أقيمت ندوة ثقافية بعنوان «الكاتب بين الرواية والعمل السينمائي» مساء أمس الأول في المقهى الثقافي بأرض المعارض، ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب التاسع والثلاثين، شارك فيها من مصر د. محمد المنسي قنديل، والناقد محمود قاسم، ومن الكويت المخرج السينمائي مشعل سالم.

Ad

العلاقة شائكة

في البداية تحدث رئيس مجلة «إبداع الثقافة» الثقافة المصرية الروائي المصري محمد المنسي عن العلاقة بين الرواية وكيفية نقلها إلى فيلم سينمائي، وأوضح أن العلاقة شائكة ولا ترضي أي طرف، وبين أن بعض الروائيين والكتاب على المستوى العالم انتقدوا الأفلام السينمائية التي جسدت أعمالهم الروائية، لاسيما أنها نقلت صورة خاطئة عن الرواية، حسب ما يعتقدون.  وأضاف المنسي أن «بعض الكتاب يعتقدون أن الأفلام السينمائية شوهت الأعمال الروائية ونقلتها بصورة غريبة، وفقدوا من خلالها إحساسهم بتفاصيل الرواية». وأشار إلى روايات للكاتب نجيب محفوظ، قائلا: «أخذتها السينما وصورتها أفلاماً مشوهة، ولم تكن متطابقة مع صور الأحداث على الأوراق لكن رغم هذا التشويه فإن نجيب محفوظ لم يبد استياءه، معللاً ذلك بأنه كاتب وليس مسؤولاً عن الفيلم، وأن ما ظهر في الفيلم من مسؤولية المخرج».

وأكد المنسي أن «هناك تباعداً واضحاً بين السينما والأدب في مصر، لأن الطرفين لا يتفقان أبداً في إكمال بعضهما الآخر، فلكل طرف فلك خاص يسير على نهجه، وله مساحة في وصف وتصوير الكلمات، فعلى سبيل المثال في الرواية هناك مساحة أكبر وحرية أوسع، بينما السينما مرتبطة بوقت محدد لا يتجاوز الساعتين تنقل من خلالها أحداث قصة الرواية، مما يضطر بعض المخرجين إلى تشويه هذه الرواية من دون قصد».

أساس الأفلام

من جانبه، أشار الناقد السينمائي المصري محمود قاسم إلى أن هناك أكثر من 100 فيلم مصري استطاعت السينما من خلالها نقل الصورة المبدعة للرواية والقصة ذاتها، لأن هذه الأفلام تمت صياغتها لأفضل الروائيين المصريين، وظهرت بشكل لافت وأخذت صدى واسعاً في مصر، وحصلت على نسبة متابعة أكثر من القراءة التي حصلت عليها هذه الروايات.

 وذكر قاسم أنه أجرى على مدى سنوات أبحاثاً ودراسات تدور حول العلاقة بين الرواية والسينما، واكتشف أن الأفلام العربية التي قدمت طوال تاريخ السينما المصرية كانت في الأساس روايات أو مسرحيات عالمية، بداية بعصر يوسف وهبي حتى فترة أفلام إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ.

بينما أكد المخرج السينمائي الكويتي مشعل سالم أن «الاختلاف بين الرواية والسينما هو في الأساس اختلاف بين الصورة والكلمة، والمخرج يجد صعوبة بالغة من نقل الرواية إلى فيلم سينمائي له فترة محددة، مشيراً في الوقت نفسه إلى الأحداث المعقدة والشائكة التي تمر بها أغلب الروايات، لذلك يجب أن يفهم الروائي أن عملية نقل روايته إلى فيلم مصور أمر صعب وشائك».