* الرياض تستغرب اهتمام موسكو المفاجئ باليمن ومحاولة تشويشها على مشروع القرار العربي في مجلس الأمن

Ad

* إيران تطلب مساعدة سلطنة عمان لوقف "الحزم" * غارات غير مسبوقة على صنعاء وقتلى من الحوثيين بأبين

بعد يومين من طردهم من وسط مدينة عدن، نقلت الميليشيات الحوثية المدعومة من قطاعات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في نقل معاركها مع اللجان الشعبية الموالية للشرعية من أطراف العاصمة المؤقتة إلى وسطها اليوم، الأمر الذي يؤشر إلى أن المدينة أصبحت مخترقة من المتمردين.

وفي الوقت الذي أنهت "عاصفة الحزم"، بقيادة السعودية ضد الحوثيين، يومها الـ12 ، فإن تشبث الميليشيات الحوثية وحلفائها على الأرض داخل عدن على الرغم من الرفض الشعبي لهم في المدينة الجنوبية سيحيّد غارات طيران التحالف التي حاولت منع تقدم المتمردين من خارج المدينة على مدار الأيام الماضية، حيث باتت المعارك تدور وسط الأحياء السكنية.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين الحوثيين من جهة واللجان الشعبية والأهالي في حيي المعلا والقلوعة وسط عدن، حيث استخدمت الميليشيات الحوثية الدبابات في قصف أحياء سكنية بشكل عشوائي، كما أضرموا النيران في عدد من المباني وألحقوا أضرارا بأخرى.

وسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على مقر الإدارة المحلية ومن بينها مكتب المحافظ في عدن، وسجلت حالة نزوح من السكان مع تردي الأوضاع المعيشية والخدمية بالمدينة التي تعد معقل أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي.

ويحاول المتمردون السيطرة على عدن، حيث استولوا الخميس الماضي على القصر الرئاسي قبل أن ينسحبوا منه فجر الجمعة تحت وطأة الغارات التي شنها التحالف.

غارات صنعاء

في هذه الأثناء، شنت مقاتلات قوات التحالف ليل السبت ـ الأحد غارات جوية غير مسبوقة استهدفت عددا من المواقع والمعسكرات بالعاصمة صنعاء كما استهدفت الضربات الجوية مناطق على طول حدود اليمن مع السعودية.

واستهدفت الغارات مقر المجلس السياسي للحوثيين، بمنطقة الجراف شمال العاصمة، كما تحدثت أنباء عن استهداف منازل لقيادات في الجماعة.

وقصف طيران التحالف معسكرات شمالي العاصمة منها معسكر الخرافي التابع للحرس الجمهوري المنحل، كما تم استهداف مقر الأمن القومي في منطقة صرف شمالي شرق العاصمة.

وفي الوقت الذي شن فيه الطيران غارات على معسكر "ثومة" التابع للحرس الجمهوري، استهدفت غارات في منطقة الجراف مبنى الإذاعة والتلفزيون المجاور للحي، كما تم استهداف مخزن للأسلحة في جبل نقم.

من جهة ثانية، قال سكان في صنعاء، إن الحوثيين نصبوا أمس نقاط تفتيش جديدة، وقطعوا عددا من شوارع العاصمة بعد اختفائهم أسابيع من معظم الشوارع، في انتشار غير مسبوق، بالتزامن مع حملة مداهمات لعدد من قيادات ونشطاء حزب الإصلاح، المحسوب على "الإخوان".

قتلى أبين

في غضون ذلك، قتل 24 شخصا من بينهم 21 مسلحا من الحوثيين في محافظة أبين.

وذكرت مصادر أن القتلى سقطوا خلال هجوم للجان الشعبية المؤيدة للرئيس هادي على مواقع يسيطر عليها الحوثيون في مدينة لودر، جنوب محافظة أبين.

إغاثة

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم "عاصفة الحزم" العميد أحمد عسيري مساء أمس أن "العمليات الإنسانية جزء من خطة التحالف" من دون الموافقة على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إقرار هدنة إنسانية مدة 24 ساعة لإيصال المساعدات.

وأعلن أن "طائرتين للصليب الأحمر ستصلان اعتبارا من غد"، وشدد على ضرور ايصال المساعدات إلى السكان لا للميليشيات.

استغراب سعودي

أعربت المملكة العربية السعودية عن استغرابها من اهتمام روسيا "المفاجئ" بتطورات الأوضاع في اليمن، ومع ذلك قالت إنها تؤيد اهتمام روسيا بالوضع الإنساني في اليمن.

وقال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، إن دول الخليج العربي رغم استغرابها لهذا الاهتمام "المفاجئ" من جانب موسكو إلا أنها تؤيد اهتمامها بالوضع الإنساني في اليمن.

اعتبر المعلمي في مقابلة مع قناة "الحدث" أن مشروع القرار الروسي يهدف إلى التشويش على مشروع القرار العربي الذي تستعد دول عربية لاستصداره من مجلس الأمن بشأن اليمن.

ودعا المعلمي روسيا للاستجابة للمقترح الخليجي الذي قُدِّم لـلمجلس، وينص على فرض حظر تقديم أسلحة لجماعة الحوثيين، بالإضافة إلى تغطية الجانب الإنساني.

وكانت روسيا قدمت أمس في مجلس الأمن مشروع قرار يلزم "عاصمة الحزم" بتطبيق "وقفات إنسانية" في قصفها على اليمن، لإجلاء المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية، وبينما قال المجلس إن أعضاءه يحتاجون إلى المزيد من الوقت لدراسة المشروع الروسي، اتهم وزير خارجية اليمن رياض المالكي مشروع القرار الروسي بالانحياز للحوثيين.

وساطة عمانية

إلى ذلك، ذكرت تقارير إيرانية اليوم أن طهران طلبت مساعدة سلطنة عمان لـ"وقف ضربات عاصفة الحزم فورا". وقالت التقارير إن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان سلم السلطات العمانية يوم الجمعة الماضي رسالة من الرئيس حسن روحاني تؤكد "ضرورة المساعدة في وقف الهجمات على اليمن فورا ومنع امتداد الحرب إلى المنطقة".

وأضافت أن الرسالة تطلب "التركيز على السبل السياسية" لإنهاء الأزمة.

من جهة أخرى، دان 262 من أصل 290 نائبا إيرانيا أمس "الهجوم الظالم للسعودية الذي يشكل اعتداء واضحا على شعب وبلد مستقل"، واتهموا الرياض بأنها "في خدمة أعداء الإسلام" بدلا من العمل من أجل "وحدة وعظمة المسلمين".

(عدن، صنعاء ــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)