وكيل «الأزهر» لـ الجريدة•: «داعش» خرج عن «الصحيح» ولا جدوى من تكفيره

نشر في 17-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-12-2014 | 00:01
No Image Caption
«الإرهابيون مفسدون والتصدي لهم واجب ولو قتلاً... والإلحاد ليس متفشياً ونتعاون مع الكنيسة لمواجهته»
دافع وكيل الأزهر الشريف، د. عباس شومان، عن موقف المؤسسة الدينية الرافض لتكفير تنظيم «داعش»، مطالباً الدولة بالتصدي للإرهابيين، ولو وصل الأمر إلى «القتل الجماعي»، كاشفاً في مقابلة مع «الجريدة» عن تنسيق بين الأزهر والكنيسة المصرية للتصدي لظاهرة الإلحاد، مشدداً على جهود الأزهر لاستبدال «التفكير» بـ «التكفير» في أوساط الإسلام السياسي.

• ما رأيك في الهجوم على موقف الأزهر الرافض لتكفير «داعش»؟

- التكفير مسألة في غاية الخطورة، ولا يمكن للأزهر كمؤسسة كبيرة وعريقة التجرؤ عليها، فالذين يهاجمون «داعش» لأنهم يطلقون أحكام التكفير بسهولة يلومننا الآن، لأننا لم نفعل الأمر ذاته، فشرعا لا يجوز «التكفير بالعموم»، فلا يمكن تكفير دولة أو فصيل كامل أو تيار بكل من فيه، ويستلزم إصدار حكم الكفر من قاض وليس شيخاً أو هيئة أو حتى مؤسسة كالأزهر، نحن مطمئنون تماما لموقفنا، علاوة على أننا لسنا في حاجة إلى الالتفات إلى «داعش» أو تكفيره! ما الذي سنجنيه من الدخول في معارك جانبية لا طائل منها؟

• ما هو دور الأزهر تجاه الجماعات التكفيرية داخل مصر؟

- نعتبر تلك الجماعات في كل مكان من «البغاة المفسدين في الأرض» داخل مصر وخارجها، ونرى أنه يجب ردعهم بكل قوة، حتى لو استلزم الأمر «قتلهم جميعا»، فأي شخص يروع الآمنين يكون مصيره القتل، ولو لم نستطع أن نجزم بكفرهم من عدمه، ولكن تصرفاتهم تخرجهم من دائرة «الإسلام الصحيح» على الأقل، ويجب أن تتبنى الدولة هذا الموقف، وسنكون خلفها مباشرة لمنع شرهم، حتى لو اضطرت إلى قتلهم بشكل «جماعي».

• ماذا عن السجال بين السلفيين والأزهريين؟

-حريصون حتى الآن على عدم فتح خط للمواجهة مع السلفيين، لأنهم يريدون أن يستدرجوننا إلى نزاع يختلط فيه الدين بالسياسة، لأننا نرى وجودهم من الأساس لأهداف سياسية وصولية بحتة، ونحن مؤسسة دعوية مستقلة، نخدم جميع أهل السنّة داخل مصر وخارجها، وفي حال مثّل السلفيون تهديداً ضد الدولة، سننحاز إليها فورا، لأننا نولي الاستقرار والحفاظ على السلم الاجتماعي اهتماما بالغا.

• ما العلاقة بينكم وبين جماعة «الإخوان» الإرهابية حالياً؟

-حاولوا اختراق الأزهر من قبل، لكن ثقتنا بوعي المصريين دائما جاءت في محلها، وهم يحاولون الآن العودة عن طريق الدعوة، ولكن سنتصدى لهم، ورغم قلة أعداد الدعاة في الأزهر والذين هم في الحقيقة «وعاظ» أكثر من اضطلاعهم كاملا بدور الدعوة، فإننا نعتمد في ذلك على «وزارة الأوقاف» التي تمتلك حشدا كبيرا من الدعاة الموكل لهم دور تنويري روحاني يتصدى للتفكير المتشدد.

الأزهر لديه بيان واضح بكيفية التعامل مع هؤلاء، واستراتيجية متكاملة لضبط الخطاب الديني، سواء فوق المنابر أو بين المواطنين العاديين وما يعرض على الفضائيات الدينية، وبذلك نساهم في حصار التفكير المتشدد وإجهاض تحركات الجماعات الإرهابية كافة.

• لماذا يتورط طلاب من جامعة الأزهر في أعمال عنف وتخريب؟

-أرى الأزمة في الجيل بأكمله، ولا تقتصر على شريحة طلاب الأزهر، تلك الثقافة دخيلة على روح الأزهر، وطلابه الذين يشهد لهم التاريخ بأنهم صروح شامخة وأسماء بحجم خالد محمد خالد والإمام محمد عبده ورفاعة الطهطاوي، وصولاً إلى الإمام الشعراوي، يجب علينا بذل مجهود مضاعف لاستعادة الصورة الصحيحة عن طلاب الأزهر.

• ما رأيك في ظاهرة الإلحاد؟ وهل تتفشى؟

-هي ظاهرة مرتبطة بالعصر الذي نحياه، وتطور التكنولوجيا أتاح التقارب فكرياً مع شعوب الغرب المادية من ناحية، وأتاح مزيدا من وسائل التعبير والإفصاح عن ذلك، ولكن الأعداد وتناميها من عدمه لا تشير بالضرورة إلى تفشي الظاهرة وتمكنها من مفاصل مجتمع ما، والأزهر ينسق مع الكنيسة المصرية للتصدي لهذه الظاهرة.

• كيف يستعيد الأزهر دوره في جميع مناحي الحياة؟

أدركنا أننا لم نكن نتابع سياقات العولمة وخطاب الانفتاح على العالم كله، ونركز جهودنا حاليا على نتاج نماذج أزهرية لديها مقومات التنوير والمعرفة ومواكبة كل تصور جديد يدور في عقل العالم، وبذلك نستطيع إيجاد حلول للعديد من المشكلات التي وقفت عائقا أمام قدرة الأزهر على الوجود ولعب دور مناسب.

back to top