يجتمع قادة أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا الأربعاء في مينسك في قمة الفرصة الأخيرة الهادفة إلى وقف عشرة أشهر من النزاع الذي أوقع أكثر من 5300 قتيل في شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا.

Ad

وهذا اللقاء بين المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورؤساء فرنسا فرنسوا هولاند واوكرانيا بترو بوروشنكو وروسيا فلاديمير بوتين يأتي بعد أسبوع من المشاورات الدبلوماسية المكثفة ونتيجة مبادرة السلام الألمانية-الفرنسية التي عرضت الأسبوع الماضي في كييف ثم في موسكو فيما تشتد المعارك في شرق أوكرانيا.

وقُتِلَ 45 شخصاً على الأقل بينهم جنود ومدنيون ومتمردون في المعارك والقصف في الساعات الـ 24 الماضية.

والرئيس الأوكراني الذي وصل إلى السلطة بوعد بإنهاء الحرب واستعادة المناطق المتمردة، قال أن قمة مينسك تقدم "إحدى الفرص الأخيرة لإعلان وقف اطلاق نار غير مشروط وسحب الأسلحة الثقيلة".

ويشارك بوروشنكو الخميس في القمة الأوروبية في بروكسل لعرض الوضع في بلاده غداة اجتماع مينسك كما أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

وأكد قصر الأليزيه اليوم أن هولاند وميركل سيتوجهان إلى مينسك "من أجل بذل كل الجهود حتى النهاية" لايجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية.

من جهتهم بحث الانفصاليون الموالون لروسيا على مدى ساعتين في مينسك الوضع مع موفدين من كييف وممثلين عن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ثم عرض المتمردون اقتراحاتهم لتسوية النزاع على مجموعة الاتصال التي اجتمعت أيضاً مساء الثلاثاء في مينسك.

وبحسب موفد جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد دنيس بوشيلين فإنه "من المبكر جداً الحديث عن وقف إطلاق نار"، رافضاً الكشف عن مضمون اقتراحاته.

من جهته أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات هاتفية مع نظيره الروسي وكذلك مع بوروشنكو.

وفي بيان أعلن البيت الأبيض مساء الثلاثاء أنه "إذا واصلت روسيا أعمالها العدوانية في أوكرانيا وخصوصاً عبر ارسال جنود وأسلحة وتمويل المتمردين، فإن الثمن الذي ستدفعه روسيا سيزيد".

بدوره، تشاور وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير هاتفياً بعد ظهر الثلاثاء مع نظيريه الروسي والأوكراني "للدعوة إلى تسوية في القضايا الصعبة"، بحسب المصدر نفسه.

ومساء الثلاثاء، دعا شتاينماير مختلف الأطراف المعنيين بالمواجهات في أوكرانيا إلى عدم نسف قمة مينسك.

وميدانياً، قُتِلَ خمسة مدنيين على الأقل في قصف مدفعي أصاب محطة حافلات صباح اليوم الأربعاء ومصنع معادن في دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا.

كما أعلن الجيش الأوكراني مقتل 19 من جنوده على الأقل في الساعات الـ 24 الماضية بينهم خمسة خلال الهجوم الصاروخي مساء أمس الثلاثاء على كراماتورسك حيث مقر قيادة الجيش في الشرق الانفصالي.

وهذا الهجوم أوقع ما مجموعه 16 قتيلاً من عسكريين ومدنيين في هذه المدينة الصناعية التي تعد 200 ألف نسمة واستعادها الجيش الأوكراني من أيدي المتمردين في يوليو وكانت بمنأى عن المعارك منذ ذلك الحين.

وأعلنت الخارجية الأوكرانية في بيان أن روسيا "مسؤولة عن هذا الهجوم في وقت يظهر فيه أمل ضئيل بتسوية الأزمة وإعادة السلام إلى منطقة دونباس".

ولقاء مينسك سيكون أول قمة تشمل قادة الدول الأربع الذين سبق أن اجتمعوا في النورماندي في يونيو ثم في ميلانو في أكتوبر على هامش لقاءات دولية.

وتهدف الخطة الفرنسية الألمانية إلى ضمان تطبيق اتفاقات السلام التي تم التوصل إليها في سبتمبر في مينسك وتلحظ توسيع الحكم الذاتي في مناطق المتمردين مع ابقاء خط الجبهة الحالي وإقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض خمسين إلى سبعين كلم قبالة الخط المذكور.

لكن كييف رفضت مراراً ابقاء خط الجبهة الحالي، علماً بأن الانفصاليين احتلوا 500 كلم مربعة إضافية منذ سبتمبر.

وثمة بند خلافي آخر يتصل بـ"وضع الأراضي" التي سيطر عليها الانفصاليون، ففي حين تشدد موسكو على تشكيل اتحاد ترفض كييف هذا الأمر وتعتبره محاولة من الكرملين لفرض هيمنة على قرارات كييف.

وإحدى النقاط الرئيسية الأخرى في خطة السلام الأوروبية هي مراقبة الحدود الأوكرانية الروسية في الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، فكييف تطالب بالسيطرة عليها بالتعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لكن موسكو تريد من أوكرانيا الاتفاق مع المتمردين حول هذه النقطة بحسب مصدر حكومي أوكراني.