أجرى الرئيس باراك أوباما مساء أمس الأول، سلسلة اتصالات بزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتهم سمو أمير البلاد، كما بدأ حملة واسعة لحشد التأييد لاتفاق لوزان بشأن البرنامج النووي الإيراني.

Ad

بعد اتصاله بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول اتصالاً هاتفياً بسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وزعماء البحرين وقطر والإمارات لـ "إطلاعهم على تفاصيل اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه مع إيران"، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان.

وأضاف البيان، أن أوباما دعا زعماء دول مجلس التعاون الخليجي إلى لقائه في منتجع كامب ديفيد لبحث الاتفاق المبدئي مع طهران.

وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس، إن سمو الأمير تلقى اتصالاً هاتفياً مساء أمس الأول في مقر إقامته في ألمانيا من أوباما، جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وبحث مجمل القضايا السياسية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، متمنياً لسموه  دوام الصحة وموفور العافية.

وأضافت أن سمو الأمير، أعرب لأوباما عن "تقديره لهذا التواصل الذي يجسد عمق أواصر العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الصديقين، راجياً له موفور الصحة وتمام العافية".

كيري

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى أمس الأول، اتصالاً مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي. وذكرت الأمانة العامة للمجلس في بيان، أنه جرى خلال الاتصال بحث اتفاق الإطار السياسي الذي توصلت إليه دول مجموعة "5+1" مع طهران بشأن ملفها النووي. مضيفة أن كيري قدم لوزراء خارجية دول مجلس التعاون إيجازاص عما تم التوصل إليه، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار دول مجلس التعاون.

أوباما يحشد الدعم

إلى ذلك، طمأن أوباما الأميركيين أمس، إلى أن اتفاق الإطار النووي الجديد مع إيران "جيد". وبدأ حملة تهدف إلى حشد التأييد الشعبي لهذا الاتفاق الذي يعارضه كثيرون في مقدمتهم الأغلبية الجمهورية في مجلسي الكونغرس.

وبعد يوم من إجراء اتصالات هاتفية بكبار المشرعين الأميركيين بهدف حشد التأييد لاتفاق لوزان، روج أوباما لفكرة أن الاتفاق سيضمن أن خصم واشنطن منذ أمد بعيد، لن يكتسب سلاحاً نووياً.

وقال أوباما في كلمة أسبوعية عبر الإذاعة والإنترنت أمس، "إنه اتفاق جيد... اتفاق يفي بأهدافنا الأساسية بما في ذلك وضع قيود صارمة على البرنامج الإيراني وقطع كل طريق قد تسلكه إيران لتطوير سلاح نووي".

وأضاف: "هذا الاتفاق يمنع إيران من الحصول على البلوتونيوم اللازم لعمل قنبلة. إنه يغلق الطريق أمام تصنيع إيران قنبلة باستخدام اليورانيوم المخصب".

وقال أوباما في خطابه الأسبوعي، إنه "كرئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة، أعتقد وبقوة أن الخيار الدبلوماسي عبر اتفاق شامل وطويل الأمد كهذا، هو بشكل كبير الخيار الأفضل".

وأضاف، أنه يتوقع "جدالاً واسعاً" حول الاتفاق في الولايات المتحدة، مؤكداً أنه سيبقي الكونغرس على بينة من "مضمون الاتفاق".

وقال، "إذا احتالت إيران، فان العالم سيعلم. إذا رأينا شيئاً مثيراً للريبة، سنتحقق منه"، مضيفا "إذاً هذا الاتفاق لا يعتمد على الثقة، بل على التحقق غير المسبوق".

ويأمل البيت الأبيض أن يساعد دعم الشعب الأميركي لجهود المفاوضات في التأثير على المشرعين المتشككين. وسيقوم الرئيس ومسؤولون بالإدارة بحملة صعبة للترويج للاتفاق في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وقال البيت الأبيض، إن أوباما انتهى من إجراء اتصالات هاتفية بحلول بعد ظهر أمس الأول، مع رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر، وكذلك زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل، وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد.

وفي كلمته أشار أوباما، إلى أن الاتفاق سيلزم إيران بالخضوع لعمليات تفتيش والشفافية لسنوات عديدة. وقال أوباما "هذا اتفاق طويل الأمد بقيود صارمة على برنامج إيران لأكثر من عقد وبإجراءات شفافية لم يسبق لها مثيل تستمر 20 عاماً أو أكثر".

وعن فرض التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية يونيو المقبل، قال الرئيس الأميركي: "النجاح غير مضمون، لكن اليوم لدينا فرصة تاريخية لمنع انتشار الأسلحة النووية في إيران، وأن نفعل ذلك بطريقة سلمية، ومن خلفنا المجتمع الدولي بحزم".

إيرانيون معارضون

وفي طهران قال حسين شريعتمداري، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن "اتفاق لوزان بين إيران ومجموعة 5+1 وُلد ميتاً"، وقال أمس الأول: "هذا الاتفاق يعني أننا سلمنا الحصان واستلمنا عنانه فقط".

من ناحيته، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني منصور حقيقت بور، إن "مكاسب الغرب كانت أكثر مما حققه الجانب الإيراني" مضيفاً: "إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف والفريق النووي المفاوض تجاوزوا على البرلمان، حيث يتطلب التوقيع على البروتوكول الإضافي موافقة النواب".

وطرحت وسائل الإعلام الإيرانية أمس العديد من الأسئلة بشان الاتفاق، خصوصاً بشأن الجدول الزمني الذي لايزال غير واضح لرفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.

وأبدت الصحف المحافظة شكوكها في النتائج التي تحققت في سويسرا، مستفيدة من صمت المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في هذا الملف.

من جانبها، أشادت الصحف الإصلاحية والمعتدلة بعمل المفاوضين الإيرانيين بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في حين أشارت الصحف المحافظة باصبع الاتهام إلى التأويلات المختلفة المحتملة والتي لا تخدم إيران، لوثيقة لوزان.

ولفتت وكالة «فارس» إلى الاختلافات بين النص المقدم من الوفد الإيراني ونص وزارة الخارجية الأميركية.

وتساءلت صحيفة «إيران نيوز» في صفحتها الاولى «من الرابح؟».

وتكفلت «فاتان امروز» (محافظة) بالرد مؤكدة أن «هناك اختلافا كبيرا بين ما نعطيه وما نحصل عليه من اتفاق لوزان».

واعتبرت «جافان» المعروفة بقربها من الحرس الثوري «ان النصر سيكمن في الصراع بين مختلف التفسيرات» للاتفاق على الاطار.

وقالت صحيفة «كيهان» المتشددة بلهجة ساخرة «إنه اتفاق يكسب فيه الجميع: برنامجنا النووي سيزول والعقوبات ستبقى».

وتطالب إيران برفع تام وفوري للعقوبات الدولية والأميركية والأوروبية، في حين ترغب القوى الكبرى في رفع تدريجي.

وكتب حسين شريعتمداري مدير صحيفة كيهان، والذي يعين في منصبه مباشرة من المرشد الأعلى «ان اتفاق لوزان يظهر ان الأمور التي قبلت بها إيران واضحة ويمكن التثبت منها، أما ما قبله الطرف الآخر فهو ملتبس وقابل للتأويل»، مضيفا «ان الاتفاق يتحدث عن تعليق العقوبات لا رفعها».

واعتبر منصور حاجيغتبور نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ان المفاوضين تجاوزوا صلاحياتهم.

(واشنطن، الكويت، طهران، الرياض ـــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، كونا)