بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أمس، الاستماع الى رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة (رئيس كتلة تيار المستقبل النيابية)، في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأهم من ناحية الاستماع الى الشهود، لأنها تتضمن شهادات قيادات من الصف الأول مثل السنيورة، الى جانب الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط.

Ad

وتحدث السنيورة أمام المحكمة في لاهاي عن العلاقة التي ربطته برئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والتي ربطت الحريري بالنظام السوري خلال الفترات السابقة.

وأشار الى أن "القبضة الأمنية التي كان يمارسها النظام السوري على الحكومة اللبنانية كانت قوية، وبالتالي لا يمكن لأي أمر أن يتم من دون تدخّل النظام فيه".

وكشف السنيورة أنه "كانت خشية دائمة من تحقيق الحريري نجاحات مهمة في الخارج، وكان ثمة حساسية سورية من ذلك، وشهدنا مساعي لتشويه صورته لدى الناس".

اللقاء مع بشار

وعن اللقاء الشهير الذي جمع الحريري برأس النظام السوري بشار الأسد في ديسمبر 2003 قال السنيورة إنه علم به من الحريري شخصيا في بداية 2004. ولفت الى أنه عندما كان الحريري يذكر هذا اللقاء كان يتجهم ويظهر عليه مقدار من الغضب وشعور عميق من الإهانة.

وذكر أنه "في مرة من المرات، وحين كنت مغادراً أطرق الحريري باكيا على كتفي، وقال لي لن أنسى في حياتي الإهانة التي وجهها لي بشار الأسد". وأضاف: "الحريري كان متوتراً جدا عندما يستذكر تلك الحادثة، وكنت أتجنب تحريك ذلك السكين في جرحه، وكان جرحا عميقا".

وقال: "كنت أتفهم عدم رغبة الحريري بإعادة العبارات التي سمعها بالنص، لكنه قال "بهدلني وشتمني وأهانني"، وهذه العبارات كافية، ولست مضطرا ان اسأله ما هي العبارات الحرفية التي قالها الأسد".

وشدد السنيورة على أن "الحريري أفرج عن غيظه وغضبه أمامي مباشرة، وهذا أهم من أي قول سمعته من هناك أو هناك عندما وضع برأسه على كتفي وباح لي بذلك".

وردا على سؤال أوضح أن "النظام السوري كان يلجأ لأسلوب التهديد والشتم والتهويل بنسب مختلفة مع السياسيين والمسؤولين اللبنانيين"، مؤكدا أن "طريقة النظام السوري كانت مسفّة بالتهويل على المسؤولين اللبنانيين كي ينصاعوا لما كان يريده النظام".

حزب الله والإرهاب

الى ذلك، بدأ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أمس، رسميا معركة دبوماسية لإحباط اتجاه لدى "مجلس حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة في جنيف لإدانة "حزب الله"، بسبب تدخله العسكري في سورية.

والتقى باسيل أمس سفير روسيا في لبنان، الكسندر زاسبكين، الذي أكد بعد اللقاء رفض بلاده إدانة حزب الله، وقال في هذا الإطار: "عند الكلام عن التدخل الخارجي، من الصعب أن نختار من كل أجناس من يقاتلون من القوى الخارجية في سورية، الجانب الذي يتعاون مع النظام الشرعي ليكون اول مستهدف بالاتهام، وأرى أن هذا الامر غير منطقي على الإطلاق، لأن حزب الله يقف الى جانب النظام الشرعي".

سليمان

في سياق منفصل، قال رئيس الجمورية السابق ميشال سليمان في مقابلة عبر برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "الجديد" مساء أمس الأول، ردا على اتهامات وجهها رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية له: "إذا عضني الكلب ما بعضّو، وهذه العبارة موجّهة إلى أي أحد يسيء لي".

وبدا واضحا من المقابلة أن هناك عتباً متبادلاً بينه وبين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، على خلفية "اللقاء التشاوري الحكومي" الذي نظمه سليمان. ولفت الرئيس السابق إلى أن "الحريري لم يذكر إعلان بعبدا خلال احتفال الذكرى العاشرة لـ 14 آذار".

ورداً على سؤال حول اللقاء الذي سيعلن عنه قريبا، أشار سليمان إلى أن "هذا اللقاء سياسي، لكنه غير حزبي"، موضحا أن "المتطرفين لا يطيقون الوسطيين، ومواقفي دائماً تصب لمصلحة لبنان".