«داعش» يطلق 49 تركياً ويواصل تقدمه على حساب أكراد سورية

نشر في 21-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-09-2014 | 00:01
No Image Caption
• أردوغان: عملية سرية أفضت إلى تحرير الرهائن
• التنظيم يكتسح 60 قرية كردية ويخسر 18 مقاتلاً في كوباني
• 300 مقاتل من أكراد تركيا ينضمون إلى «وحدات حماية الشعب»
• البشمركة: استعادة الموصل صعبة
في خطوة مفاجئة تزامنت مع بلوغ التوتر ذروته في سورية، إذ عبر مئات المقاتلين الأكراد الحدود التركية تمهيداً لمعركة كبرى توقف التقدم الكاسح لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي واصل شق طريقه باتجاه ثالث أكبر معاقلهم في شمال هذا البلد، أعلنت أنقرة أمس تحرير 49 مواطناً احتجزهم التنظيم المتطرف في العراق نحو ثلاثة أشهر.

وسط استمرار تدفق الآلاف من الأكراد السوريين الفارين من المعارك الدامية إلى تركيا، أفرج تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عن المواطنين الأتراك الـ49 المحتجزين لديه منذ ثلاثة أشهر في العراق، في الوقت الذي يحقق فيه تقدماً مهماً في شمال سورية واستيلائه على عشرات القرى.

وإذ لم تتضح ظروف إطلاق سراح هؤلاء الرهائن، الذين اختطفهم "داعش" إثر اقتحامه مقر القنصلية التركية في الموصل في 11 يونيو الماضي، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس عن قيام الاستخبارات التركية بعملية ناجحة أفضت إلى إطلاق الرهائن.

وقال أردوغان، في بيان نشرته وكالة الأناضول التركية، إن "العملية التي أسفرت عن إطلاق سراح الرهائن تم التخطيط لها مسبقاً بشكل جيد، وحساب كل تفاصيلها، ونفذت بسرية تامة طوال ليلة أمس، وانتهت بنجاح في وقت مبكر من صباح اليوم".

وأضاف أن "جهاز المخابرات التركي تعامل بشكل حساس جداً وبكل صبر وتفان مع المسألة منذ اختطاف الرهائن، وتمكن في النهاية من تنفيذ عملية إنقاذ ناجحة".

التحالف الدولي

وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، الذي أكد أن الرهائن أحد الأسباب وراء عدم تمكنها من المشاركة في الحرب الدولية ضد "داعش، أن المخابرات التركية تمكنت من إعادة الأتراك سالمين إلى بلادهم".

وتبدي تركيا عضو حلف شمال الأطلسي تردداً حيال مشاركتها في التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد "داعش" أو حتى السماح باستخدام قواعدها لشن عمليات.

وبين الرهائن القنصل التركي في العراق وزوجته والعديد من الدبلوماسيين وأطفالهم، بالإضافة الى عناصر من القوات الخاصة التركية.

تقدم كاسح

وفي سورية، حيث يفرض التنظيم سيطرته على مناطق شاسعة، تمكن من إحراز تقدم على الأرض والسيطرة على أكثر من 60 قرية كردية قرب الحدود التركية خلال هجوم استمر يومين.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس فإن "تنظيم الدولة استولى خلال الـ48 ساعة الماضية على 60 قرية، 40 منها يوم الجمعة"، موضحاً أن عناصر التنظيم خسروا 18 مقاتلاً أحدهم صيني الجنسية في الاشتباكات مع الأكراد قرب بلدة عين العرب (كوباني للأكراد) التي استمرت حتى مساء أمس.

معركة كبرى

واستعداداً لمعركة كبرى بين أكراد سورية، الذين طلبوا النجدة من ذويهم في كل مكان، عبر 300 مقاتل كردي على الأقل الحدود التركية ليل الجمعة السبت وانضموا إلى وحدات حماية الشعب الكردي لقتال التنظيم المتطرف الذي يسعى الى السيطرة على عين العرب البلدة الحدودية الاستراتيجية.

وبلدة عين العرب في محافظة حلب، هي ثالث بلدة كردية في سورية بعد القامشلي (شمال شرق) وعفرين (حلب) وإذا سيطر عليها تنظيم الدولة فإن ذلك سيمنحه شريطاً طويلاً على الحدود الشمالية مع تركيا.

فتح الحدود

واضطرت تركيا أمس الأول إلى فتح حدودها لاستضافة آلاف الأكراد السوريين الذين نزحوا بسبب المعارك العنيفة بين مسلحي الدولة ومقاتليهم. وأعلن نائب رئيس الوزراء نعمان كرتلموش "دخول قرابة 45 ألف مدني منذ الخميس إلى الأراضي التركية من ثماني نقاط عبور مختلفة".

استعادة الموصل

وفي العراق، ورغم تمكن القوات الكردية والاتحادية العراقية من استعادة بعض البلدات والمواقع من تنظيم الدولة بدعم جوي أميركي، باتت استعادة السيطرة على الموصل، ثاني مدن العراق، تشكل تحدياً عسكرياً أكثر صعوبة.

وقال روش نوري شاويس قائد قوات البشمركة في منطقة الخازر، التي تبعد مسافة 30 كلم شمال الموصل، إن "الظروف لبدء معركة استعادة المدينة غير متوافرة حتى الآن".

وبعد أسبوع من تأكيد وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري أن استعادة الموصل هدف أساسي بالنسبة لبغداد، أضاف شاويس: "من الواضح أن ميزان القوى لا يزال في مصلحة العدو".

انهيار "داعش"

وأشار القائد الكردي إلى أن "الأمر لن يكون مستحيلاً نظرا للعمليات العسكرية التي سنقوم بها"، لكن انتوني كوردسمان من المركز الاستراتيجي والدولي للدراسات عبر عن اعتقاده بأن استعادة السيطرة على المدينة الشمالية "ستستغرق شهراً على الأقل إلا إذا انهار (داعش) الدولة الاسلامية لأسباب داخلية".

وليست هناك معلومات كافية حول الوسائل التي مكنت التنظيم من الاستيلاء على الموصل التي كانت تضم نحو مليوني نسمة قبل بدء النزاع، في العاشر من يونيو الماضي غداة الهجوم الكاسح الذي أدى إلى سيطرته أيضاً على مناطق شاسعة في شمال البلاد وغربه دون مقاومة تذكر من جانب الجيش العراقي.

تعاطف ونجاحات

والموصل مدينة ذات غالبية سنية استفاد تنظيم الدولة من تعاطف ودعم جزء من السكان الذين شعروا بالغبن حيال تجاوزات قوى الأمن ذات الغالبية الشيعية.

وفي الأسابيع الأخيرة، حققت القوات التي تواجه التنظيم، نجاحات محدودة بفضل الدعم الجوي الاميركي مثل استعادة السيطرة على سد الموصل أواخر أغسطس الماضي.

كما تمكنت القوات الكردية الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على سبع قرى في سهل نينوى الذي يمتد حتى الموصل، لكن بين هذ القرى والموصل لا تزال برطلة وقره قوش وغيرها تحت سيطرة "داعش".

تكريت والضلوعية

وجنوباً، تحاول القوات الحكومية مراراً استعادة السيطرة على تكريت لكنها تواجه بالفشل، كما أنها تبذل اقصى جهودها للحفاظ على الضلوعية التي تبعد مسافة 80 كم شمال بغداد وبالتالي، فإنها لن تكون قادرة على استعادة الموصل وللتقدم باتجاهها.

وبحسب شاويس، الذي تم تعيينه وزيراً للمال في الحكومة العراقية الجديدة، فإن العراق "بحاجة الى تعاون حقيقي من جانب الاسرة الدولية من خلال تقديم مساعدات عسكرية بشكل منتظم وثابت مثل المعدات والذخيرة والأسلحة".

تأهب أميركي - فرنسي

وفي هذا السياق، أبقت الطائرات الأميركية معززة بسلاح الجو الفرنسي على حالة التأهب بعد توجيهها ضربات جوية قاسية أمس الأول أسفرت عن تدمير مركز تدريب ومعسكر لمسلحي "داعش".

وبحسب ما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: "ان طائرات رافال، التي وجهت أولى ضرباتها في العراق انطلاقاً من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات، تمكنت من تدمير مستودع لوجستي لإرهابيي تنظيم داعش في شمال شرق العراق".

مقتل 75 في الغابات

وأكد مصدر استخباري مطلع في محافظة نينوى، لموقع السومرية العراقي، أمس أن القصف الفرنسي أسفر عن مقتل 75 داعشياً في منطقة الغابات غربي الموصل، مشيرا إلى أن القصف استهدف أيضاً موقعا للدفعات الجوية للتنظيم.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "التنظيم بدأ بتغيير عدد من مواقعه في نينوى وأخلى بعضها ونقل عتاده إلى مواقع بديلة تحسباً لهجمات جديدة تطال مقاتليه من قبل الطائرات الأميركية والفرنسية".

back to top