بعد الخروج «المذل» لمنتخبنا الوطني لكرة القدم من بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين، المقامة في الرياض بخمسة اهداف نظيفة لمصلحة نظيره العماني، «راحت السكرة وجاءت الفكرة»، لتأتي ردود الأفعال متزامنة، شعبياً ونيابياً، إلى جانب ما ساد الشارع الرياضي من غضب بعد تلك الهزيمة.

Ad

 وشن عدد من أعضاء مجلس الأمة هجوماً لاذعاً على الاتحاد الكويتي لكرة القدم، مجمعين، في تصريحاتهم، على ضرورة رحيل رئيس الاتحاد الشيخ طلال الفهد. وبينما رأى بعض النواب أن الجماهير تبحث عن رجل يتحلّى بأخلاق الفرسان، طالب آخرون بوقف البلطجة لأن الكويت أكبر من الجميع، مطالبين رئيس الاتحاد بأن يرحل «بالطيب»، في وقت نادى آخرون بمحاسبة المقصرين مهما تعددوا من «اتحاد ومدربين ولاعبين»

واستفزت الهزيمة الشارع الرياضي الذي نادى بتفعيل اللجان واختيار الكفاءات بدلاً من الاعتماد على الولاءات، مبيناً أن المحاسبة أولى الخطوات في تشخيص الخلل الإداري الذي كان واضحاً من سنوات ليست بقليلة، فضلاً عن دعوة الحكومة إلى اتخاذ قرار حازم بشأن الاتحاد، واقتصاص الحق ممن تسبب في الهزيمة، إضافة إلى تفعيل دور الجمعية العمومية للاتحاد.

وتعقيباً على حديث رئيس الاتحاد عن عدم إمكانية «الحل»، قال النائب راكان النصف: «لاشك أن الجماهير لم تبحث عن حل الاتحاد، بل عن رجل يتحلّى بأخلاق الفرسان ويتحمل المسؤولية».

تقاد بردود أفعال

وأكد النصف أن الرياضة لا يمكن تنهض بردود الأفعال، بحيث تجنس الدول لاعبيها «لهدف» وتطالب برحيل الاتحاد «لخسارة»، فالرياضة صناعة ولا يمكن أن تقاد بردود الأفعال.

من جهته، طالب النائب صالح عاشور «بمحاسبة المقصرين من اتحاد ومدربين ولاعبين»، مضيفاً: «لن نتحمل المزيد من الانتكاسات والخسائر».

وأضاف عاشور: «لن نقبل ان تكون الرياضة الكويتية اضحوكة، وعلى الحكومة الاهتمام أكثر بالرياضة والرياضيين والشباب من خلال دعم الاندية وحل مشاكلها».

وبينما قال النائب عبدالله الطريجي إن «على الفهد مغادرة الاتحاد غير الشرعي... وكفاية بلطجة وفشل، فالكويت أكبر منك»، قال النائب عودة الرويعي: «حالنا في الرياضة هو نفسه حالنا في القيادات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية والسياسية، نفوذ وواسطات لا تعنى ببناء الوطن بقدر اهتمامها بمراكزها».

رموز الإصلاح

وأضاف الرويعي: «الإصلاح كل متكامل لا يمكن أن يسير متضاداً، وكذلك رموز الاصلاح لا يمكن ان تكون منصفة في مجال ومتخاذلة في آخر، قد يكون عند المتشائم معلومات أكثر من المتفائل ويبقى الفرق بينهما في الايمان بالقدرة على التغيير بدلا من لعن الظلام وإتلاف المتوفر من النور».

وتابع: «لم يكن أداء المنتخب مقنعا قط في هذه البطولة، تفاؤل الناس وحبهم للمنتخب جعلا منه سببا في جمعهم بلون واحد، أزرق»، مبيناً أن الاندية الرياضية والاتحادات من الأدوات التقليدية للحصول على الموقع والثقل السياسي، ولا أهتم بالفرق المتنازعة على الارث الرياضي، بل بالوطن».

أما النائب عبدالله المعيوف، فوجه رسالة قوية الى الشيخ طلال الفهد، قال فيها: «ما هذا الدم البارد وقلة الحياء التي تتحدث بها، ومن انت حتى تتحدى الشعب الكويتي والشارع الرياضي بتصريحاتك غير المسؤولة؟»

أسأت لسمعة الكويت

وأضاف المعيوف: «فَشلك يعرفه اصغر طفل في الكويت فعلامَ تكابر؟ استفدت من الرياضة ولم تفدها، دمرت الرياضة ولم تعمرها، فرّقت الرياضيين ولم توحدهم، أسأت لسمعة الكويت ولم ترفعها، أغنتك الرياضة وأفقرتها».

وتابع: «يا طلال انت مرفوض شعبياً ورياضياً، أما قولك (إذا يقدرون خل يحلونه) يعني اللي فيه خير يشيلني، فهذه إهانة ثانية توجهها إلى رؤساء اندية التكتل، اصحاب الفضل في جلوسك علي كرسي الاتحاد، فيا أندية التكتل سكوتكم عن تصريحات طلال يثير الشبهات».

وختم المعيوف: «ارحل بالطيب قبل ما انقضبك الباب، وسؤالي لمدير عام الهيئة ولد عمك يقول ما عنده ميزانية، وأنت تقول إنك أعطيته مليوناً وربعا... من نصدق فيكما؟».

من جانبه، قال النائب فارس العتيبي: «يجب على الاتحاد الكويتي لكرة القدم تقديم استقالته، والاعتذار إلى الجماهير الكويتية، وهاردلك للمنتخب الكويتي، ونبارك للمنتخب العماني الشقيق».

الكويت أكبر منك

بدوره، قال النائب نبيل الفضل: «طلال الفهد دخل مرحلة عدم اتزان مؤسفة جعلته يستفز كل الكويتيين بقوله ان الجهازين الفني والاداري مستمران في عملهما ولا استقالات».

وأضاف الفضل: «يا أخي الكويت اكبر منك ومن اتحادك، والكويت ما تحتاج هذا النمط من العمل، ويكفي اساءة للرياضة وللجمهور، واعلم ان الرياضة فن واخلاق وانت متدهور فنيا، وكلامك يدل على خلل اخلاقي لا يليق بك كشيخ وكمسؤول».

وتابع: «لن انصحك، ولكنني اقول لك ارحل انت واتحادك قبل ان تسمع مقولة ان «النار ما تورث الا الرماد».

ردود غاضبة للرياضيين

قال رئيس نادي كاظمة السابق سليمان العدساني عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة الأسبق، يجب ان تبدأ المحاسبة اولى خطوات بتشخيص الخلل الاداري الذي كان واضحا من سنوات ليست بقليلة، وطالب فيها الجميع «بالعمل وفق منهج علمي مدروس وخطط واضحة، مالنا وماعلينا، وغربلة اللجان في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وتفعيلها بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، على أن يتم اختيار الاعضاء بناء على ما يمتلكونه من خبرة والابتعاد عن الصامتين واستقطاب اصحاب كلمة الحق واعادة ترتيب عمل كل لجنة».

ضرورة تقديم الاستقالة

وأكد العدساني ضرورة الاعتراف أولا بحجم المشكلة وتقديم الاستقالة، وليبدأ القائمون على ذلك بعمل وطني، والابتعاد عن الشخصانية والمكابرة، فنحن لسنا ممن يتشفون، ولكن حب الكويت يدفعنا الى قول الحق، فالفشل كان واضحا منذ البدايات من خلال اختيار الاتحاد للمدرب، ومن ثم المعسكرات ونتائجها غير المرضية... وكان منتخب الكويت بلا ملامح، إضافة إلى أن العمل الاداري كان يعتمد على الارث التاريخي والتحفيز الى درجة انه خلق انطباعا نفسيا لدى اللاعب الكويتي ان حدوده بطولة خليجية، وهذا ما قتل الطموح».

وشدد على ضرورة حسن اختيار اللاعبين من دون النظر الى كبر النادي وشعبيته، فالاندية الكويتية ولادة، لافتا إلى أن الاختيار كان ينصب على حجم النادي والولاءات للأشخاص.

واختتم العدساني تصريحه بقوله: «علينا الاقتداء بالافضل، وليس عيبا ان ننظر الى الناجح ونتعلم منه ونسير على هداه الى الطريق الصحيح، وألا نجامل او نستكثر على الآخرين رأيهم ونتقبل النقد ونأخذ به، فيجمعنا حب الكويت والمصلحة العامة».

ممارسات خاطئة

وقال عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة السابق فواز المزروعي نحتاج وقفة حازمة وجادة من الحكومة بشأن الممارسات الخاطئة في اتحاد كرة القدم بشكل خاص والرياضة الكويتية بشكل عام، فالشارع الكويتي ملّ الوعود والمماطلات وحان وقت كشف الحساب، فالحكومة مدت يد العون للجميع ودعمتهم ماديا ولها الحق ان ترى المردود الايجابي.

 وأضاف المزروعي أن «التهديد والتلويح بالمنظمات الخارجية والاتحادات الدوليه كأس شربنا منه مرارا فما عاد يجدي نفعا، واذا كان اصلاح البيت الرياضي الكويتي يبدأ من الايقاف الدولي فأهلا وسهلا به، فالنتيجة الاخيرة في (خليجي 22) التي سميت بالفضيحة أعتقد لن يكون هناك اقسى منها».

وتابع «أصبحت لدينا مناعة ضد الارهاب الرياضي، وقلوبنا تعتصر ألما على حال رياضتنا ولاعبينا الذين اصبحوا بلا حول ولا قوة، يبحثون عن طوق النجاة بقرارات خازمة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح»، مضيفا «اتحاد الكرة عمل سنوات لم يقدم سوى التصريحات الاعلامية وعليه الرحيل بعد الاعتراف بالخطأ والابتعاد وتجديد الدماء».

الرئيس مستفز

من جهته، طالب رئيس النادي العربي السابق ابراهيم شهاب باستقالة رئيس اتحاد الكرة الشيخ طلال الفهد وجميع اعضاء الاتحاد بعد النكسة التاريخية للازرق، مشددا على انه ينتظر ان «يقصوا الحق من انفسهم» ويقدموا استقالتهم قبل ان يطالبهم الشارع الرياضي والشعب الكويتي كله بهذة الاستقالة، مبديا أسفه لرد فعل الرئيس المستفز بتصريحاته التي اعقبت خروج الازرق من «خليجي 22» وعدم اعترافه بالخطأ، مشددا على انه لا ينتقص من شخصه ولكن ينتقد عمله.

وانتقد شهاب ضم الاتحاد لشخصيات ادارية واعضاء مرشحة من اندية لم يسبق لها تحقيق البطولات وترك ابناء الاندية التي تعج بها، متسائلا «كيف تريدون لرياضتنا ان تنجح وهي مدارة من شخصيات لا تفقه في الرياضة شيئا ولم تحصل على بطولات مع انديتها، فالاولى لها ان تطور وتنجز مع انديتها قبل العمل مع الاتحاد».

وتابع «قلنا وكررنا في أوقات سابقه وفي اكثر من مناسبة «ما بني من دون اساس نهايته الفشل، كيف لاتحاد كامل ان يعتمد في قراره على شخص واحد وهو الرئيس في كل شيء، وذلك يصل الى حد تدخله بتشكيل المنتخب».

 وشدد على ضرورة عدم القسوة على اللاعبين والرأفة بهم وعدم تحميلهم مسؤولية هذة الانتكاسة، خصوصا انهم قدموا كل ما بوسعهم، ولكن الخطأ انهم وضعوا في ظروف خاطئة ومناخ غير صحي، كاشفا انه كان يتوقع حدوث ذلك ما دعاه لعدم متابعة المباريات بشكل مباشر خوفا من مثل هذا الفشل والخسارة الفادحة التي تجبرنا على «نفض» رياضتنا بالوقت الحالي لتطويرها وتصحيح الاوضاع.

لا توجد دراسة

واعتبر نجم الكرة الكويتية السابق جاسم يعقوب (المرعب) ان الهزيمة التي تلقاها الأزرق قاسية وثقيلة ولم تكن متوقعة، مشيراً الى ان «منتخبنا لم يقدم اي شيء بالمباراة، إذ شاهد الجميع الفانلة الحمراء ولم يشاهد الفانلة الزرقاء».

 وقال يعقوب ان الإمارات لعب بفرصة وحيدة وتأهل في حين لعب منتخبنا الوطني بثلاث فرص ولم يتأهل، وذلك يرجع إلى الروح العالية لدى لاعبي المنتخب الاماراتي واصرارهم وعزيمتهم»، موضحاً ان مستوى منتخبنا كان في المباراة الافتتاحية امام المنتخب العراقي متوسطا ثم نزل بعدها في مباراته مع المنتخب الاماراتي، واخيراً هبط الى أسوأ حالة له في المباراة الأخيرة امام المنتخب العماني، ولا يوجد في المنتخب من يدرس أسباب هبوط مستوى الأزرق من مباراة إلى أخرى.

وطالب بحل المنتخب واقالة المدرب فوراً، كما طالب الاتحاد بتقديم اي شيء يرضي الشارع الرياضي حتى لو كانت الاستقالة، مضيفاً ان المنتخب يضم بعض اللاعبين الذين أصبحوا عالة على الأزرق.

وطالب يعقوب أيضاً بتجديد المنتخب بالدماء الشابة، ودعا الأندية إلى تحمل مسؤولياتها من خلال العمل على صناعة اللاعبين، خصوصاً في المراحل السنية والاهتمام بالدوري حتى يفرز للمنتخب عناصر قوية.

شدد أمين السر العام بالنادي العربي عبدالرزاق المضف الناطق الرسمي باسم تجمع الاندية الخمسة (العربي، والسالمية، وكاظمة، والفحيحيل، والكويت) على ضرورة استقالة مجلس اتحاد الكرة كله بشكل فوري بعد وداع الازرق لمنافسات «خليجي 22» من الدور الاول بخماسية المنتخب العماني المُرة.

وقال المضف «باسم الجماهير الرياضية تطالب اندية الكويت والعربي وكاظمة والسالمية والفحيحيل مجلس ادارة اتحاد الكرة بان يقدم استقالته فورا إزاء الفشل الذريع الذي بلغ ذروته في بطولة الخليج الحالية، والاندية الخمسة تطالب الجمعية العمومية للاتحاد بأن تفعل دورها وتستجيب لنداء الجماهير بمحاسبة مجلس ادارة الاتحاد على الاخفاقات المتلاحقة التي اوصلت الكرة الكويتية الى ادنى مستوى على يدهم».