اقترحت كوريا الجنوبية اليوم الأثنين إجراء مفاوضات عالية المستوى مع كوريا الشمالية في يناير لمناقشة "الهموم المشتركة" وخصوصاً لم شمل العائلات التي فرقتها الحرب الكورية.

Ad

وتأتي هذه المبادرة بينما تتعرض بيونغ يانغ لضغوط بسبب أدائها في مجال حقوق الإنسان والقرصنة المعلوماتية لشركة سوني بيكتشرز.

وقال رو كول جاي وزير التوحيد المكلف الشؤون الكورية الشمالية أن هذه المفاوضات يمكن أن تجري في سيول أو بيونغ يانغ، مؤكداً في مؤتمر صحافي أنه مستعد للقاء مسؤولين كوريين شماليين في سيول أو في بيونغ يانغ.

وأعرب الوزير الكوري الجنوبي في مؤتمره الصحافي عن الأمل في أن تبدي كوريا الشمالية استعداداً للموافقة على هذا الاقتراح.

وقال "نحن مستعدون لمناقشة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك"، لافتاً إلى أن اقتراحاً رسمياً لإحياء المفاوضات تم توجيهه إلى نظيره الكوري الشمالي كيم يانغ غون.

وتابع الوزير الكوري الجنوبي أنه إلى جانب مسألة لم شمل العائلات، يمكن أن تشمل هذه المفاوضات الاحتفالات التي ستنظم في الذكرى السبعين لتقسيم شبه الجزيرة الكورية في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 قبل خمس سنوات من الحرب بين الكوريتين (1950-1953).

وقال "نحتاج إلى حوار وتعاون لتطبيق مثل هذه المشاريع"، وأضاف "آمل أن تؤدي المحادثات إلى تخفيف معاناة العائلات التي تفرقت قبل السنة القمرية الجديدة".

وتعود آخر مفاوضات رسمية بين الكوريتين إلى فبراير، وقد أتاحت جمع شمل عائلات فرقتها الحرب لكن هذا المسار توقف مع تجدد التوتر العسكري.

وكانت الكوريتان قررتا في أكتوبر استئناف مفاوضاتهما إثر زيارة نادرة وغير متوقعة لسيول قام بها ثلاثة مسؤولين كوريين شماليين، لكن هذا الحوار أيضاً توقف إثر توتر ومواجهات عند الحدود بين الدولتين.

ولم تتم معالجة الوضع بعد توزيع منشورات معادية للنظام الكوري الشمالي على الحدود بين البلدين من قبل ناشطين كوريين جنوبيين.

وكانت بيونغ يانغ طلبت من سيول وقف القاء هذه المنشورات كشرط لاستئناف المفاوضات، لكن السلطات الكورية الجنوبية قالت أنها لا تملك أدوات قانونية لمنع ذلك.

وما زالت الكوريتان اللتان تتواجهان باستمرار، في حالة حرب تقنياً إذ أنهما لم توقعا معاهدة سلام بعد الهدنة.

وقال هونغ كيون ايك المحلل في معهد سيجونغ أنه ليس واثقاً من أن بيونغ يانغ ستوافق "بسهولة" على عرض سيول في غياب أي خطوة في مسألة المنشورات.

لكنه أضاف أن النظام الكوري الشمالي "يشعر على الأرجح بأنه تحت ضغط" بسبب الأزمة مع الولايات المتحدة منذ القرصنة التي تعرضت لها شركة سوني بيكتشرز واتهمت واشنطن بيونغ يانغ بالوقوف وراءها.

لكن كوريا الشمالية قد تشعر أن عليها الاستفادة من اليد الممدودة من قبل سيول لمحاولة خفض التوتر.

وقال المحلل نفسه أن "خطاب رأس السنة الذي سيلقيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون سيدرس بدقة لمعرفة ما إذا كان الشمال يريد أو لا يريد تحسين علاقاته".

وشهدت كوريا الشمالية التي تُعد بين أكثر الدول سرية في العالم لانقطاع شبكة الانترنت لديها عدة مرات بعد قرصنة "سوني بيكتشرز" على إثر إعلانها أنها تريد عرض فيلم "المقابلة" (ذي انترفيو) الذي يتناول بتهكم الزعيم الكوري الشمالي.

وكان خدمة الانترنت قطعت السبت مجدداً في كوريا الشمالية التي حملت واشنطن مسؤولية هذا الانقطاع ووصفت الرئيس الأميركي باراك أوباما "بالقرد" لتشجيعه دور السينما على عرض فيلم "المقابلة" الذي يسخر من الزعيم الكوري الشمالي.