الجيش يضرب «داعش ليبيا» انتقاماً لذبح 21 مصرياً
8 غارات استهدفت مواقع التنظيم في درنة... ومسؤول ليبي يؤكد مقتل 50 متشدداً
انتفضت الدولة المصرية بكل قواها، وعلى أكثر من صعيد، أمس، ردا على ذبح "داعش ليبيا" 21 قبطيا مصريا، وبينما ضربت طائرات الجيش المصري مواقع في مدينة درنة فجر أمس بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الحشد عربيا لمواجهة التنظيم الإرهابي، وسط إدانات دولية وإقليمية واسعة لذبح الأقباط.
ردّت القوات المسلحة المصرية، في الساعات الأولى من فجر أمس، على جريمة ذبح مصريين أقباط، نفذها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، بتوجيه ضربات عسكرية جوية إلى معاقل التنظيم في مدينة درنة الليبية، بعد ساعات من بث التنظيم المتطرف فيديو للمجزرة، التي راح ضحيتها 21 قبطيا.وفور بث الفيديو انتفضت مصر، حكومة وشعبا ورئاسة، حيث خرج الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة مسجلة، معلنا تمسك مصر بحق الرد، في المكان والزمان المناسبين، على المجرمين.وقالت القوات المسلحة، في بيان رسمي، إن "الضربات التي شنتها المقاتلات المصرية على مواقع داعش ليبيا تأتي للثأر لشهداء الوطن من الإرهاب الغاشم"، كما بث الجيش مقاطع فيديو للحظة مغادرة مقاتلاته قواعدها، في طريقها لضرب الأهداف، مشيرا إلى أنها عادت إلى قواعدها سالمة.وأضافت القوات المسلحة أن "الضربات تأتي تنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني، الذي عقد اجتماعا عاجلا برئاسة السيسي أمس الأول، على أن يظل في حالة انعقاد دائم، لبحث حق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية".وأكد مصدر عسكري رفيع المستوى لـ"الجريدة" أن "الضربات الجوية تمت في 8 طلعات"، واصفا إياها بـ"المؤثرة التي حققت نتائجها المرجوة"، بينما قال قائد القوات الجوية الليبية، العميد الركن صقر الجروشي، في تصريحات للتلفزيون المصري، إن "الضربات التي تمت بالتنسيق مع الجانب الليبي قتلت نحو 50 متشددا".توقيع «الرافال»إلى ذلك، وقع وزيرا الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي والفرنسي جون إيف لودريان، أمس في القاهرة، اتفاقية صفقة الطائرة الفرنسية "رافال" والفرقاطة "فريم" ومعدات عسكرية أخرى، ضمن صفقة عسكرية قدرت بنحو 5 مليارات يورو.قوات عربيةفي غضون ذلك، اعتبر الرئيس السيسي في كلمته إلى الأمة أن مصر ودول العالم أجمع تواجه معركة شرسة مع تنظيمات إرهابية تتبنى الفكر الإرهابي المتطرف نفسه، وقال: "آن الأوان للتعامل معها جميعا بدون انتقائية أو ازدواجية في المعايير".وأضاف الرئيس المصري: "وجهت الحكومة بالاستمرار في التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين تماما من السفر إلى ليبيا، كما وجهت أجهزة الدولة المعنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين وتسهيل عودة المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن". وأشار إلى تكليفه وزير خارجية بلاده، سامح شكري، بالسفر فورا إلى نيويورك لإجراء اتصالات عاجلة مع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، حيث توجه شكري بصحبة نظيره الليبي محمد الدايري إلى نيويورك أمس.وذكر مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة" ان "السيسي اتخذ عدة قرارات مهمة، منها تدشين تحالف يضم عدة دول عربية في مقدمتها الجزائر والإمارات والأردن، لمواجهة الإرهاب في ليبيا، من خلال تشكيل قوة عربية موحدة، عبر تفعيل اتفاقيات الدفاع المشتركة مع الدول العربية المعنية". رسالة بالدموفي وقت سابق، بثت "ولاية طرابلس على المتوسط"، إحدى الجماعات الإرهابية في ليبيا التي بايعت "داعش"، فيديو بعنوان "رسالة موقعة بالدماء لأمة الصليب" مدته 5 دقائق معد بتقنية عالية، يظهر اقتياد مجموعة من الملثمين بملابس سوداء المختطفين الأقباط الذين ارتدوا ملابس برتقالية اللون، على مقربة من شاطئ البحر المتوسط.وقال قائد كتيبة الإعدام، الذي تحدث بإنكليزية واضحة، "اليوم نحن في جنوب روما، أيها الصليبيون إن الأمان لكم أماني، سنقاتلكم كافة حتى تضع الحرب أوزارها".وبينما توحدت القوى السياسية المصرية بخلفياتها المتعددة، خلف الدولة لإدانة الإرهاب، قالت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، في بيان رسمي، "تستودع الكنيسة شهداءها الأبرار، واثقين من أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل"، بينما اعتبر المفكر القبطي جمال أسعد الضربات الجوية للجيش المصري "دليلا على وجود صمام أمان للمصريين".من جانبه، أكد الأزهر الشريف أن هذا "العمل البربري الهمجي لا يمت إلى دين من الأديان، ولا عرف من الأعراف الإنسانية، ولا ينم إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث في الأرض فسادا، بينما دان مفتي الديار المصرية شوقي علام الجريمة البشعة، مشددا، في بيان صحافي، على أن القتلة يستحقون "لعنة الله وغضبه عليهم".ردود أفعالوبينما دان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست، في بيان له، الجريمة الدنيئة والجبانة، اتفق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري، على ضرورة عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة الوضع في ليبيا، واتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة خطر "داعش".السعودية والإماراتوبينما أعلنت الإمارات في برقية تعزية، بعثها رئيسها الشيخ خليفة آل نهيان، إلى الرئيس المصري، أنها تقف إلى جانب مصر في حملتها على المتشددين في ليبيا، داعية إلى اجتثاث "داعش" من المنطقة، دانت السعودية الحادث الذي تعرض له أقباط مصر في ليبيا، وأعرب مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز "عن بالغ تعازيه للرئيس المصري والحكومة المصرية وذوي الضحايا والشعب المصري".