يستقبل العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز السبت العديد من القادة والمسؤولين الاجانب القادمين لواجب التعزية غداة وفاة الملك عبد الله بعد عشر سنوات من الحكم.

Ad

وبين القادة والمسؤولين الذين وصلوا السبت الى الرياض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وملك اسبانيا فيليب السادس والرؤساء السنغالي ماكي سال والغابوني علي بونغو والتونسي الباجي قائد السبسي والافغاني اشرف غني والموريتاني محمد ولد عبد العزيز .

كما حل بالرياض رئيس وزراء النمسا فيرنر فايمن ورئيس وزراء المجر فيكتور اوربان وولي عهد النروج هاكون ماغنوس ونائب الرئيس الهندي محمد حامد انصاري ونائب رئيس مجلس الوزراء الصيني يانغ جيه ونائب رئيس نيجيريا محمد سامبو ونائب رئيس اندونيسيا محمد يوسف كالا.

كما وصل الى العاصمة السعودية وزير الخارجية الايراني محمد ظريف.

ومن بين المتوقع وصولهم اليوم الى المملكة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

واعلن البيت الابيض السبت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيتوجه الثلاثاء الى الرياض لتقديم تعازيه بوفاة الملك عبد الله مختصرا بذلك زيارته للهند التي يصلها الاحد.

ولم يتمكن الكثير من القادة الاجانب من المشاركة في تشييع العاهل السعودي الراحل الجمعة بعد ساعات من وفاته عن عمر يناهز ال90 عاما.

وتمكن الرئيس التركي ورئيس وزراء باكستان وبعض قادة دول الخليج من المشاركة في تشييع الراحل الذي دفن في مقبرة عامة في لحد بسيط بدون شاهد كما هي العادة في المملكة.

ووصل الرئيسان العراقي فؤاد معصوم والفلسطيني محمود عباس الى الرياض بعد مراسم الجنازة.

وتلقى اثر ذلك العاهل السعودي الجديد الملك سلمان (79 عاما) الذي يعاني مشاكل صحية، المبايعة الرمزية للسعوديين كما تقتضي العادة. وكان الى جانبه الامير مقرن ولي العهد الجديد.

واكد العاهل السعودي الجديد بعد اعتلائه سدة الحكم ان المملكة بقيادته ستستمر بالسير على نفس النهج الذي سار عليه اسلافه.

وقال الملك سلمان "سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تاسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله وعلى ايدي ابنائه من بعده رحمهم الله".

ووعد الملك سلمان بان تستمر بلاده التي تحتضن الحرمين المكي والنبوي، اقدس المقدسات الاسلامية، بالعمل على وحدة العرب والمسلمين.

وقال "ان الامة العربية والاسلامية احوج ما تكون الى وحدتها وتضامنها وسنواصل في هذه البلاد ... مسيرتنا بالاخذ بكل ما من شانه (ضمان) وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا امتنا".

واعلن الديوان الملكي مبايعة وزير الداخلية الامير محمد بن نايف (55 عاما) وليا لولي العهد فيما بات الامير مقرن ايضا رسميا نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يشغله الملك نفسه.

كما اعلن الديوان الملكي تعيين الامير محمد بن سلمان نجل الملك وزيرا للدفاع خلفا لوالده ورئيسا للديوان الملكي.

واصدر الملك سلمان عددا من الاوامر الملكية التي تضمنت خصوصا اعفاء السكرتير الخاص للعاهل السعودي الراحل خالد التويجري من مناصبه، بما في ذلك منصب رئيس الحرس الملكي ورئيس الديوان الملكي.

واحتفظ جميع اعضاء مجلس الوزراء الآخرين بمناصبهم.

وتلقت الاسواق النفطية كلمات العاهل السعودي الجديد باعتبارها تاكيدا لان المملكة وهي اكبر مصدر للنفط في العالم، لن تغير سياستها النفطية.

وتدافع المملكة عن سياسة الابقاء على سقف انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) دون تغيير رغم استمرار تدهور سعر برميل النفط الذي فقد نصف قيمته منذ حزيران/يونيو 2014.

وفي عهد الملك عبد الله انخرطت المملكة في مكافحة التنظيمات الاسلامية المتطرفة. واشاد بعض حلفائها في التحالف العربي والدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" بالمملكة. وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ان السعودية تمثل "مدافعا غيورا عن السلام".

وكان اوباما من اول المشيدين بالملك الراحل الذي وصفه بالرجل "الصادق" و"الشجاع".

من جهته قال الرئيس الفرنسي الجمعة في منتدى دافوس "ان المملكة السعودية شريك على المستويين الاقتصادي والسياسي" مضيفا "جمعتني بالملك عبد الله علاقات ثقة تشمل فيما تشمل مكافحة الارهاب".

ولئن مارس الملك عبد الله تاثيرا قويا على المستوى الاقليمي فانه كان محل نقد في ملف حقوق الانسان في بلد تطبق فيه رؤية متشددة للشريعة الاسلامية ولا يزال يمنع المراة من قيادة السيارة.

ونددت منظمة العفو الدولية الجمعة بنظام "لا يبالي بحقوق الانسان" متهمة الغرب بالتغطية على هذه السياسة بسبب وزن المملكة النفطي ولقاء دعمها مكافحة التنظيمات المتطرفة.

واثارت حالة المدون رائف البدوي الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات وبالف جلدة بتهمة "الاساءة للاسلام" اضافة الى حالتي ناشطتين حقوقيتين احيلتا على محكمة قضايا الارهاب لان احداهما ارادت دخول المملكة بسيارتها، ردود فعل دولية.