قبيل زيارته المرتقبة للصين، غيّر الرئيس المصري أمس رئيس جهاز الاستخبارات العامة، في وقت طوت القاهرة صفحة خلافاتها مع الدوحة برعاية سعودية.

Ad

أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرارا أمس بإحالة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء محمد التهامي إلى التقاعد، مع منحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، لجهوده وعطائه طوال مسيرته المهنية، وتضمن القرار تكليف اللواء خالد فوزي القيام بأعمال رئيس جهاز المخابرات العامة، وتعيين طارق سلام نائبا له، اعتبارا من أمس، بعد أدائهما اليمين الدستورية أمام الرئيس.

وقال مصدر مطلع لـ»الجريدة» إن «التهامي يعاني ظروفا صحية صعبة، منذ عدة أشهر، استدعت علاجه في الخارج، وكانت السبب في إنهاء خدمته».

ويعد التهامي أحد الشخصيات المحورية في أحداث ما بعد ثورة «30 يونيو»، إذ تولى إدارة المخابرات في فترة عصيبة، حيث أصدر الرئيس السابق عدلي منصور قرارا في 5 يوليو 2013 بتعيينه، في فترة انتقالية عانت مصر خلالها توترا في العلاقات مع العالم الغربي، إضافة إلى توترات داخلية.

وتولى التهامي ملفات حيوية عدة، خلال فترة رئاسته، والتي امتدت نحو 18 شهرا، إذ زار الولايات المتحدة الأميركية، مطلع العام الجاري، في وقت كانت العلاقات المصرية الأميركية في قمة توترها، كما يعد مهندس المصالحة بين بلاده وقطر.

أما اللواء فوزي (58 عاماً) فتولى الإشراف على قضايا التجسس خاصة عقب أحداث ثورة 25 يناير، وأهمها قضية إيلان جرابيل الجاسوس الإسرائيلي في ميدان التحرير، قبل أن يتولى رئاسة جهاز الأمن القومي، الذي يعد أحد أهم أجهزة المخابرات العامة المعنية بشؤون الداخل المصري.

مصالحة

إلى ذلك، يبدأ الرئيس المصري اليوم زيارة للصين تستغرق يومين، يلتقي خلالها نظيره الصيني شي جين بينغ، لكنه لن يغادر القاهرة إلا بعد إنهاء عدة ملفات معلقة، أهمها اتمام المصالحة مع قطر التي تتم برعاية سعودية ووسط ترحيب خليجي واسع، امتد إلى الأوساط السياسية المصرية.

وقال السيسي، خلال استقباله أمس الأول رئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري، والشيخ محمد آل ثاني، المبعوث الخاص لأمير قطر، إن مصر تتطلع إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي، ما يعطي مؤشراً قوياً على انفراجة في العلاقات بين القاهرة والدوحة، المتدهورة منذ الإطاحة بالرئيس «الإخواني» محمد مرسي، في 3 يوليو 2013.

وكان الديوان الملكي السعودي أصدر بياناً مساء أمس الأول، أعلن فيه استجابة مصر وقطر لمبادرة العاهل السعودي، مضيفا: «استجابت كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين»، وهو ما رحبت به قطر في بيان صادر عن الديوان الأميري، قالت فيه إن «أمن مصر من أمن قطر».

وعلمت «الجريدة» أن الرياض تجري حاليا ترتيبات لعقد قمة مصرية - قطرية في الرياض، خلال الساعات القليلة المقبلة، يتم خلالها عقد قمة بين العاهل السعودي والرئيس المصري والأمير القطري، قبيل توجه السيسي إلى العاصمة الصينية، بينما تطالب الدوحة بعقدها نهاية الأسبوع الجاري.

وأكد مصدر رئاسي رفيع المستوى لـ»الجريدة» صباح أمس أن مصر «تأمل» أن يتخذ الجانب القطري إجراءات فورية خلال الساعات المقبلة، في ما يتعلق بأداء قناة «الجزيرة» القطرية، وسياستها الإعلامية المضادة للنظام المصري، وتوقعت مصادر دبلوماسية إجلاء قيادات إخوانية من الأراضي القطرية، لبيان جدية الدوحة في المصالحة مع القاهرة.

في السياق، رحبت قوى سياسية مصرية بالتقارب المصري القطري، في امتداد لترحيب القوى ذاتها بحديث السيسي مع المثقفين المصريين، خلال استضافتهم في مقر الرئاسة أمس الأول، والتي هاجم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونسبت صحف قاهرية للسيسي قوله: «مبارك خرب مصر على مدى 30 سنة، والنتيجة اننا نحتاج 30 سنة أخرى لإصلاح ما خربه مبارك».

تسليم الأباتشي

في سياق منفصل، واصلت القاهرة جني ثمار نجاح دبلوماسيتها عربيا ودوليا، إذ أعلن مصدر عسكري مصري تسلم القوات المسلحة للطائرات المقاتلة العشر من طراز «أباتشي» من الجانب الأميركي، التي أفرجت عنها واشنطن مؤخرا، بعدما كانت علقت الصفقة عقب إطاحة ثورة «30 يونيو» بمحمد مرسي.

وقال المصدر لـ»الجريدة» إن «الطائرات وصلت بالفعل إلى مصر، على أن يتم إقامة حفل مصري أميركي مشترك بحضور السفير الأميركي الجديد بالقاهرة ستيفن بيكروفت، بهذه المناسبة».

ميدانيا، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير أمس قضاء الجيش على 14 «إرهابيا»، خلال عمليات المداهمات الأمنية للجيش شمالي سيناء على مدى 3 أيام، بينما قتل 6 أشخاص ينتمون إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، على يد الشرطة في محافظة الشرقية، أمس إثر تبادل لإطلاق النار، في حين أبلغ أهالي في شمال سيناء أجهزة الأمن بالعثور على أربعة جثث مجهولة الهوية، في منزل مهجور جنوب مدينة العريش.