مأساة قضية المرور لا تقتصر على الطريق العام فحسب وما يشهده من اختناقات، بل تجاوزت ذلك بكثير وأصبحت قوانين المرور تهان وتنتهك أمام مبنى الإدارة العامة للمرور، المسؤول الأول عن تطبيق قوانين المرور.

Ad

حينما تشاهد أي مخالفة مرورية ترتكب في الطريق العام أو في أي موقع آخر قد لا تستغرب، لأن حالة الفوضى والانفلات المروري اصبحت سمة من سمات الشارع، ولكن عندما تشاهد المخالفات المرورية ترتكب في حرم البيت المروري، وعلى مرأى قيادات القطاع المروري وضباطه، تصيبك الدهشة والإحباط في نفس الوقت، وتعرف أن الحديث عن حل ازمة المرور أصبح ضرباً من ضروب الخيال.

 نعم المرور مهان في رحم المرور، وبالرغم من توجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ووكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد بضرورة التشدد في المخالفات المرورية التي ترتكب بحق ذوي الاحتياجات الخاصة وأبرزها الوقوف في الأماكن المخصصة لهم، فإن ما يحدث في هذه المواقف بالادارة العامة للمرور شيء يندى له الجبين، ويعكس الحالة المزرية التي وصلت اليها المشكلة المرورية.

 ففي الإدارة العامة للمرور تُحتل مواقف المعاقين من قبل الاصحاء على مرأى من قيادات وضباط القطاع الذين يشاهدون هذا الأمر بشكل يومي، ولا يكلفون انفسهم عناء تحرير مخالفة للمركبات المتوقفة في أماكن ذوي الاحتياجات الخاصة، بسبب واحد فقط، من وجهة نظري، هو ان قيادات القطاع اذا دخلوا مكاتبهم لا يخرجون منها إلا الى منازلهم، والدليل اننا لم نشاهد منذ سنوات مضت قياديا مروريا ينظم حركة السير، او يشرف على التوزيع المروري، واذا عرف السبب بطل العجب.

 ومنا الى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، «الذي نهمس في اذنه، ليست خيطان وحدها التي تحتاج الى جولات مفاجئة، بل هناك أكثر من خيطان بحاجة لتنظيف».