جسر جابر بريء من نفوق الميد... وتنسيق لكشف المسببات
• الإبراهيم: لو كان المشروع مسؤولاً لاستمر النفوق... وندعو إلى انتظار نتائج التحاليل• «البيئة»: 12 مجرى صرف تصب في المنطقة
• «الزراعة»: النفوق بدأ خلف مستشفى الصباحتكشفت امس بعض تفاصيل التحقيقات الاولية بشأن نفوق اسماك الميد في منطقة جون الكويت قبل ايام, واظهرت ان السبب في ذلك يعود الى اختلالات طفيفة في نسبة الهوائم او بسبب ارتفاع درجة الحرارة حسب "البيئة" التي اشارت الى أن منطقة جون الكويت التي عثر فيها على حالات النفوق يصب فيها 12 مجرى لمياه المجاري اضافة إلى محطات تحلية المياه في الصبية والدوحة.وحول مسارعة البعض الى تحميل مشروع جسر جابر المسؤولية عن نفوق الاسماك، دعا وزير الأشغال العامة وزير الكهرباء والماء المهندس عبدالعزيز الإبراهيم من يوجهون اتهاماتهم إلى انتظار نتائج التحاليل التي تجريها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وهيئة البيئة، مشددا على أن من السهل توجيه الاتهام دون وجود أي دليل.انتظار الفحوصوقال الإبراهيم في تصريح صحافي على هامش جولة أجراها في منطقة خيطان لتفقد عمليات تنظيف مناهيل تصريف الأمطار استعدادا لموسم الشتاء، ان "جسر جابر ليس وليد أمس، وإذا كان الجسر هو المتهم فعليا، فمن المفترض ألا يتوقف نفوق الأسماك لبقاء الجسر واستمرار عمليات الإنشاء، إلا أن ظاهرة النفوق توقفت تماما".وزاد الإبراهيم: "عند اتهام جسر جابر نقول إن عمليات إنشاء الجسر منذ زمن وليست وليدة اليوم، فلماذا الآن يحدث هذا النفوق؟ ونتساءل أيضا: لماذا الميد فقط الذي حدث به نفوق؟".وأضاف: "أخذت الهيئة العامة للبيئة عينات من الأسماك التي نفقت لإجراء الفحوص اللازمة عليها لبيان أسباب النفوق، وأعتقد أنهم سوف يعلنون النتائج فور ظهورها".ولفت إلى أن "نفوق الأسماك ظاهرة حدثت منذ سنوات، وهذا الأمر يتكرر، لذلك علينا ألا نضخم الأمر، فقد يكون السبب وراء هذا النفوق إلقاء أحد الأشخاص سما في المياه ما أدى إلى نفوق هذه الكميات من الأسماك".وشدد على أن "هذا لا يعني أننا راضون بما حدث من نفوق، ولكن علينا أن ننتظر نتائج التحليل، والهيئة العامة للزراعة تنسق مع الهيئة العامة للبيئة لتحليل هذه الأسماك وكشف الأسباب التي أدت إلى النفوق".توقف النفوقمن جهته، قال نائب المدير العام للهيئة العامة للبيئة الدكتور محمد الأحمد ان نفوق الأسماك الذي تم رصده خلال الأيام الماضية "توقف ولم يتم رصد أي حالة نفوق امس"، مشيرا الى أن ما عثر عليه من أسماك نافقة كان نتاج نفوق سابق يعود الى الخميس الماضي.وأضاف الأحمد خلال مؤتمر صحافي عقدته الهيئة امس أن "حادثة النفوق بدأت منذ الخميس الماضي وكانت بسيطة ومحددة لكنها بدأت في الارتفاع يومي الجمعة والسبت ما استدعى تشكيل فرق مراقبة ورصد لها بمشاركة وزارة الداخلية التي قامت بطلعات جوية للاطلاع على الحالة العامة للكارثة".واكد استمرار هيئة البيئة بالتعاون مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والمكتب الاستشاري الخاص لانشاء جسر جابر في عمليات الرصد والمتابعة خلال الأيام المقبلة اضافة الى وجود محطات رصد ثابتة للهيئة العامة للبيئة. وقال نائب المدير العام لشؤون الثروة السمكية في هيئة الزراعة فيصل الحساوي في تصريح مماثل ان "الهيئة سجلت حالات النفوق بدءا من ظهر الخميس الماضي في المنطقة الواقعة خلف مستشفى الصباح على بعد نصف كيلومتر من الشاطئ"، لافتا الى ان الكميات النافقة حينها كانت قليلة.واضاف الحساوي انه تم خلال الايام الماضية رصد نحو ثلاثة اطنان من الأسماك النافقة على الساحل وتم ابلاغ البلدية والبيئة لإزالتها، مبينا انه تم استخدام 70 سلة في اليوم الأول لازالتها ويقدر وزن الواحدة بـ20 كيلوغراما من الاسماك.وذكر انه تم في اليوم الثاني استخدام 75 سلة لازالة تلك الاسماك ووصل وزنها الى طن ونصف، مؤكدا انه لم يتم تسجيل حالات نفوق اليوم وما كان موجودا هو بقايا أسماك نافقة من الأيام الماضية، مبينا انه تم التعاون مع اتحاد الصيادين حيث شارك 14 قارب صيد اضافة الى قوارب هيئة الزراعة.وحول عينات المياه والأسماك التي حصلت عليها هيئة الزراعة، اوضح أنها ستظهر خلال الأيام المقبلة، مشيرا الى وضع هيئة الزراعة 18 دورية تعمل على متابعة ومراقبة الحالة البحرية في منطقة جون الكويت والمنطقة البحرية الوسطى ومنطقة الخيران لرصد أي حالات نفوق أخرى.مسببات محتملةوبدورها، نفت مديرة إدارة المحافظة على التنوع الاحيائي في هيئة البيئة منى حسين في تصريح مماثل أن يكون لحالات النفوق علاقة بالمد الأحمر أو موسم ازدهار الطحالب الضارة، مضيفة ان العينات التي حصلت عليها هيئة البيئة أثبتت ارتفاعا ضئيلا في نسبة الهوائم التي يمكن ان تتأثر بالمغذيات أو المركبات العضوية وغير العضوية.واضافت حسين ان ما سجل من خلال العينات خلال اليومين الماضيين أظهر عودة المياه إلى المقياس الطبيعي مع احتمال ان يكون النفوق بسبب ارتفاع درجة الحرارة، مبينة أن منطقة جون الكويت التي عثر فيها على حالات النفوق يصب فيها 12 مجرى لمياه المجاري اضافة إلى محطات تحلية المياه الصبية والدوحة.وعلى صعيد متصل، قال رئيس المكتب الاستشاري المكلف بدراسة مشروع جسر جابر الدكتور جاسم العوضي في تصريح مماثل ان "احتمال أن يكون هناك تأثير لجسر جابر على حادثة النفوق غير ممكن لاسيما انه حصل قبل انشائه على التراخيص البيئية اللازمة".وذكر العوضي أن وجود الجسر في منطقة الجون له تأثير طفيف على حركة التيارات المائية وليس له أي تأثير كيماوي أو انسكابات نفطية، مؤكدا ان نفوق الاسماك يرجع الى تغير في خصائص مياه البحر كنسبة الاوكسجين وبعض الملوثات الطبيعية الاخرى.«الصيادين»: النفوق محدود وينبغي عدم التخوف من الأسماك المحليةأكد رئيس اتحاد الصيادين ظاهر الصويان ان نفوق الاسماك في الأيام الماضية توقف تماماً حسب اعلان «البيئة»، موضحا أن جون الكويت مراقب بالكامل من دوريات الثروة السمكية والجهات الحكومية الأخرى على مدار الساعة ما يدل على ان النفوق كان في مكان محدد.ودعا الصويان الناس إلى عدم التخوف من الاسماك المحلية وخصوصا بعد ثبوت عدم وجود حالات نفوق جديدة وفي ظل مراقبة شواطئ جون الكويت المستمرة.وشدد على ضرورة إعلان نتائج التحاليل التي أرسلت للخارج وأسباب النفوق تحديدا ليتم معالجة الامر وعدم التستر حتى يطمئن الناس، مطالبا الجهات المسؤولة بمعالجة مياه الصرف الصحي الذي يصب بجون الكويت ومحطات تحلية المياه حتى لا نقع في كارثة في الأيام او السنوات القادمة.ولفت الى أن هناك حملة موجهة تدعو للعزوف عن شراء السمك المحلي الطازج، لافتا إلى أن الاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك مازال هو المسيطر على الاسواق بتوفير الاسماك المحلية وضمان جودتها.