الأغلبية الصامتة: لا لــ«الشبوك»
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
لست ضد العطل، ولست ضد الفرح وتوافر الفرص التي تجمع الأهل والأحباب، فأنا من المستفيدين، ولكني ضد العطل "المصطنعة" التي يطغى عليها الجانب السياسي على الجانب الفني الذي يمثله هنا ديوان الخدمة المدنية، فهو إذ يرفع توصية بأن عطلة العيد تنتهي يوم الثلاثاء القادم، تأتي الحكومة وتحت تأثير الضغوط الاجتماعية والدواوين و"تشبك" الثلاثاء مع الجمعة، وتقول ليومي الأربعاء والخميس "بونجوغ" بصوت د.أسيل العوضي. ولعل ما هو أخطر من العطل المصطنعة ونعرفه جميعاً ولا نريد الحديث عنه بصراحة تماماً مثل فيلم "النوم بالعسل" هو "التسليم"، أي تسليم أجهزة الدولة واعترافها بأنها غير قادرة على ضبط موظفيها، وضمان التزامهم بالعمل بين عطلتين متجاورتين، لأنها تعرف أن ما لا سيأتي بالطيب سيأتي بــالــ"مرضيات"، وإن لزم الأمر فبإجازة، وإن لزم فبأكبر "سحبة" على الدوام، وليفعل من بيده "آلة" القانون ما يريد.إن قرار الحكومة مدّ أجل عطلة الأضحى لتصبح تسعة أيام، حرم الموظفين الذين يريدون العمل من العمل، وحرم أصحاب الحاجات من قضاء حوائجهم، وقد يكون الرد بأن "الشلل" هو سيد الموقف، أقول نعم سينجح المتغيبون في شل العمل في بعض المواقع لا كلها، وفي بعض الإدارات لا كلها، وفي بعض الأقسام لا كلها.لقد ضاعت فرصة ثمينة على الحكومة للخروج من فخ "التسليم" ووقف حالة الانهيار المؤسساتي مع كل إجازة، ولكن ما العمل؟ هذه أحوالنا منذ زمن، كلام جميل ووعود كبيرة يتم إيداعها بهدة جهاز إداري مثخن بالفساد والعطل الطويلة.