وثيقة لها تاريخ: «جابر العيش» ولد في عهد جده صباح الأول وعاش 107 سنوات
من حكام الكويت الذين تمتعوا بفترة حكم طويلة وسمعة استثنائية الشيخ جابر بن عبدالله بن صباح، الملقب بجابر العيش. حكم الشيخ جابر رحمه الله بعد وفاة والده الحاكم الثاني للكويت الشيخ عبدالله بن صباح عام 1229هـ الموافق عام 1813م، واستمر حتى وفاته عام 1276هـ الموافق عام 1859م، أي انه حكم البلاد مدة 46 سنة، وقعت خلالها حوادث كثيرة لا يتسع المجال لاستعراضها في هذا المقال الصغير.ما دفعني إلى الحديث عن الشيخ جابر العيش هو اطلاعي مؤخرا على وثيقة قد تكون جديدة، وتنشر للمرة الأولى، وهي من وثائق الأرشيف البريطاني التي أحضرت نسخة منها معي من مدينة لندن التي تقع فيها المكتبة البريطانية.
الوثيقة عبارة عن تقرير كتبه الكابتن ارنولد كيمبال، المقيم السياسي في الخليج، ووجهه الى الوزير في الحكومة الهندية البريطانية هنري اندرسون وتاريخه 1/7/1854. يتكون التقرير المكتوب باللغة الإنكليزية من خمس صفحات، ولكننا في هذا المقال يهمنا ان نستعرض الصفحات 3 و4 و5 التي تتحدث عن الكويت التي كانت تحت حكم الشيخ جابر العيش في ذلك الوقت.أشار التقرير الى معلومة جديدة لم اقرأها في ما اطلعت عليه من وثائق تاريخية، وهي ان الشيخ جابر كان عمره عند كتابة التقرير 102 سنة. وإذا سلمنا بهذا الأمر واعتبرناه صحيحا، فيكون الشيخ جابر العيش قد توفي وعمره 107 سنوات، ويكون قد تولى الحكم وعمره 61 عاما. اما عن ولادته، فإن كان كلام المقيم السياسي كيمبال صحيحا فإنه قد ولد في عام 1752م إبان حكم جده الشيخ صباح الأول. أما عن أعمار بعض الشيوخ من أفراد الأسرة الحاكمة، فيفيد تقرير كيمبال ان عمر الشيخ صباح بن جابر بن عبدالله (ابن جابر العيش) في ذلك العام كان 70 سنة، واعمار ابناء الشيخ صباح كما يلي: عبدالله 40 سنة، محمد 15 سنة، احمد 12 سنة، مبارك 9 سنوات، جراح 6 سنوات، عذبي 4 سنوات، شملان سنتان.وأورد التقرير أعمار شيوخ آخرين أيضا، ويمكنني ان ازود من يريد من المهتمين بأسماء الشيوخ وأعمارهم الواردة في التقرير من خلال حسابي على "تويتر" أو عبر الإيميل.وورد في التقرير أيضاً بعض المعلومات التي أراها مفيدة للقارئ الكريم، وبعجالة أشير إليها وأولها قول الكابتن كيمبال انه "لا يوجد تنافس على رئاسة القبيلة التي تعيش في الكويت وهي فرع من قبيلة العتوب"، مضيفا أن "عدد أبناء الأسرة الحاكمة ثلاثون شخصا، ودائما ينشغلون في تجارتهم وفي العناية بسفنهم البحرية".وهنا لا استطيع أن أؤكد أو أنفي ما ذكر في التقرير بخصوص عدد أفراد أسرة الصباح، ولكني أحصيت من وردت أسماؤهم في التقرير فوجدت عددهم 26 فردا، أكبرهم الحاكم الشيخ جابر العيش وأصغرهم حفيده الشيخ شملان بن صباح بن جابر.ومما ورد في التقرير أيضاً أن عدد سكان مدينة الكويت آنذاك يصل الى 22 ألف نسمة، منهم 6000 رجل يمكنه أن يحمل السلاح، كما ذكر أن مدينة الكويت تتمتع بميناء آمن ومميز وأنها تخضع لسلطة الدولة العثمانية شكلياً وليس فعلياً.