة أفلام  استقبلتها دور العرض في مواسمها الماضية، من بينها {هاتولي راجل} الذي قدم أبطاله مشاهد من أفلام عدة أبرزها {أفريكانو} بين ميريت وشريف رمزي مكان منى زكي وأحمد السقا، {السلم والتعبان} بين يسرا اللوزي وأحمد الفيشاوي بدلاً من حلا شيحا وهاني سلامة مع تبادل الأدوار. كذلك فيلم {عش البلبل} الذي أعاد فيه كريم محمود عبد العزيز مشهداً لمحمد رمضان من فيلم {عبده موته}، في حين حفل فيلم {حصل خير} بكثير من المشاهد لأفلام هي {اللعب مع الكبار}، {الهروب}، {معبودة الجماهير}. وكان العنصر المشترك فيها اللبنانية قمر مع كريم محمود عبد العزيز، ومحمد رمضان، وسعد الصغير. كذلك فيلم {مهمة في فيلم قديم} الذي تشارك أبطاله أبرزهم فيفي عبده وإدوارد في تقديم مشاهد من أفلام {اللمبي}، {شارع الحب}، و{كابوريا}.

Ad

كريم فهمي مؤلف فيلمي {هاتولي راجل}، و{زنقة ستات} قال لـ{الجريدة} إن السياق الدرامي لأحداث العملين فرض تقديم المشاهد القديمة، مشدداً على أن الهدف منها إضحاك الجمهور، قائلاً: {رغبت في أن يقدم حسن الرداد ومي سليم مشهد {الراقصة والطبال» في {زنقة ستات} لأجل إضحاك الجمهور الذي تعلق بهذا العمل السينمائي عند عرضه منذ سنوات، ووجدته مناسباً في الحالة التي عليها البطلان، والتي تشبه كثيراً الحالة التي كان عليها أحمد زكي ونبيلة عبيد. كذلك خرج المشهد كوميدياً ولم نقصد منه أي إهانة. حتى إننا أشرنا إلى العمل.

وذكر أنه في {هاتولي راجل} كان يتوجب أن تكون طريقة اعتراف الممثلة الشابة ميريت بحبها لشريف رمزي مختلفة عن الطرق المعتادة وفقاً لعملها كضابطة شرطة، لذا وجد في طريقة قفزها من أعلى الشلال الوسيلة الأنسب لذلك، وهي الطريقة نفسها التي فعلها أحمد السقا ليثبت عشقه لمنى زكي في {أفريكانو}، مشدداً على أن هذه المشاهد لم تكن مقحمة في دراما العمل، وإلا ما كان المشاهد تفاعل معها. كذلك الحال في مشهد المواجهة بين أحمد الفيشاوي ويسرا اللوزي في الفيلم نفسه، إذ كان يفترض أن تتركه اللوزي بعدما أقامت معه علاقة حميمة مثلما يفعل معظم الرجال، فوجد المشهد المماثل له في {السلم والتعبان} بين هاني سلامة وحلا شيحا قادراً على ذلك.

غياب الإبداع

لم يشاهد كاتب سيناريو {الراقصة والطبال} مصطفى محرم {زنقة ستات}، كما قال، ليتمكن من الحكم على مشهد فيلمه الذي أعيد تقديمه فيه، ولكنه استمع إلى آراء أوضحت أنه خرج بشكل كوميدي، معتبراً أن هذه الطريقة لا تقلل منه ولا من العمل، لذا لم يعد غاضباً من استغلال المشهد، مضيفاً: {قرأت أنهم أشاروا إلى الفيلم على لسان بطلة المشهد، وأنه قُدِّم بشكل كوميدي، لذا لم أنزعج. ولكن المشكلة أن أعمالي أصبحت مستباحة لأفلام اليوم، ومعظمها سرق مشاهد وربما أفلاماً كاملة من أعمال سابقة، وهو أمر يحدث في فترات هبوط السينما وتردي مستواها عموماً، وإن كان لدي وقت لكنت قاضيت جميع من يسرق أعمالي، وطالبت بتعويض. ولكن هذا المشوار طويل ولدي اهتمامات غيره. وأشير هنا إلى أن الأعمال الضعيفة تموت لدى الجمهور وينساها، فيما تستمر تلك التي أبدع أصحابها فيها}.

الناقد محمود قاسم قال إن إعادة استخدام مشاهد قديمة في أفلام حديثة، مهما كان الغرض منها نبيلاً ووضع الجمهور حجة لاستهلاكها، فإنها تؤكد أن مقدميها ليست لديهم قدرة على الإبداع، لذا يلجأون إلى التقليد والسرقة، مضيفاً: {المخرجون والمؤلفون بدلاً من أن يفكروا في أفكار يكتبونها يتابعون شرائط لأفلام قديمة، ويستخدمون منها المشاهد والنقاط المضمون نجاحها لدى الناس ويدفعونها في أعمالهم، خصوصاً أن فكرة راقصة ومعها طبال محبوبة وتثير اهتمام المشاهدين، استكمالاً للأفلام التي تدور أحداثها في هذا الإطار. ولكن النتيجة النهائية توضح أن هذه الأعمال {تجميعة} من أفلام قديمة، ولا أفهم وجه الابتكار فيها الذي يجعل صانعيها يعمل فيها}.

قاسم شدَّد على أنه حتى إن اعترف صانعو العمل باستغلالهم مشاهد أو اقتباسهم أفكار أعمال أخرى، فذلك لا يعفيهم من المسؤولية والاتهام بقلة الإبداع والابتكار، مستشهداً بفيلم {كابتن مصر} المطروح أيضاً في دور العرض، والذي أكد مؤلفه عمر طاهر في بدايته أنه اقتبسه من نحو تسعة أفلام، ظناً منه أنه لن يتهم بعدم قدرته على إبداع عمل خالص من دون سرقة أو اقتباس، ولكن الجمهور حتى إن ذهب لمتابعته يظل مقتنعاً بأن هذا المؤلف وغيره غير مبدعين ويستغلون رغبة المشاهد في الضحك لتقديم عمل سريع مقتبس.