اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن العقوبات الأميركية التي فرضت أمس الأول على شركات ومؤسسات مرتبطة ببرنامج طهران النووي عمقت بشكل إضافي انعدام الثقة القائم بين البلدين.

Ad

وقال روحاني للصحافيين في طهران "هذا لا يتلاءم مع أجواء المفاوضات"، مضيفا أنه "يتعارض مع إجراءات بناء الثقة، وعمق انعدام الثقة بشكل إضافي".

وبشأن المفاوضات النووية، قال روحاني "إننا سنواصل المفاوضات النووية إذا لم يطرح الطرف الآخر مطالب مبالغ فيها"، مضيفاً "إننا حققنا نتائج في المفاوضات النووية، وسنعمل على الوصول إلى الأهداف المرسومة". وأشار إلى ضرورة رفع العقوبات الظالمة المفروضة ضد الشعب الإيراني.

وبهذا الخصوص قال روحاني، إنه ليس لديه أي مشروع للقاء الرئيس الأميركي باراك، وأكد أن مواجهة بلاده للإرهاب جادة جداً، وأنها تعارض الإرهاب والإرهابيين والعنف و"سنقف ضدهم دوماً".

من جهتها، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم العقوبات التي أعلنتها واشنطن أمس الأول بأنها "غير متسقة" مع عملية المفاوضات النووية الحالية.

وقالت أفخم، "في الوقت الذي تتخذ فيه الجمهورية الإسلامية إجراءات لبناء الثقة معتمدة على الاتفاقات، كما أوضحت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في طهران، فإن إيران تتوقع نفس الإجراءات من الولايات المتحدة وبقية القوى".

وفي سياق متصل، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، إن "القوى العالمية الست الكبرى ستبحث سبل التوصل إلى اتفاق نووي شامل مع إيران على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر".

في سياق آخر، طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول إيران بالإفراج عن ثلاثة مواطنين اميركيين معتقلين لديها، والعمل على العثور على رابع اتهم بالتجسس وفقد منذ سبع سنوات.

وبحسب بيان، فإن كيري طلب من طهران الإفراج عن الجندي الأميركي السابق أمير حكمتي، وعن القس سعيد عابديني، وعن الصحافي جايسون رضيان، كما طلب منها "التعاون" لاستعادة روبرت ليفنسون العميل السابق لدى مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي).

وحكمتي عنصر سابق في مشاة البحرية (مارينز) ولد في الولايات المتحدة لأبوين إيرانيين، وهو معتقل منذ ثلاث سنوات في ايران بعد إدانته بـ"التجسس"، وهي تهمة قال كيري انها "خاطئة".

وكان تم توقيف حكمتي في أغسطس 2011، وأدين بالتجسس لفائدة المخابرات المركزية الأميركية رغم نفي واشنطن، وحكم عليه بالإعدام في يناير 2012، لكن الحكم ألغي بعد شهرين من ذلك من المحكمة العليا الإيرانية التي استبدلته بالسجن مدة عشر سنوات.

أما رضيان فهو مراسل صحيفة "واشنطن بوست" في طهران منذ 2012، وتم توقيفه نهاية يوليو مع زوجته وهي أيضاً صحافية. ويحمل المراسل الجنسيتين الإيرانية والأميركية. وقال كيري انه محتجز في مكان "مجهول".

وفقد اثر ليفنسون في مارس 2007، وتطلب واشنطن بانتظام "تعاون" إيران للعثور على اثره. وهو عميل سابق في "اف بي اي" يبلغ من العمر 66 عاما. وقد اختفى منذ أكثر من سبع سنوات حين كان، بحسب الصحافة، في مهمة للمخابرات المركزية الاميركية.

وقال البيت الابيض مراراً إنه "ليس موظفا لدى الحكومة الأميركية".

من جهتها، تقول طهران انها لا تعرف شيئا عن مصيره.

وقال كيري في بيانه "إن الولايات المتحدة مستمرة في التزامها بأن يعود جميعهم إلى أسرهم وأصدقائهم وأحبتهم".

(طهران، بوركسل- أ ف ب، أرنا)