في خطوة لوقف نزيف دم المدنيين الأبرياء، أوقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قصف المدن العراقية حتى إن وجد فيها عناصر من "الدولة الإسلامية"، للحد من الغضب الشعبي لسقوط مدنيين خلال قصف هذه المدن التي يسكنها عراقيون من الطائفة السنية.

Ad

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنه أصدر أوامر قبل يومين بوقف القصف على جميع المدن التي يوجد فيها مدنيون حتى إن وجدت فيها عناصر مما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" المعرف بـ"داعش"، مضيفاً: "لأننا لا نريد المزيد من الضحايا الأبرياء الذين يستخدمونهم دروعاً بشرية".

وقال العبادي خلال "المؤتمر الوطني للنازحين قسراً" أمس، إن "الدولة لن تتوقف عن ملاحقة الإرهابيين في كل المناطق"، مؤكدا أن "الدعم الدولي يزيد من إصرار العراق على حسم المعركة ضد تنظيم داعش قريباً".

وأعلن تنفيذ سلسلة إجراءات ميدانية لحسم مشكلة إسكان النازحين خلال ثلاثة أشهر، موضحاً أن "الوحدات العسكرية والمتطوعين غيروا المعادلة في الحرب ضد الإرهاب".

ورحب ائتلاف "متحدون للإصلاح" (السني) بمبادرة العبادي، وقال إنها "بادرة طيبة وإجراء حكيم يستحق التقدير".

وأضاف الائتلاف الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي "وفي الوقت الذي يحيي فيه ائتلاف متحدون هذا القرار، فإنه يأمل توفير المناخات الإيجابية في عودة النازحين ودعمهم ومساعدتهم في إعمار ما دمرته العمليات العسكرية"، معتبراً أن "هذا أمر يساعد بكل تأكيد في محاصرة المجاميع الإرهابية وعزلها واستهدافها من قبل أبناء المناطق أنفسهم".

الحكيم

وفي السياق، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم في كلمته خلال المؤتمر أمس، إن "نزوح المواطنين من مساكنهم هو النتيجة الطبيعية لتمدد الإرهاب والتلكؤ في معالجته والإخفاق في الحلول السياسية والالتحام بالمشروع السياسي الجامع والمطمأن لكل المكونات"، لافتاً إلى أهمية "العمل على اعتبار التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية وتوثيقها لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة".

وأضاف الحكيم أن "ثلث مساحة وطننا تحت سيطرة الإرهاب والجريمة المنظمة، وأن الملايين من أبناء شعبنا نزحوا وتهجروا من مدنهم"، معتبراً "أننا نحن أمام كارثة إنسانية يجب أن نرتقي بتعاملنا معها".

وشدد على أنه "يجب إبعاد ملف النازحين عن التجاذبات والاستغلال السياسي"، داعياً إلى "استثمار الزخم الدولي في مواجهة الإرهاب الداعشي الذي احتضن أعضاءً من أكثر من 80 دولة أصبحوا متمرسين على الجريمة".

الجبوري

في غضون ذلك، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الغارات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية ينبغي ألا تؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين.

وقال الجبوري خلال مقابلة لهم مع "رويترز" بعد لقائه كيري: "الحقيقة القيد الوحيد الذي اتحدثنا عنه في استخدام القصف أن يكون مركزا ومحددا وعلى مجاميع إرهابية"، مضيفا أن ‬‬‬‬"القصف العشوائي الذي يستهدف المواطنين هذا أمر نرفضه بطبيعة الحال، ولا نعتبره ممارسة عسكرية هادفة، لأنه سيدفع ضريبتها الأبرياء، وبالتالي الحقيقة سنخسر أرواحاً كثيرة من المواطنين وتزداد نقمتهم".

كما حذر الجبوري من التهديد الذي تمثله الميليشيات الموالية للحكومة، خصوصا أن العبادي وجه المديح والانتقادات للميليشيات المرتبطة بشكل فضفاض بالقيادة العسكرية، لكنها تتصرف على الأرض دون إشراف يذكر من القوات الأمنية، متعهداً بضم أفراد الميليشيات إلى قوات الأمن، وهو تحرك يؤيده الجبوري.

وقال رئيس البرلمان: "على رئيس الوزراء الذي يرفض وجود الميليشيات أن يعمل على إنهائها من خلال تقنينات، واحدة منها هي أننا قد نعمد لإيجاد تشريع خاص بهذا الإطار نقضي من خلاله على المجاميع الإرهابية وعلى المجاميع الإجرامية التي تحمل السلاح، وأحيانا تصبح حالة شاذة في بناء الدولة ومكوناتها"، مضيفا: "بالتالي لا أقول إن القضية سهلة وقد تنتهي خلال فترة قصيرة ولكن قطعا ستنتهي أو سينتهي وجود الميليشيات بقوة الدولة. كلما حرصنا على أن نحترم مكوناتها ومؤسساتها سيقضي ذلك بشكل تدريجي على وجود الميليشيات والمجاميع الإرهابية".

قتلى «داعش»

إلى ذلك، أعلنت مصادر عسكرية عراقية أن طيران الجيش العراقي شن غارات جوية فجر أمس على مواقع تابعة للمسلحين في مناطق جبال حمرين التابعة لناحية السعدية شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى، ما أسفر عن مقتل 25 مسلحا بينهم قيادات من جنسيات عربية وإصابة 20 آخرين وتدمير عجلتين ومنزلين يحتويان على أسلحة مختلفة وبراميل متفجرة تضم مادة سي فور".

وفي بيجي ذكرت الشرطة العراقية أن النيران اندلعت أمس في خزان للنفط الخام بعد قصف لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" استهدف مصفاة التكرير في بيجي.

ويأتي القصف بعد ثلاثة أيام من زيارة قام بها وزير النفط العراقي الجديد عادل عبدالمهدي للمصفاة المتوقفة بشكل كامل عن الإنتاج بسبب تهديدات المسلحين المتكررة للمصفى.

خطف 50

وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن مسلحين تابعين لـ«داعش» قاموا أمس باقتحام عدة منازل واختطفوا نحو 50 شخصاً من عناصر الصحوات السابقين ومنتسبي وضباط الشرطة والجيش، وبعض الوجهاء في ناحية الرياض غرب كركوك.

ومن بين المختطفين قائد صحوة ناحية الرياض الرائد خالد عبدالله،  إلى جانب امرأتين إحداهمها زوجة أحد أبرز قيادات حزب «البعث» السابق.

(بغداد ـ أ ف ب، رويترز)