«نومة أهل الكهف»

نشر في 07-09-2014
آخر تحديث 07-09-2014 | 00:01
 علي البداح "مسؤولينا نايمين بالعسل" لأن الدول العظمى قالت لهم "ارقدوا واطمئنوا، داعش ربعنا ولن يقتربوا منكم"، أو أن أحد المشايخ حلف بأولاده أن "داعش" لن يتعدى العراق بعد القضاء على شعبه الذي يعارضهم واحتلال مناطق النفط؛ ولهذا الوعد وهذا القسم لمسؤولينا ننام مرتاحين وننسى ما فعل الأصدقاء في كل مكان للمسؤولين الذين وثقوا بهم، حيث نفضوا أيديهم عنهم وبدؤوا صفحة جديدة مع الحكام الجدد.

مسؤولونا لم يقرؤوا ولم يسمعوا بسياسة "فرّق تسد"، وقد ابتدعها البريطانيون وأجادوا استخدامها لمصلحتهم، وقسّموا بلداناً وأمما وخلقوا حروباً من أجل مصالح بريطانيا العظمى، ولم يسمعوا بمقولة "لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة إنما مصالح دائمة"، ولذلك يصدقون ما يقول الأصدقاء ويركنون للحليف الاستراتيجي، ويشاهدون ويراقبون حفنة من المرتزقة تلتهم العراق، وتقتل صاحب كل مذهب مخالف لمذهبهم وأي معارض لهمجيتهم ويتجهون إلى منابع النفط، فيا ترى من لديه اليقين بعد أن دارت سكرة النصر وقام البعث من مرقده ليركب الموجه أن تقف الحرب عند البصرة؟

أفيقوا يا سادة ونسّقوا مع إيران ومجلس التعاون والحكومة المنتخبة في العراق واستعدوا للمواجهة، أعدوا البلد والناس وتعاونوا مع الجيران والأشقاء لدحر القادمين المسنودين بالمال والسلاح من أحباب إسرائيل، اصحوا يا سادة قبل فوات الأوان، توحدوا ضد إسرائيل فهي سبب كل بلاء، لا تحاربوا لأنكم ستواجهون الدول العظمى لكن اهجموا سياسيا وثقافيا وإنسانيا، وقفوا ضد إسرائيل بكل الوسائل المتاحة وباستخدام سلاح النفط والتجارة الدولية، لو أحس ناهبو دخل النفط أننا شعوب يمكن أن نجوع ولا نهان، وأننا يمكن أن نستغني عن بضاعة وسلاح وسياحة من يقف مع الإرهاب، إرهاب الدول العظمى وربيبتها إسرائيل، لو فعلنا هذا فإن "داعش" وغيره يفقد المخططين والممولين والمسلحين ويموت من الجوع والعطش.

ولا تبدؤوا بجمع السلاح الآن إلا ممن ثبت ولاؤه للزاحفين الجدد، للبعث أو "داعش" وأشكالهما، وأوقفوا هذا الخبل الجديد في ضرب الدستور بسحب الجنسيات بدون محاكمة قانونية، ليس هذا وقت توتير الأوضاع، ليس هذا وقت الفتن وخلق أعداء داخليين، ويجب إيقاف أي عبث بالدستور والحريات العامة، وإذا ثبت لكم أن أحدا يخون الكويت فليحاكم وليدافع عن نفسه، فإذا أدين عوقب بما يحكم به القضاء.

هل يعقل أن يجند "داعش" بعض أهل الكويت ولا تجد الحكومة حلاً غير الإبعاد؟ لماذا لا تجند الحكومة خطباءها وعلماءها وكل جمعيات النفع العام والإعلام والصحافة لمواجهة الحملات الرجعية والدعوات الجاهلية. ربما يحتج علينا بعض المغرر بهم أنهم لم يسمعوا فكراً يناهض فكر الإخوان، وما تفرع عنها من جماعات وإرهاب؟ فأين أنتم من السوس الذي ينخر في جسم الوطن؟ لماذا ركزتم على محاربي الفساد وتركتم الإرهاب ومخربو وخائنو الوطن يغررون بشبابنا؟ كيف يكون لبلد غني أن يخرج من داخله من لا يريد الخير ويفضل الموت على الحياة؟

إن أردتم شعبا جاداً ومهتماً ببلده ومستقبله فازرعوا الجدية والعمل الحقيقي، واقضوا على البطالة المشرعة والمقنعة، فإن الناس إن ظلوا بدون عمل جاد يصبحون عرضة للاستهتار والعبث وقبول دعوات شاذة كدعوات "داعش" وغيره، لا تركنوا لحجم الرواتب والمساعدات فمن كسبها بغير جهد صرفها فيما لا ينفع أو فيما يضر. معظم دول الخليج العربية حولت مواطنيها إلى كم مهمل تتلاعب بعقله كل أدوات الدمار، فاصحوا يا سادة واصنعوا شعوباً جادة ومنتجة، ولها دور حقيقي في إدارة بلدانها ونهضتها قبل فوات الأوان.

لأن مسؤولينا نائمون في العسل فقد تركوا كل شيء للجهل والإرهاب يعشش ويعدّ البلاد لغيرنا، فمتى تستيقظون؟

back to top