طوال أشهر كان يفترض أن تضع «تويتش»، وهي خدمة ألعاب فيديو، اللمسات النهائية على اتفاق مع شركة غوغل.

Ad

وقد تغيّر توجه «تويتش» الآن، وتم إبرام اتفاق مع شركة أمازون. وتعد هذه الصفقة النقدية التي بلغت 970 مليون دولار أكبر عملية استحواذ في تاريخ أمازون.

 وقال الرئيس التنفيذي لـ «تويتش»، في بيان له، إن الشركة سوف تستمر في العمل بصورة مستقلة.

وتوجد بضعة أسباب تفسر رغبة أمازون في الاستحواذ على تويتش، والبعض منها حددته «أمازون»، فيما البعض الآخر أكثر عمومية. يتمثل السبب الأول في أن «تويتش» موقع انترنت يشاهد الناس فيه أشخاصاً آخرين وهم يمارسون ألعاب الفيديو.

 والبعض من اللاعبين من الخبراء، والبعض الآخر ليس على تلك الدرجة من البراعة.

وكي تفهم سبب دفع «أمازون» ذلك المبلغ من أجل مثل هذا الموقع، يتعين عليك أن تتقبل حقيقة واحدة: الناس يحبون مشاهدة الآخرين وهم يمارسون ألعاب الفيديو. وهذه حقيقة على الرغم من أنها تحيّر العديد من غير اللاعبين.

لدى «تويتش» التي أسست في سنة 2011 كجزء من «جستن تي في» التي توقف نشاطها الآن 55 مليون مستخدم شهرياً بصورة حصرية، و7 ملايين يدخلون على الموقع يومياً. وفيما تشتهر فترات الترفيه على الشبكة العنكبوتية بالقصر، فإن مستخدمي «تويتش» يتابعون المشاهدة لحوالي ساعتين يومياً بمعدل وسطي. وأي شركة تجتذب ذلك المستوى الواسع من المشاركة سوف تروق لأوساط الاستحواذ في وادي السيلكون، لأن الإعلانات الى أولئك الأشخاص سوف تكون مجزية للغاية. وتهتم شركة أمازون بصورة متزايدة ببناء أعمالها الإعلانية.

الى ذلك، فإن تلك الشركة مهتمة بالألعاب بقدر يفوق منافساتها في صناعة الإعلام الرقمي، وقد بدأت بتشغيل الاستديو الخاص بها للألعاب في سنة 2012 وعززت قدرات التطوير هذه عندما اشترت دوبل هيلكس – وهو مطور ألعاب لـ 75 شخصاً – في وقت سابق من هذه السنة.

وعندما طرحت «أمازون» انتاجها من تلفاز فاير الذي تحدت به تلفاز أبل، طرحت معه أيضاً جهاز تحكم باللعب، اضافة الى تحكم قياسي عن بعد. وكانت استديوهاتها تقدم مادة حصرية الى أجهزة اللعبة الجاهزة لشركة أمازون، والتي اشتملت أيضاً على هاتف ذكي وقرص. ويقول برايان بلو، وهو محلل لدى غارتنر، إن على الشركة أن تقوم بضربتها الكبيرة في الألعاب «واستثمارها في تويتش سوف يتفوق على كل ما قامت به في هذا الصدد».

وقد يكون من الأفضل النظر الى «تويتش» ليس على شكل الخطوة التالية في خطة أمازون للتحول الى امبراطورية ألعاب، بل كأحدث خطوة لها نحو للسيطرة على برامج الفيديو التي يود الناس مشاهدتها.

ثم إن «تويتش» هي المكان الذي يشاهد الناس فيه ألعاب الفيديو وليس ممارستها – وذلك يحدث على الحواسيب وبلاي ستيشن وإكس بوكسز.

ويوجد البعض من الاختلافات المثيرة للاهتمام بين «تويتش» وأحد البرامج التي تنتجها شركة أمازون مثل «ألفا هاوس»، ويتمثل الجانب الرئيسي هنا في بث تويتش لمستوى قوي من التفاعل بين المشاهدين عبر محادثات على الهواء. وفي أغلب الأحيان يتفاعل المذيع مباشرة مع الجمهور أيضاً. وهذه التجربة من المشاهدة أثناء الحوار هي ما يظن العديد من المعنيين بمستقبل التلفاز أننا سوف نشاهده على الفيديو في المستقبل.

وليس من الواضح بعد أن الناس يريدون مشاهدة كل شيء بهذه الطريقة – والناس الذين يشاهدون ألعاب الفيديو يحبون ذلك.

وهكذا تقدم «تويتش» الى أمازون جانباً إضافياً الى أعمالها في لعبة الفيديو وكذلك الرقمية منها، كما أنها تضيف شبكة اجتماعية فريدة الى الخطط الإعلامية للشركة. وقد حصلت «أمازون»، من خلال شراء «تويتش»، على شيء كانت غوغل تريده ولم تتمكن من نيله.        

*بزنس ويك