نخاسة أم نحاسة؟

نشر في 22-11-2014
آخر تحديث 22-11-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب عندما ظهر نور الإسلام على أرض الجزيرة، انتهى بذلك الظهور، زمن الرق والاستعباد، انتهى زمن الظلم والإهانة، فمالي أرى ذلك الزمن يعود إلينا شيئاً فشيئاً... ولكن بوجه جديد؟!

في ذلك الزمان كان السيد عندما يشترى العبد أو الأمَة، لا يخرجان من سيادته عليهما إلا بأحد الأمور التالية: أن يباع لشخص آخر، أسر العبد أو سبي الأمة، العتق من قبل السيد، وقد تكون هناك طرق أخرى غير التي ذكرت (لا أعلمها)، المهم في الأمر أن العبد أو الخادم يظل يخدم سيده إلى ما شاء الله، ولا يمكنه أن يهرب ليعمل عند رجل آخر، ولا يستطيع أن يذهب إلى قومه ليعتقوه بالقوة، بل عليهم أن يدفعوا لسيده مقابل حريته وعتقه.

عملية بيع العبيد والخدم في ذلك الزمان كانت تسمى بـ "النخاسة"، هذه العملية تبدلت في زمننا هذا إلى عملية أقرب ما يمكن أن نطلق عليها "النحاسة" بالفعل، فما تقوم به مكاتب الخدم والملطفة باسم "مكاتب العمالة المنزلية" أكبر نحاسة ونخاسة والريحة فايحة.

فعلى كثرة مكاتب "الخدم" والطلبات التي تكون عندها، إلا أن أسعار الخدم في ارتفاع كارتفاع العقار، والمعادلة التي نفهمها ونعمل بها أنه إذا كان المعروض أكثر من المطلوب فمن الطبيعي نزول السعر، أما ما يحدث في مكاتب الخدم فضرب من الخيال والجنون.

وهنا تساؤل يطرح نفسه: ما هو دور الحكومة في هذا الابتزاز الواضح وغير الشرعي واللاقانوني، فلقد تبدل الحال من بعدما كان الخادم يطلب عتقه وحريته من سيده، فأصبح السيد في هذا الزمان يطلب رحمته من ابتزاز الخادم.

نقول للحكومة: افتحوا الباب لجنسيات أخرى غير الموجودة، وحددوا الأسعار، ولا تسمحوا لمكاتب الخدم بالتلاعب بالأسر، فالأمر جد خطير ووصل إلى ذروته، والمواطن بسيط الدخل سيصل إلى مرحلة "الله يكون في عونه".

افتحوا الملف، وابحثوا في الأوراق، وستجدون العجب العجاب في هذا الملف، المليء بالقضايا وأكثرها ابتزازاً ونصباً واحتيالاً... وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top