الأردن «يبدأ الانتقام»... وتظاهرات «ملكية» ضد «الدواعش»
وزارة الخارجية تكشف محاولة لإنقاذ الكساسبة... وسلاح الجو يدمر مراكز ومستودعات في الرقة
بعد يوم واحد من شنّ عشرات المقاتلات الأردنية غارات على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية، أعلنت المملكة بداية عملية الانتقام للطيار معاذ الكساسبة، الذي قضى حرقاً على يد متطرفي التنظيم.
غداة توجيهه سلسلة ضربات جوية لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش»، توعّد الأردن أمس بملاحقة عناصره في كل مكان، في وقت تقدّمت الملكة رانيا تظاهرات حاشدة وسط عمّان للتنديد بعملية إعدام الطيار معاذ الكساسبة.وقال وزير خارجية الأردن ناصر جودة، إن الضربات الجوية التي نفذتها عشرات المقاتلات الأردنية أمس الأول، ضد معاقل تنظيم الإرهابي، «ليست سوى بداية الانتقام لقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة».وأكد جودة، أنها «بداية الحرب الأردنية على الإرهاب، والأردن سيلاحق التنظيم أينما كان وبكل ما أوتي من قوة»، مضيفاً أن «كل عنصر من عناصر داعش هو هدف بالنسبة لنا، لكنهم كما نعلم جميعاً، يخفون هوياتهم بشكل متقن، فهم ليسوا سوى ثلّة من الجبناء».محاولة إنقاذوأشار جودة إلى محاولة الأردن إنقاذ الطيار الأردني بعد احتجازه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.ولدى سؤاله عن استعداد الأردن لاحتمال خوض حرب برية ضد التنظيم، قال جودة إن «هناك عوامل كثيرة يجب التفكير فيها، فهناك المسار العسكري الحالي، كما لدينا مهمة هي ضمان أمن المنطقة، إضافة إلى أهداف على المدى الطويل تتضمن محاربة أيديولوجيا هذا التنظيم».وأغارت «عشرات» المقاتلات الأردنية أمس الأول، على مواقع لتنظيم «داعش» في عملية شنّتها عمان انتقاماً لمقتل طيارها الذي أحرقه التنظيم.مراكز ومستودعاتوأعلن الجيش في بيان، أن الطائرات «هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات أسلحة وذخائر، وتمّ تدمير جميع الأهداف التي هوجمت».وأوضح، أن العملية تمّت «وفاء للشهيد الطيار معاذ الكساسبة، وفي عملية اطلق عليها اسمه، ورداً على العمل الإجرامي الجبان الذي نفّذته عصابة الغدر والطغيان».وتفقّد الملك عبدالله الثاني القيادة العامة للقوات المسلحة، والتقى رئيس هيئة الأركان مشعل الزبن الذي اطلعه على «تفاصيل الضربات الجوية لمواقع ومراكز التنظيم الإرهابي»، بحسب بيان رسمي لم يحدد هذه المواقع.وتوعّد الملك الذي قطع زيارته لواشنطن وعاد إلى عمّان الأربعاء «برد قاس»، مؤكداً أن دم الطيار «لن يضيع هدراً».تظاهرات ملكيةإلى ذلك، تظاهر آلاف الأردنيين أمس في عمان، تتقدمهم الملكة رانيا عقيلة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، للتنديد بإعدام الطيار الأردني، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام المسجد الحسيني وسط عمان أعلاماً أردنية وصوراً للطيار الكساسبة، ولافتات كتب عليها، «دماء شهيدنا البطل معاذ الكساسبة لن تذهب هدراً أيها الجبناء»، و»كلنا معاذ»، و»معاذ شهيد الحق»، و»نسر الأردن إلى جنات الخلد يا شهيد»، و»نعم القصاص والقضاء على الإرهاب».كما رفعوا لافتات كتب عليها، «كلنا الأردن»، و»لو لم أكن أردنياً لأحببت أن أكون»، و»وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه»، و»كلنا فداء للوطن»، و»نقف صفاً واحداً خلف القيادة الهاشمية وخلف قواتنا المسلحة»، و»الأردن نموذج للإسلام المعتدل»، و»لبيك عبدالله رمز الصمود».وهتف المتظاهرون، «يا دواعش يا أنذال شعب الأردن كله رجال»، و»يا إرهابي يا خسيس شعب الأردن مش رخيص»، و»يا ويل اللي يعادينا عالكرك يلاقينا» في إشارة إلى محافظة الكرك «118 كلم جنوب عمان» مسقط رأس الطيار.مساندة أميركيةوفي واشنطن، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، إن طائرات أميركية واكبت الخميس طائرات أردنية فوق سورية، حيث شنّت ضربات انتقامية ضد «داعش» رداً على إحراقه الطيار الأردني حياً.وقال المسؤول، إن طائرات إف-16 وإف-22 أميركية تولت حماية مقاتلات أردنية خلال مهمة، في حين تولّت طائرات أميركية تزويدها بالوقود والمراقبة في مهمة دعم إضافي.تفويض أوبامافي غضون ذلك، قال مساعدون في الكونغرس الأميركي أمس الأول، إن الرئيس باراك أوباما سيطلب من الكونغرس الأسبوع المقبل تفويضاً جديداً لاستخدام القوة العسكرية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.وقال مساعد ديمقراطي بمجلس النواب، إنه تمّ إبلاغ أعضاء بالكونغرس بأن طلب البيت الأبيض سيصل إليهم الأسبوع المقبل.وأبلغ مساعد للسناتور الجمهوري بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ «رويترز» بأن كروكر يتوقع أن يرسل أوباماً نصاً لطلب تفويض الأسبوع المقبل.وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس النواب جون بينر، إنه يتوقع أن يطلب أوباما في وقت قريب تفويضاً من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضد الجماعة المتشددة، ودعا أيضاً إلى تسريع المساعدات للأردن.دعم ألمانيوفي برلين، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، اعتزام بلادها إرسال المزيد من العتاد العسكري لمكافحة «داعش». وقالت، عقب لقائها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في برلين، إن من بين العتاد العسكري المخطط توريده للعراق أجهزة رؤية ليلية، وزياً شتوياً للقوات.وذكرت ميركل أن عمليات القتل الوحشي لرهائن أجانب خلال الأيام الماضية أظهرت أنه لم يتم كسب المعركة ضد داعش حتى الآن.يذكر أن ألمانيا منحت الأكراد في شمال العراق العام الماضي أسلحة بقيمة 70 مليون يورو لدعمهم في قتالهم ضد «داعش». ومن المقرر أن ترسل ألمانيا نحو 100 مدرب عسكري إلى شمال العراق خلال شهر نوفمبر الجاري.(عمان، بغداد، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)