يترقب المصريون نتيجة دعوات شخصيات إسلامية متشددة للتظاهر ورفع السلاح والمصاحف اليوم، ما أدى إلى رفع درجة الاستنفار الأمني، مع نزول الجيش إلى الشارع، لمساندة الشرطة، وتأمين المنشآت الحيوية، في وقت عاد الرئيس السيسي إلى القاهرة مختتماً جولة أوروبية ناجحة.    

Ad

يحبس المصريون أنفاسهم اليوم ترقباً للمواجهة المرتقبة بين أنصار جماعة "الإخوان" وحلفائه من جهة، وقوات الأمن المصرية، على خلفية دعوات للتظاهر أطلقتها الجبهة السلفية وتبنتها جماعة "الإخوان"، تحت شعار "انتفاضة الشباب المسلم"، حيث دعت الجبهة شباب الحركات الإسلامية إلى حمل السلاح ورفع المصاحف، بزعم الحفاظ على الهوية الإسلامية، بينما تحولت العاصمة المصرية إلى ثكنة عسكرية من جراء الاستعدادات الأمنية المشددة.

الجبهة السلفية الداعية لتظاهرات اليوم، طالبت النساء في بيان أمس بتوخي الحرص والحذر، و"عدم المخاطرة في هذه الظروف الحرجة بالنزول خلال تظاهرات الجمعة"، وطالبت الجبهة أنصارها بالاحتشاد أمام المساجد في العاصمة المصرية فجر اليوم، وقال عضو تحالف دعم الشرعية، ورئيس حزب "الفضيلة" السلفي، محمود فتحي، إن "دعوات التحالف إلى تظاهرات تحت شعار "ايد واحدة" اليوم تأتي تعبيراً عن "المساندة والدعم"، مع أعضاء الجبهة".

في المقابل، أعلنت قوات الجيش الاستنفار ورفع درجة حالة الاستعداد القصوى منذ أمس، استعداداً لمواجهة تظاهرات الإسلاميين، على أن تستمر حالة الانتشار الأمني إلى الغد، تحسباً لردود الأفعال عقب الحكم القضائي المرتقب على الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير 2011.

وتسلمت قوات الجيش مباني الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، ووزارة الخارجية، والبنك المركزي، ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية في العاصمة والمحافظات، لتأمينها بشكل كامل، مع بدء عناصر من القوات المسلحة والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات التدخل السريع في الانتشار في جميع محافظات الجمهورية.

وزير الداخلية

وبينما راجع وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، الخطة النهائية للتعامل الأمني مع تظاهرات اليوم، أكد لـ"الجريدة" أن "الوزارة على أتم الاستعداد لتأمين البلاد، وأن من سيرفع السلاح في وجه المواطنين وضد منشآت الدولة سيتحمل العواقب، وسيتم التعامل معه بكل قوة وحزم"، وأضاف: "لن نسمح بتدنيس المصاحف، ولن نسمح لهؤلاء بالزج بقوات الأمن في معارك استفزازية"، مشيراً إلى وجود تنسيق بين الداخلية والقوات المسلحة.

في السياق، قتل أمين شرطة بالبحث الجنائي في الفيوم مساء أمس الأول، إثر تلقيه عدة طلقات نارية على يد مسلحين مجهولين، بعد ساعات من مقتل ثلاثة شرطيين إثر قيام مجهولين بإطلاق النار عليهم في العريش بشمال سيناء.

في المقابل، قال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير، إن "قوات الجيش نجحت في قتل 5 عناصر إرهابية نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أمس الأول، كما تم ضبط 19 آخرين".

وذكر مصدر أمني أن عمليات المسح الجوي تمكنت من رصد معسكر تدريبي تابع لتنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي في منطقة جبلية جنوب "الشيخ زويد" بمحافظة شمال سيناء، وتم تدميره.

اصطفاف وطني

وبينما اصطفت القوى المدنية خلف النظام المصري في مواجهة دعوات التظاهر المسلح، وجه السياسي والدبلوماسي المخضرم عمرو موسى، رسالة إلى الشعب المصري أمس، أكد فيها ضرورة الوقوف معاً ضد دعاوى الإظلام والفوضى، والنظر دائماً إلى الأمام وتجنب السقوط في بئر الأوهام، وأضاف: "لا يصح أن نسمح كمصريين بأن يهدد أمننا مرة أخرى، أو أن يكون استقرارنا رهينة لتحقيق مكاسب سياسية لمصلحة مجموعات في الداخل أو الخارج".

وبدا واضحاً إصرار المؤسسة الدينية الرسمية، بهيئاتها الثلاث الأزهر والإفتاء والأوقاف، على تفريغ دعوات التظاهر من سندها الديني وتأكيد طابعها السياسي، وبعد بيانات للمرجعيات السنية في مصر بإدانة دعوات "رفع المصاحف"، جددت وزارة الأوقاف تحذيرها من محاولة استغلال المساجد في تظاهرات أو في أي اعتصامات أمس، مؤكدة أنه لن يسمح لهؤلاء "المأجورين ولا لغيرهم من أعداء الدين والوطن باستباحة حرمة بيوت الله".

دعوة للاستثمار

في سياق منفصل، عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة المصرية، القاهرة، أمس عقب انتهاء جولة أوروبية شملت إيطاليا والفاتيكان وفرنسا، عقد خلالها مباحثات مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو إيرينزي، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.

ودعا السيسي مجتمع الأعمال الفرنسي للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي ستعقده مصر في مارس المقبل، وقال المتحدث باسم الرئاسة، علاء يوسف، في بيان أمس، إن "الرئيس تطرق خلال اجتماعه مع مجلس الأعمال الفرنسي إلى الحديث عن مشروع تنمية محور قناة السويس، وقال إنه يهدف إلى تحويل القناة إلى ممر للتنمية المتكاملة، معرباً عن تطلع مصر إلى مساهمة الجانب الفرنسي في المشروع".

وبينما قالت صحف قاهرية، أبرزها "المصري اليوم"، و"الوطن"، و"الشروق"، إن السيسي اتفق مبدئياً مع الجانب الفرنسي على شراء 24 طائرة "رافال" المقاتلة، نفى مصدر رئاسي أمس صحة هذه الأنباء، وأكد أن "السيسي لم يوقع على أي اتفاقيات عسكرية خلال زيارته لفرنسا"، إلا أنه أشار إلى أن هناك مباحثات واتصالات بين القاهرة وباريس، للحصول على بعض الأسلحة بما فيها طائرات وقطع بحرية.