تحديث 1

Ad

أعلنت الولايات المتحدة الأحد أنها شنت ضربات جوية ضد جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق السنية دعماً للقوات العراقية التي تدافع عن سد رئيسي موسعة بذلك نطاق حملتها الجوية التي بدأت قبل شهر.

وأطلق مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً في العراق في يونيو واستولوا على عدة مناطق ما دفع بالولايات المتحدة إلى بدء حملة الضربات دعماً للقوات العراقية والميليشيات التي تتصدى لهم.

والرئيس الأميركي باراك أوباما الذي بنى مسيرته السياسية على أساس معارضته الحرب في العراق ووعده بانهائها، يحاول تشكيل تحالف دولي لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر أيضاً على مواقع كبرى في سورية المجاورة.

وحدد أوباما خلال قمة الحلف الأطلسي الجمعة إطار خطة لتشكيل تحالف واسع من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية.

وعبر المجتمع الدولي عن مخاوفه حيال هذا التنظيم الذي نفذ العديد من عمليات القتل والخطف واستهداف الأقليات الدينية في المناطق التي استولى عليها في العراق وسورية.

لكن قطع رأسي الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف الذي تبناه التنظيم، زاد من موجة الاستنكار الواسعة في الغرب لممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" وأعطى زخماً أكبر للتحرك ضده.

وتتخوف عدة دول غربية أيضاً من أن يعود مواطنوها الذين يذهبون للقتال في سورية إلى بلادهم وشن هجمات فيها.

وما يؤكد هذه المخاوف، أن صحافياً احتجز رهينة في سورية قال أن أحد خاطفيه كان مهدي نموش الفرنسي من أصل جزائري الذي يشتبه في أنه أطلق النار على المتحف اليهودي في بروكسل ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى هم اسرائيليان وسيدة فرنسية متقاعدة وبلجيكي يعمل في المتحف.

والأحد شنت الولايات المتحدة غارات جوية دعماً للقوات التي تدافع عن سد حديثة في غرب العراق وقصفت مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" موسعة نطاق حملتها الجوية إلى جبهة جديدة.

وقالت القيادة الأميركية الوسطى "بطلب من حكومة العراق، هاجمت قوات الجيش الأميركي ارهابيي الدولة الإسلامية قرب حديثة في محافظة الأنبار دعماً للقوات الأمنية العراقية والعشائر السنية التي تقوم بحماية سد حديثة".

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان "لقد نفذنا هذه الضربات لمنع الإرهابيين من ممارسة تهديد إضافي لأمن السد الذي يبقى تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية بدعم من عشائر سنية".

وأضاف "إن احتمال فقدان السيطرة على السد أو انهياره الكارثي والفيضانات التي يمكن أن تنجم عن ذلك، كانا ليهددا الموظفين الأميركيين ومنشآت في بغداد ومحيطها إلى جانب آلاف المواطنين العراقيين".

وهي المرة الأولى التي تشن فيها واشنطن ضربات جوية دعما للميليشيات السنة منذ أن بدأت حملتها الجوية في العراق في 8 أغسطس.

وكانت الضربات السابقة نفذت بشكل خاص دعماً للقوات الكردية في الشمال رغم إن واشنطن قدمت الشهر الماضي دعماً جوياً محدوداً للجيش والميليشيات الشيعية في جنوب البلاد أثناء محاولتها فك الحصار عن بلدة آمرلي التركمانية الشيعية.

والسدود كانت هدفا رئيسياً لـ "الجهاديين" في الآونة الأخيرة، وسبق أن شن الجيش الأميركي غارات جوية جديدة على مواقع لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب سد الموصل الاستراتيجي في شمال العراق.

وإلى جانب الضربات الجوية أرسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين إلى العراق فيما وعدت مع عدة دول بإرسال أسلحة إلى القوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان العراق رحب بمساعي أوباما لتشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لوكالة فرانس برس السبت "أننا نرحب" بهذه الخطة، مضيفاً بأن بلاده "دعت مراراً شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها لأن هذا التهديد بالغ الخطورة، ليس لشعب العراق أو المنطقة فحسب بل لأوروبا وأميركا والحلف الأطلسي".

وأضاف "أنها معركتنا في النهاية، لكننا بحاجة إلى دعم، فقدراتنا محدودة ونحن نحتاج إلى المساعدة لتعزيز هذه القدرات".

وتابع "لا أحد يتحدث عن إرسال قوات برية في هذه المرحلة، هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الأكراد (البشمركة) وقوات الأمن العراقية وأيضاً لتأمين معلومات استخباراتية واستطلاعية".

من جهته، بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" وذلك قبيل الاجتماع الوزاري للجامعة في القاهرة الأحد المخصص لبحث التغيرات في المنطقة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن كيري والعربي "بحثا ضرورة أن تتخذ الجامعة العربية وأعضاؤها موقفاً قوياً في التحالف الذي يجري تشكيله في مواجهة "الدولة الإسلامية"".

وأضاف أنهما "بحثا أيضاً أهمية القيام بتحرك حازم لوقف تدفق المقاتلين الأجانب والتصدي لتمويل +الدولة الإسلامية+ ومحاربة التحريض الذي تقوم به".

واتفقا على أن العراق في مقدمة المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "وأن الولايات المتحدة والمنطقة والمجموعة الدولية يجب أن يتعاونوا لمساعدة العراق في مواجهة هذا التهديد".

ومن الجانب الآخر من الحدود العراقية، قتل ما لا يقل عن 53 شخصاً معظمهم من المدنيين في غارات شنها السبت الطيران السوري على محافظة الرقة، معقل الدولة الإسلامية في شرق سورية، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واستهدفت الغارات خصوصاً مبنى يضم محكمة إسلامية انشأها تنظيم الدولة الإسلامية ومعسكر تدريب، وأشار المرصد إلى أن 24 من القتلى قضوا في غارة استهدفت أحد الافران.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

قال مسؤول أميركي، الأحد، إن الطائرات الأميركية بدأت بقصف مواقع لمقاتلي "تنظيم الدولة" قرب سد حديثة في عملية تهدف إلى منع "المتشددين" من تهديد القوات العراقية.

ونقلت رويترز عن المسوؤل قوله: "بناء على طلب الحكومة الأميركية، وتمشيا مع مهمتنا في حماية الموظفين والمنشآت الأميركية، بدأت الطائرات في قصف إرهابيي" تنظيم الدولة قرب سد حديثة.

وحسب المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، فإن الضربات الأميركية ترمي "إلى منع الإرهابيين من تهديد قوات الأمن العراقية التي تسيطر على السد" الواقع في غرب العراق.

بدورها، قالت مصادر أمنية عراقية لـ"سكاي نيوز عربية" إن الطائرات الأميركية قصفت "سبعة أهداف مختلفة لمسلحي تنظيم الدولة.. من بينها أرتال كانت تتحرك باتجاه قضاء حديثة" غربي الأنبار.

وكانت طائرات الجيش الأميركي شنت، يومي الجمعة والسبت، ضربتين جويتين جديدتين، دمرتا سبع آليات للتنظيم شمال العراق، كما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية المكلفة منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وتسعى واشنطن، التي شنت 133 ضربة منذ الثامن من أغسطس في العراق، إلى إقامة تحالف دولي يتولى قيادة الحرب على "تنظيم الدولة" الذي قتل صحفيين أميركيين أخيرا.

وشنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، غارات جوية عدة على مواقع لمقاتلي "تنظيم الدولة" قرب سد الموصل الاستراتيجي في شمال العراق، على مدار الأسبوع الماضي.

وأكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أخيرا، أن الأولوية هي ضمان دحر التقدم الذي أحرزه "تنظيم الدولة" في العراق، مشددا على تواصل الضربات الجوية الأميركية في العراق.