«الجزيرة 2» يفرض التساؤلات

نشر في 10-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 10-11-2014 | 00:01
الأفلام المتعددة الأجزاء... إفلاس أم استثمار مشروع للنجاح؟

جدد النجاح الذي حققه فيلم {الجزيرة 2} الحديث عن ثقافة الأفلام المتعددة الأجزاء، التي ثار حولها جدل عما إذا كانت {استثمار نجاح}، خصوصاً أن السينما المصرية عرفت موجة أفلام الأجزاء منذ وقت مبكر، عبر سلسلة أفلام إسماعيل ياسين وليلى مراد، وفؤاد المهندس في {أخطر رجل في العالم}، وصولاً إلى الجزيرة.
قدَّم الزعيم عادل إمام {بخيت وعديلة}، قبل أن يتبعه بالجزأين {الجردل والكنكة} و{هاللو أميركا}. كذلك أعاد الفنان محمد سعد تقديم شخصية {اللمبي} عبر أكثر من عمل، وهو ما ثار على دربه أيضاً الممثل أحمد مكي بشخصيات حزلؤوم والكبير قوي واتش دبور. وتطول اللائحة، وآخرها الجزء الثاني من {الجزيرة}.

يرى الناقد مصطفى درويش أن ثقافة الأجزاء المتعددة ليست جديدة على السينما المصرية، وسبق أن قام بها نجوم كبار وتلقاها الجمهور بمنتهى الاحتفاء ضارباً المثل بإسماعيل ياسين الذي قدم سلسلة أفلام تحمل اسمه وما زالت تعتبر من {كلاسيكيات السينما المصرية}، واتبعت الطريقة نفسها الراحلة ليلى مراد وكانت أغلى نجمة في مصر آنذاك، مشيراً إلى أن ذلك يختلف عن نوعية الأفلام الحالية لأن هؤلاء الفنانين كانوا حريصين كل الحرص على تقديم كل ما هو جيد، وعكفوا مطولاً على دراسة الأمر ولذلك لاقت أعمالهم نجاحاً منقطع النظير وما زال الناس يقبلون عليها حتى الآن.

ويرجع درويش انتشار هذه الظاهرة أخيراً إلى رغبة البعض في استغلال {النجاح الجماهيري} لأحد الأفلام لإنتاج جزء ثان منه، وهو {أمر سلبي} لأن الأخير ربما لا ينال ما حققه الجزء الأول في حال لم يرق إلى المستوى المطلوب.

وقال المخرج الشاب حسين أنور إنه لا يرى مشكلة في ثقافة {الأجزاء المتعددة} في الأعمال الفنية ولا يراه إفلاساً، ما دام أن فريق العمل حريص على وجود الترابط والتماسك على المستويات الفنية كافة داخل العمل، بما يحافظ على إيقاع متوازن ممتد من الجزء الأول حتى الثاني أو الثالث، وعليه فإن الأمر قد يكون {إيجابياً}، وحينها يصبح {استثماراً مطلوباً} للنجاح الذي حققه الفيلم في الجزء الأول، ما يساعد على العبور بنجاح إلى أجزاء أخرى، مشيراً إلى أن نجاح ثقافة {الأجزاء} يكون في صالح صناعة السينما أيضاً، بالإضافة إلى الجمهور.

وأضاف أنور أن استثمار النجاح وتقديم أجزاء أخرى من الأفلام السينمائية أمر متعارف عليه لدى صانعي السينما العالميين، فثمة أجزاء عالمية لفيلم {هاري بوتر} الذي حطم الجزء الأول منه أرقام التوزيع السينمائي في العالم، بالإضافة إلى ترشحه لثلاث جوائز {أوسكار}. كذلك يعرف الناس سلسلة أفلام {جيمس بوند} الشهيرة، وغيرها من أجزاء عالمية شهيرة من أعمال تعلق بها الجمهور في العالم العربي كـ {حديقة الديناصورات} وسلسلة أفلام روكي وباتمان، وحظيت كلها بنجاح منقطع النظير سواء في بلدانها أو داخل مجتمعاتنا، ولم يشعر معها جمهور المشاهدين بأن الأمر ممل أو له أثر غير جيد.

الممثلة هند صبري تقول إن المشاهد العربي عموماً والمصري خصوصاً، يشعر دائماً بأن الجزء الثاني من أي عمل لن يحظى بجودة الجزء الأول نفسه ولن يلاقي نجاحه، كاشفة عن أن طاقم العمل في فيلم «الجزيرة»، بدءاً من المؤلفين محمد وخالد دياب ومروراً بشريف عرفة ومحمود ياسين وخالد الصاوي ونضال الشافعي وأحمد السقا، كان في مقدمة مخاوفهم تحقيق تلك المعادلة الصعبة وتغيير الانطباعات الذهنية الثابته في رأس الجمهور.

وتابعت هند أن {المخاوف الكثيرة قابلها جهد كبير كلل بالنجاح}، مضيفة: {لقد أردنا أن نثبت للناس أن هذا المفهموم خاطئ، وأن الجزء الثاني من الممكن أن يستكمل ما بدأه الأول، وأن طاقم العمل ما كان ليغامر لولا ثقته في أن الجزء الثاني سيحدث ضجة الأول نفسها.

ويرى المنتج محمد العدل أن الاعتماد على فكرة النجاح المضمون في تجربة ما معادلة صعبة تكمن في عدم الوقوع في فخ {الافتعال}، مشيراً إلى أن الخطر القائم الذي قد يواجه صانعو العمل هو {الحشو الزائد}، كذلك إضافة أحداث وأفكار في نطاق عمل لا يحتمل هذا الأمر، ما قد يتسبب في {نتائج عكسية}.

وأضاف العدل أن الاستثمار الحقيقي للنجاح يكون عبر تقديم أعمال قيمة، وإبهار الجمهور بتجويد ملموس في الأجزاء المقبلة، وفريق العمل الذي يسعى إلى استغلال العمل الناجح في تقديم معان جديدة وأبعاد أخرى ستلاقي أعماله نجاحاً فورياً يصنع فارقاً له ولصناعة السينما، وبالتالي يمتع الجمهور.

back to top