خارج السرب: استجواب معاليه لمعاليه!
معالي الوزير جل ما نريده كمواطنين هو أن نرى آثار خطواتك أولاً على أرض الواقع، قبل أن نسمع دوي كلماتك على سطور اللقاءات والبيانات، فـ«عين المواطن تعشق قبل الأذن أحياناً».
سطران فقط كانا ينقصان لقاء "القبس" مع وزير التربية، ولولا غياب هذين السطرين لتحقق في اللقاء على الأقل مفهوم القبول وعقلانية الطرح، وهذان السطران الغائبان الحاضران هما قول الوزير في آخر اللقاء إنه سيفعّل أدواته الدستورية ضد "نفسه" وسيقدم "هو" استجواباً ضد "نفسه"، وسيضعها – أي نفسه– على المنصة، كما سيسعى "معاليه" بعد سماع ردود "معاليه" لطرح الثقة في "نفسه" إن كانت ردود "نفسه" لا ترقى إلى درجة الإقناع المطلوبة "لنفسه"!ما قرأته للوزير هو خطاب معقول ومنطقي لو كان لمرشح يسعى إلى النجاح من خلال تلمس هموم المواطنين أو دغدغة مشاعرهم، أو كان خطاباً يحوي برنامجاً لنائب يحاول تفعيل رقابته لإيصال صوت ناخبيه إلى واجهة الاهتمام، أما أن يكرر وزير التربية من خلال ردوده جملاً يعرفها القاصي والداني والمتربع و"المنضجع" كــ"وزارة التربية مليئة بالقضايا مثل المناهج والتسيب والفساد سواء الإداري أو المالي"، "لغة الطلبة العربية أسوأ من الإنكليزي"، "أغلبية المعلمين مستواهم ضعيف جداً"، "لدينا جامعة واحدة وكلية تربية واحدة وهما غير كافيتين لإخراج معلمين مواطنين"، "في الإدارات المدرسية الطموح في الترقي بغض النظر عن الكفاءة"، "التعليم بالكويت سيئ، خاصة التعليم الخاص"، "أزعجني وجود مبانٍ قديمة جداً، ومدارس تم إخلاؤها منذ سنوات، ولم يلمسها أحد".هذه الجمل الشاكية الباكية المولولة وغيرها ممكن قبولها لو كانت على لسان نائب أو مرشح على باب الله، ويجب ألا يتحجج بها وزير يمتلك الصفة السياسية الكاملة كجزء من السلطة التنفيذية، وزير يمتلك بالصفة ذاتها الأدوات اللازمة كونه يتربع على قمة الهرم التربوي، ومن هناك على القمة يكفيه أن يهز صولجانه في الأعالي هزاً خفيفاً لتتساقط ألف ورقة تسيب وفساد عن أغصان أشجار خريف المشاكل التعليمية.معالي الوزير جل ما نريده كمواطنين هو أن نرى آثار خطواتك أولاً على أرض الواقع، قبل أن نسمع دوي كلماتك على سطور اللقاءات والبيانات، فـ"عين المواطن تعشق قبل الأذن أحياناً"، مع اعتذاري الكامل لبيت الشعر العربي المشهور.