رحّب العراق أمس بخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتشكيل ائتلاف دولي واسع للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، معتبراً أن تلك الخطة توجه "رسالة دعم قوية" لبغداد في تصديها للتنظيم المتطرف.

Ad

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده "دعت مراراً شركاءها الدوليين إلى دعمها ومساعدتها، لأن هذا التهديد بالغ الخطورة، لا للعراق أو المنطقة فحسب، بل لأوروبا وأميركا والحلف الأطلسي" جميعاً.

وأضاف زيباري: "إنها معركتنا في النهاية، لكننا بحاجة إلى دعم، فقدراتنا محدودة، ونحن نحتاج إلى المساعدة لتعزيز هذه القدرات"، مبيناً أنه "لا أحد يتحدث عن إرسال قوات برية في هذه المرحلة، لكن هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الأكراد (البيشمركة) وقوات الأمن العراقية، وأيضاً لتأمين معلومات استخباراتية واستطلاعية".

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، مساء أمس الأول، أن الائتلاف الدولي الذي تحاول واشنطن تشكيله ضد "داعش" لا يمت بصلة إلى التحالف الذي قادته لإسقاط نظام صدام حسين من خلال اجتياح العراق عام 2003 والذي تعرض لانتقادات شديدة.

وقالت هارف: "الأمر لا يتعلق بائتلاف أميركي، بل بتحالف دولي"، مضيفة أن "كل الدول على اختلافها يجب أن تعمل معاً لإضعاف تنظيم الدولة الاسلامية، وفي النهاية القضاء عليه".

ورداً على تقارير عن وجود تنسيق مع طهران، أكدت هارف: "لن نقوم بأي تنسيق عسكري أو تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع إيران، ولا خطط لدينا للقيام بذلك"، إلا أنها أضافت أن بلادها منفتحة على الالتزام، إلى جانب طهران، بقضايا محددة، كما فعلت في السابق، خصوصاً في أفغانستان.

وكانت 10 دول غربية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والدنمارك وبولندا وتركيا وكندا وأستراليا أعلنت أمس الأول تشكيل نواة تحالف ضد "داعش"، بينما توجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى المنطقة لبحث ضم دول عربية إلى التحالف.

وكانت الإمارات أعربت عن استعدادها للمشاركة في التحالف المذكور، في حين قال رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور أمس إن الأردن لن يكون عضواً في التحالف، ولن "يخوض حروب الآخرين".

في سياق آخر، وبينما تقدمت قوات البيشمركة الكردية في منطقة الموصل وسيطرت على منطقة الجبل الأصفر، أقدم "داعش" على إعدام ستة أشخاص خلال يومين.

وأفادت مصادر وشهود بأن قوة من التنظيم داهمت أمس منزلي طبيبتين رفضتا علاج عناصر من التنظيم، فضلاً عن منزل مرشحة غير فائزة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة تدعى زينة نوري العنزي، موضحة أن تلك القوة اعتقلت النساء وأعدمتهن رمياً بالرصاص.

كما حاصرت قوة من هذا التنظيم منزل الشيخ ميسر الوكاع، أحد وجهاء قبيلة الجبور مساء الجمعة.

وأوضحت المصادر أن "الوكاع، وهو مرشح خاسر في الانتخابات الأخيرة، اقتيد من منزله مع اثنين من أشقائه وأعدم الثلاثة أمام منازلهم، في قرية الحود" (60 كلم جنوب الموصل).

(بغداد، واشنطن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)