تواصلت حالة الاستنفار الأمني في القاهرة وسيناء أمس، مع نشر ما يقرب من ربع مليون شرطي في الشوارع تحسباً لأي عمليات تستهدف تجمعات المصريين احتفالاً بأعياد الميلاد، في وقت شنّت قوات الأمن سلسلة ضربات استباقية للإرهابيين في عدة محافظات.
واصلت أجهزة الأمن المصرية رفع حالة الاستنفار في الشارع المصري أمس، تزامناً مع الاحتفالات بأعياد رأس السنة والمولد النبوي وانتهاء بعيد الميلاد الأربعاء المقبل، تحسباً لأي عمليات إرهابية تستهدف تجمعات المصريين، خصوصاً المسيحيين وتمضي قوات الشرطة قدماً في خطة تأمين الكنائس والأديرة لإحباط محاولات استهدافها خلال الاحتفال بعيد الميلاد.وقال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن أجهزة الأمن نجحت في تأمين احتفالات رأس السنة، وإن الضربات الاستباقية التي شنتها قوات الشرطة بمختلف المحافظات، ونشر ما يقرب من ربع مليون شرطي في الشارع المصري، كان لها أثر إيجابي في الحيلولة دون وقوع أي أعمال إرهابية.وأضاف المصدر، أن "الداخلية" تلقّت 60 بلاغاً من مختلف المحافظات حول وجود عبوات متفجرة، وأن خبراء المفرقعات كشفوا أن أغلبها سلبية، مرجحاً أن يكون أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" وراء هذه البلاغات، لإثارة الذعر بين المواطنين.سيناءحالة الاستنفار الأمني امتدت إلى سيناء، خصوصاً بعد تعرّض كمين أمني بمنطقة "الماسورة" إلى هجوم بقذيفة "آر بي جي" من مجهولين، صباح أمس، بحسب مصدر أمني أكد أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح".في السياق، أعلنت وزارة الداخلية في بيان أمس، ضبط أحد العناصر الإرهابية التي تتواصل مع أحد زعماء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سورية عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة أسيوط.وكانت نيابة أمن الدولة العليا، قررت حبس ثمانية أشخاص أمس الأول بتهمة الانتماء إلى "داعش"، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بتهم التخطيط لاستهداف مديرية أمن الفيوم خلال احتفالات الذكرى الرابعة لثورة يناير، في 25 شهر يناير الجاري.السيسي و«الإخوان»في السياق، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي مقر المخابرات العامة أمس الأول، حيث استقبله رئيس الجهاز اللواء خالد فوزي، وعقد لقاء مع قيادات وأعضاء المخابرات، لمناقشة أهم التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية والتطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري، وبحسب بيان لمؤسسة الرئاسة، استمع السيسي إلى عدد من تقديرات الموقف بالنسبة للتعامل الاستراتيجي مع التحديات المختلفة.ميدانياً، أحرق أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" سيارة شرطة في منطقة المنصورية بالجيزة أمس، أثناء مشاركتهم في تظاهرات محدودة دعا إليها "تحالف دعم الشرعية" لتدشين أسبوع "معاً للتحرير والتطهير"، استعداداً "لاستكمال الثورة وإقرار أهدافها مع قرب ذكرى ثورة يناير"، لكن المسيرات التي تعد الأولى هذا العام جاءت محدودة لتكرس فشل الإخوان طوال العام المنصرم في تغيير المشهد السياسي عبر آلية التظاهر.تجديد الخطاب إلى ذلك، رحبت المؤسسات الدينية الرسمية أمس، بدعوة الرئيس السيسي إلى "تطوير" الخطاب الديني خلال مشاركته في احتفالية "الأزهر" بالمولد النبوي أمس الأول، إذ أعلن مستشار مفتي الديار المصرية إبراهيم نجم تبني "الإفتاء" هذه الدعوة، مؤكداً، في بيان حصلت "الجريدة" على نسخة منه، أن مفتي مصر شوقي علام، أصدر تعليماته بالتوسع في أعمال "مرصد التكفير" في دار الإفتاء الذي يتولى رصد فتاوى التكفير على مدار الساعة، ومواجهة هذه الأفكار المتطرفة والرد عليها، وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق المشروع القومي لتصحيح صورة الإسلام في خارج مصر، عبر جولات خارجية لعلماء الإفتاء تجوب القارات الخمس لنشر الفكر الصحيح.صحوة كبرىمن جهته، طالب وزير الأوقاف محمد مختار جمعة في بيان رسمي، أمس بـ"صحوة كبرى" من المؤسسات الدينية والسياسية والتعليمية والثقافية لإعادة بناء فكر الإنسان العربي لمحاصرة ظاهرة التشدد والتطرف والعنف. وكان السيسي دعا المؤسسات الدينية في مصر إلى تجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية، محملاً علماء الأزهر والأوقاف مسؤولية تجديد الخطاب الديني وفقاً للدين الإسلامي الحنيف، متحدثاً عن الحاجة إلى ثورة دينية.جولة خليجيةمن جهة ثانية، يبدأ السيسي زيارة مهمة إلى الكويت بعد غد في مستهل جولة خليجية تشمل أيضاً السعودية والإمارات والبحرين، بحسب مصدر مسؤول أوضح لـ"الجريدة"، أن "الرئيس سيناقش مع قادة الخليج القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والعلاقات العربية – العربية".ومن المقرر أن يتوجه الرئيس المصري من الكويت إلى السعودية، للقاء خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز، ولم يتحدد بعد ما إذا كانت زيارة السعودية ستشهد عقد لقاء بين السيسي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث علمت "الجريدة" أنه من المقرر أن يزور وزير الخارجية القطري خالد العطية، على رأس وفد يضم شخصيات أمنية قطرية، القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لإنهاء الأمور العالقة بين القاهرة والدوحة.وكان من المقرر، أن يجري رئيس جهاز الاستخبارات القطري الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني زيارة للقاهرة منتصف الأسبوع الماضي، إلا أنه تم إرجاء الزيارة بزعم ضيق الوقت مع قرب نهاية العام الميلادي الجديد، حيث سبق للشيخ أحمد زيارة القاهرة 19 ديسمبر الماضي، وأجرى وقتها مباحثات مع نظيره المصري خالد فوزي.
دوليات
استنفار في القاهرة وسيناء... وضربات استباقية بالمحافظات
03-01-2015