بينما كنت وأم ناصر نعد الأيام والليالي بحثاً عن العطل الطويلة التي مرت علينا خلال هذه السنة 2014، قلت بثقة كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد، مرت علينا عطلة "تساعية" بسبب عطلة عيد الفطر وتنتظرنا بعد أيام قليلة عطلة "تساعية" أخرى بسبب عيد الأضحى.
ارتسمت ملامح الاستغراب على وجه أم ناصر، وكأنها تقول في صمت "بلشنا زهايمر"، وصححت لي على الفور: هل نسيت عطلة الأعياد الوطنية؟ بالفعل كانت تلك عطلة "تساعية" ثالثة فاتتني!!! لكثرة العطل و"الشبوك الرسمية" التي "تشبك" فيها الحكومة العطل بالعطل والكسل بالكسل.لست ضد العطل، ولست ضد الفرح وتوافر الفرص التي تجمع الأهل والأحباب، فأنا من المستفيدين، ولكني ضد العطل "المصطنعة" التي يطغى عليها الجانب السياسي على الجانب الفني الذي يمثله هنا ديوان الخدمة المدنية، فهو إذ يرفع توصية بأن عطلة العيد تنتهي يوم الثلاثاء القادم، تأتي الحكومة وتحت تأثير الضغوط الاجتماعية والدواوين و"تشبك" الثلاثاء مع الجمعة، وتقول ليومي الأربعاء والخميس "بونجوغ" بصوت د.أسيل العوضي.ولعل ما هو أخطر من العطل المصطنعة ونعرفه جميعاً ولا نريد الحديث عنه بصراحة تماماً مثل فيلم "النوم بالعسل" هو "التسليم"، أي تسليم أجهزة الدولة واعترافها بأنها غير قادرة على ضبط موظفيها، وضمان التزامهم بالعمل بين عطلتين متجاورتين، لأنها تعرف أن ما لا سيأتي بالطيب سيأتي بــالــ"مرضيات"، وإن لزم الأمر فبإجازة، وإن لزم فبأكبر "سحبة" على الدوام، وليفعل من بيده "آلة" القانون ما يريد.إن قرار الحكومة مدّ أجل عطلة الأضحى لتصبح تسعة أيام، حرم الموظفين الذين يريدون العمل من العمل، وحرم أصحاب الحاجات من قضاء حوائجهم، وقد يكون الرد بأن "الشلل" هو سيد الموقف، أقول نعم سينجح المتغيبون في شل العمل في بعض المواقع لا كلها، وفي بعض الإدارات لا كلها، وفي بعض الأقسام لا كلها.لقد ضاعت فرصة ثمينة على الحكومة للخروج من فخ "التسليم" ووقف حالة الانهيار المؤسساتي مع كل إجازة، ولكن ما العمل؟ هذه أحوالنا منذ زمن، كلام جميل ووعود كبيرة يتم إيداعها بهدة جهاز إداري مثخن بالفساد والعطل الطويلة.
مقالات
الأغلبية الصامتة: لا لــ«الشبوك»
02-10-2014