قطر... هل استوفت الشروط؟

نشر في 18-10-2014
آخر تحديث 18-10-2014 | 00:01
 يوسف عوض العازمي شهد الأسبوع الماضي زيارتين مهمتين على مستوى القمة، حيث التقى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله ورعاه- في أبوظبي القيادة السياسية هناك، وفي الوقت نفسه التقى الشيخ تميم بن حمد أمير قطر في جدة قيادتها السياسية.

بطبيعة الحال من الصعب أن يكون التوقيت الموحد للزيارتين مصادفة أو توارد خواطر عابر، فمن الواضح جدا ولا تخفى على المتابع المساعي الحثيثة لرأب الصدع في البيت الخليجي، والجهد الكبير المبذول من الشيخ صباح واضح، والتنسيق مع خادم الحرمين الشريفين لوأد الخلاف وتقريب وجهات النظر، وتبدو الأمور حتى الآن غير واضحة النتائج!

بداية الخلاف كما هو معروف كانت بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى، وكانت نتيجته سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة في سابقة تاريخية، ثم ظهرت بوادر تقارب وإن ظاهريا بين السعودية وقطر، وظل الخلاف قائما مع الشقيقتين، وقرأنا اتهامات متبادلة بين أبوظبي والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى، لست في وارد ذكرها لأنها نشرت إعلاميا. وكالة رويترز نقلت أن الشيخ تميم أبلغ خادم الحرمين الشريفين أن قطر استوفت جميع الشروط لحل الخلاف مع دول الخليجي، وبالمقابل لم تصدر إشارات لافتة عن زيارة الشيخ صباح لأبوظبي، حيث لم يصدر عن الزيارة أي شيء يخص الخلاف الخليجي، وهنا يتبين التحفظ وأن الخلاف لا يزال قائما؛ على الأقل من الجهة الإماراتية.

أما البحرين فقد ضايقتها التصرفات القطرية بتجنيس بحرينيين أو كما سمعت عائلات بحرينية! مما جعلها تقوم بعدة إجراءات أمنية لمواجهة تلك التصرفات، وحتى نضع النقط على الحروف علينا المصارحة، وفي كذا مقال سابق تحدثت بهذا الشأن المحزن، فالمنطقة ملتهبة؛ الولايات المتحده تتحدث عن مئات المليارات لمحاربة عدو مصطنع اسمه "داعش" في الشمال! والحوثيون في الجنوب، والنفط في انخفاض، والحال لا تسر صديقا!

يقولون "أهل العقول في راحة"، وأنا أقول كما قال عمر بن الخطاب "رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي"، ولن أحلل وأقول هذا مخطئ وذاك على صواب، فالخليج كله كعينين في رأس واحد، ولا تحتمل عين ألم الأخرى، فهل ما يحدث نتيجة تحريضات خارجية، تفرق شمل أهل الخليج؟ ممكن، وممكن، لا.

إنما استمرار الخلاف ليس في مصلحة أحد، ولا مصلحة لمخلص خليجي فيه، إن كان الحل في التنازلات فليتنازل الكل عن بعض البنود التي من الممكن التنازل عنها، فمهما تكن الخلافات فمصلحة التقارب أقوى وأثمن للمنطقة ولأهل مجلس التعاون، وقليل منها لن يضر، فقط تستلزم العزم والإرادة.

إن لم تحل الخلافات بطريقة تضمن إعادة اللحمة الخليجية والتآلف من جديد، فسيكون التأثير السياسي السلبي في مسيرة مجلس التعاون أمراً واقعاً لا مفر منه، وقد يكون هذا المجلس جزءاً من التاريخ، لا سمح الله.

جهود سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حثيثة ومساعيه مستمرة، لكنه في حاجة لدعم من الدوحة وأبوظبي بالذات، فحسب تقديري بينهما لب الخلاف، وإن حدث تقدم بين العاصمتين فنسبة كبيرة منه قد تحل؛ لذلك كان واضحا أن ذهاب الشيخ صباح لأبوظبي، والشيخ تميم لجدة هو لمحاولة ترميم ما يمكن ترميمه، والأيام حبلى، و"إن غدا لناظره قريب".

back to top