غوايانا الفرنسية... ونحن

نشر في 14-10-2014
آخر تحديث 14-10-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي أين نحن مما يدور من حولنا؟ فلم نكتف بعدم المشاركة في تقدم العالم وتطور البشرية وإعمار الأرض، بل مارسنا الإرهاب وجر العالم إلى قيعان التخلف ودهاليز الجهل، من قتل جماعي، إلى سبي النساء وبيع الفتيات وتدمير المدن وجز الرؤوس بفخر وغرور تجاوز غرور إبليس بعصيانه لرب العالمين.

غوايانا الفرنسية كما يعرف الكثيرون هي إحدى المستعمرات الفرنسية في أميركا الجنوبية التي تتمتع بحكم ذاتي، وتقع فيها القاعدة البحرية التي اشتهرت بقيامها بإطلاق صواريخ "أريان" الحاملة للأقمار الصناعية لمداراتها الفضائية أما "نحن" فيمكن استنتاجها من سياق المقال بتاريخ 21/9/2012 كتبت في هذه "الجريدة" مقالا نعيد نشره باختصار:

أثناء عملى سفيراً لبلدي في جمهورية فنزويلا في الفترة ما بين 1996 و2000 تلقيت دعوة كريمة من وكالة الفضاء الأوروبية "ASE" وذلك لحضور حفل إطلاق القمر الصناعي العربي "عربسات" بواسطة الصاروخ "أريان" الذي يطلق من القاعدة "كوروا" في غوايانا الفرنسية، وكم شعرت بالفخر، حيث كانت دولة الكويت الدولة العربية الوحيدة الممثلة في هذا التجمع العلمي الرائع، الذي ضم عددا من رؤساء الوزارات والوزراء وأساتذة الجامعات والمراكز العلمية من مختلف دول العالم، ولعل أروع ما رأيت تلك الأعداد من طلاب وطالبات الجامعات العالمية، وقد أمسك كل منهم بمذكراته لتدوين كل أركان القاعدة.

جلسنا في القاعة خلف الصف الأول المخصص للعلماء والمشرفين على عملية الإطلاق، وقد غطيت جدران القاعة بشاشات ضخمة تعمل بنظام ثلاثي الأبعاد، وأمامنا جدار من الزجاج يسمح لنا بمتابعة عملية الإطلاق، بدأ العد التنازلي وأخذ الصاروخ بالتحرك محدثا صوتا رهيبا منطلقا في الفضاء بسرعة هائلة، وما هو إلا بعض الوقت حتى انفصل القمر الصناعي العربي وأخذ مداره في الفضاء، وقف الجميع احتراما وتقديرا لهذه الكوكبة من العلماء على نجاح عملية الإطلاق، وألحت على خاطري في تلك اللحظات الآية الكريمة بقوله تعالى "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".

من ناحية أخرى فقد عرضت القنوات الفضائية لقطات تبين فرحة العلماء في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بنجاح عملية وضع المسبار الفضائي في مداره حول كوكب المريخ، وذلك بعد رحلة استمرت أكثر من عشرة أشهر، وبعد أسابيع احتفلت الهند بنجاحها بوضع مسبار آخر حول الكوكب المذكور، أما الصين فقد أعلنت أنها ستقوم بإرسال مركبة مأهولة إلى ذلك الكوكب في ذلك المكان السحيق، أضف إلى ذلك تلك الاختراعات التي حولت الخيال إلى واقع ملموس وفي كل المجالات.

 وهنا تأتي "نحن"، فأين نحن مما يدور من حولنا؟ فلم نكتف بعدم المشاركة في تقدم العالم وتطور البشرية وإعمار الأرض، بل مارسنا الإرهاب وجر العالم إلى قيعان التخلف ودهاليز الجهل، من قتل جماعي، إلى سبي النساء وبيع الفتيات وتدمير المدن وجز الرؤوس بفخر وغرور تجاوز غرور إبليس بعصيانه لرب العالمين، وقمنا بإنشاء أحزاب ومنظمات ألصقناها بالإسلام زورا، وأصبح جلّ همنا الفوز بالحور العين العُرب الأتراب المقصورات في الخيام مهما كانت الوسيلة لذلك.

حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

ومنا إلى ...

في الكلمة التي ألقاها السيد ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا في مجلس الأمن مؤخراً أشار إلى أن المجتمع البريطاني قد اهتز بأكمله عندما شاهد مواطنا بريطانيا يجز رأس مواطن بريطاني آخر، فليس هذا من مبادئنا الوطنية... ومنا إلى أمتنا العربية والإسلامية.

back to top