قتل الجيش المصري أمس، 27 إرهابياً، خلال واحدة من أكبر العمليات الأمنية في سيناء، وبينما اقتربت القاهرة من وضع اللمسات الأخيرة على صفقة شراء 20 مقاتلة وفرقاطة فرنسية تقدر قيمتها بما بين خمسة وستة مليارات يورو، تفتح اللجنة العليا للانتخابات أبواب الترشح لعضوية مجلس النواب غداً.  

Ad

في تحرك هو الأكبر من نوعه للقوات المسلحة في أعقاب هجمات استهدفت مواقع للجيش في العريش خلفت نحو 30 قتيلاً و60 مصاباً الجمعة قبل الماضية، قتل فجر أمس 27 متشدداً وأصيب 20 في غارات جوية شنّها الجيش المصري في محافظة شمال سيناء.

وشنّت طائرات الأباتشي الغارات على معاقل لتنظيم "ولاية سيناء" الذي بايع في نوفمبر الماضي  أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش".

ضربة الجيش جاءت في وقت يشرف فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي على استعدادات القوات المسلحة لبدء حملة عسكرية واسعة ومكثفة في شبه جزيرة سيناء المصرية، من المقرر أن تنطلق خلال أيام قليلة، بعد قرار السيسي بإنشاء قيادة عسكرية موحدة شرق قناة السويس تتولى عملية تطهير شبه الجزيرة من الإرهابيين، الذين دأبوا على مهاجمة قوات الجيش والشرطة بشكل متصاعد منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، يوليو 2013.

في السياق، وبينما قال مصدر عسكري، إن وفداً رفيع المستوى بدأ زيارة إلى جمهورية الصين الشعبية للتعرف على أحدث نظم تأمين الحدود، قالت مصادر أخرى، إن القاهرة بصدد توقيع اتفاق مع فرنسا لشراء 20 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، بجانب فرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم"، وأوضحت المصادر لـ"الجريدة"، أن قيمة الصفقة تبلغ ما بين خمسة وستة مليارات يورو.

إلى ذلك، وصل وفد روسي إلى القاهرة أمس، لبحت ترتيبات الزيارة التاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المُقرر لها الاثنين المقبل، ومن المقرر أن يبحث بوتين مع السيسي خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

باب الترشح

من جهة أخرى، تُسابق الأحزاب المصرية الزمن لإنهاء تحالفاتها الانتخابية، عشية فتح اللجنة العليا للانتخابات رسمياً الباب أمام تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب من الراغبين، غداً، ولمدة 10 أيام، في أولى الخطوات العملية في الماراثون النيابي المقرر إجراؤه على مرحلتين، الأولى في مارس المقبل، والثانية في أبريل المقبل، وستجرى الانتخابات بنظام الفردي والقائمة الانتخابية.

وقالت "اللجنة العليا" في وقت سابق، إنه سيتم بعد تلقي طلبات الترشح، عملية فرزها بمعرفة لجان فحص الطلبات، على أن يتم إعلان كشوف المرشحين مبدئياً في 18 فبراير، ثم نظر الطعون المقدمة أمام محكمة القضاء الإداري والفصل فيها، قبل إعلان قائمة المرشحين النهائية في 26 فبراير الجاري.

ويشترط فيمن يترشح لعضوية مجلس النواب، أن يكون مصرياً ولديه الجنسية المصرية فقط، متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية، وأن يكون مدرجاً بقاعدة بيانات الناخبين بأي من المحافظات المصرية، وألا يقل عمره يوم فتح باب الترشح عن 25 عاماً، وأن يكون حاصلاً على شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي على الأقل، وأن يكون أدى الخدمة الوطنية العسكرية أو أعفي من أدائها قانوناً.

إلى ذلك، لا تزال خريطة التحالفات الانتخابية أخذة في التشكل، ما يفتح الباب أمام مفاجآت قد تعيد تشكيل المشهد الانتخابي في اللحظات الأخيرة، إذ فشلت مساعي التقارب بين تحالف "الوفد المصري" وائتلاف "الجبهة المصرية"، بعدما قرّر الأخير فتح خطوط اتصال مع تيار "الاستقلال"، بحثاً عن صيغة للتعاون المشترك، حيث التقى وفد من الائتلاف بقيادات في تيار "الاستقلال"، بمقر الأخير بوسط القاهرة، مساء أمس الأول، لكن المقرر العام لائتلاف الجبهة، ياسر قورة، أكد أن مرحلة التفاوض في بدايتها، ولم تصل إلى شيء بعد.

تظاهرات فاشلة

في غضون ذلك، استمر مسلسل فشل تحالف جماعة "الإخوان" المعروف بـ"دعم الشرعية" في الحشد لتظاهرات أمس، باستثناء تظاهرات محدودة في بعض المناطق المختلفة في محافظات القاهرة والجيزة والشرقية، فيما استمر تحالف الجماعة في دعوة أنصاره إلى الاستمرار في التظاهر حتى ذكرى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك 11 فبراير الجاري.

وتجمع مئات من أنصار "الإخوان" في منطقة المطرية شرق القاهرة، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، قبل أن يشتبك معهم عدد من الأهالي وقوات الأمن واستطاعوا تفريقهم دون إصابات باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع.

إلى ذلك، وبعد أيام من استضافة الإدارة الأميركية لشخصيات إخوانية، أعربت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، عن إدانة بلادها أي دعوة إلى العنف، من بينها البيان الصادر عن جماعة "الإخوان" على شبكة الإنترنت، والداعي إلى تنفيذ أعمال عنف في الفترة المقبلة. وأعربت هارف، عن انزعاج واشنطن من فحوى الرسالة، وأكدت أن بلادها اطلعت على البيان الذي يحث على الجهاد، مشددة على إدانتها له.