شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وقفة احتجاجية، أمس، ضد الوجود المسلح لعناصر جماعة «أنصار الله» الحوثية، وفي وقت جدد مجلس التعاون الخليجي دعمه للرئيس هادي، اعتبرت السعودية أن أعمال العنف في اليمن تهدد الأمن الإقليمي والدولي، في حين أعلن تنظيم القاعدة قتل 50 جندياً.

Ad

مع تواصل الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيا جماعة «أنصار الله» الحوثية ضد الأفراد والمؤسسات في اليمن، شارك عشرات اليمنيين، أمس، في وقفة احتجاجية وسط العاصمة صنعاء للمطالبة برفع المظاهر المسلحة للجماعة، وطالبوها بالامتثال الفوري لما تنص عليه اتفاقية السلم والشراكة والانسحاب من العاصمة، وذلك بعد يوم من توقيع ممثل الحوثيين على الملحق الأمني للاتفاقية.

ودعا مجموعة من الشباب المستقلين عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» أمس الأول، اليمنيين إلى المشاركة في تلك الوقفة، تعبيراً عن رفضهم للأحداث الأخيرة التي شهدتها صنعاء. ووزع المشاركون في الوقفة بيانا اتهموا فيه ميليشيات الحوثي بالسيطرة على صنعاء بقوة السلاح، وفرض أنفسهم كبديل عن الدولة وأجهزتها الأمنية المسؤولة عن حماية المواطنين.

وطالب البيان الحوثيين بتسليم الأسلحة المنهوبة من معسكرات الجيش، بالإضافة إلى إعادة الممتلكات العامة التي تم نهبها منذ سيطرتهم على صنعاء.

ميدانياً، واصلت «أنصار الله» أعمال الدهم والاعتقالات العشوائية التي تقوم بها الجماعة في حملة منظمة ضد منتقديها، وقال مصدر محلي إن «ميليشيات الحوثي المسلحة قامت بمداهمة واقتحام ونهب مؤسسة اليتيم الخيرية لكفالة الأيتام بالعاصمة صنعاء».  في المقابل، قال ضيف الله الشامي، عضو المكتب السياسي لـ»أنصار الله» لوكالة الأنباء الألمانية، إن «من حق الجميع أن يعبّر عن رأيه، إلا أن المطالبة برفع المظاهر المسلحة للحوثيين من صنعاء غير ممكنة في الوقت الراهن»، مضيفا أنه «لا يمكن رفع اللجان الشعبية إلا بعد استتباب الأمن وتكوين قوى سياسية لحكومة جديدة».

ويتناول الملحق الأمني قضايا بسط نفوذ الدولة وقضية تسليم السلاح الثقيل للدولة، كما نص الملحق الأمني على وقف فوري لإطلاق النار، بالإضافة إلى تنفيذ توصيات نتائج الحوار الوطني المتعلقة بنزع السلاح من جميع الأطراف. كما نص على انسحاب الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها كمدينة عمران، وصعدة والعاصمة صنعاء.

الزياني

في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية جمال السلال في نيويورك الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، على هامش أعمال الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وجرى في اللقاء بحث آخر تطورات الأحداث في اليمن، وأكد الزياني وقوف قادة دول مجلس التعاون إلى جانب اليمن والرئيس هادي، ودعمهم جهوده في الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، داعيا كافة الأطراف إلى تغليب المصلحة الوطنية واستكمال العملية السياسية الانتقالية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.

تهديد إقليمي ودولي

في موازاة ذلك، اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن دائرة العنف والصراع في اليمن ستمتد بلا شك لتهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

وقال الفيصل للجمعية العامة للأمم المتحدة إنه يأمل أن تكون هناك نهاية للأزمة التي دمرها «عدم تنفيذ الحوثيين للاتفاق الأخير»، مضيفاً «عدم تنفيذ الملحق الأمني للاتفاق وعدم إنفاذ الاتفاق نفسه على الوجه المطلوب من  جماعة الحوثي بدد تلك الآمال». وتابع: «تشهد الجمهورية اليمنية أوضاعا متسارعة وبالغة الخطورة تستدعي منا جميعا وقوفنا معها واقتراح الحلول اللازمة لمواجهة التحديات غير المسبوقة، قبل أن تصل إلى مرحلة تجعل من الصعوبة بمكان إخمادها».

مراقبة أممية

في هذه الأثناء، دعا المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر، جميع الأطراف إلى الالتزام ببنود الاتفاق، وخاصة الملحق الأمني، وشدد على تنفيذ كل ما ورد في الاتفاق بشكل فوري، من أجل إخراج البلد من الأزمة الحالية.

وأكد أنه سيواصل مراقبة أي انتهاكات من أي طرف كان، وأن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم الدعم الفني والسياسي لتنفيذ الاتفاق، وأنه مستعد لكشف أي طرف يخرق الاتفاق.

واتهم المبعوث الأممي، أطرافا تعمل في الخفاء- لم يسمّها - بمساعدة جماعة الحوثي المسلحة على احتلال صنعاء، وهو ما كشف عنه انهيار الأجهزة الأمنية والعسكرية في وقت وجيز.

وتوعد في حوار مع صحيفة «عكاظ» السعودية، الأطراف المعرقلة للتسوية بعقوبات دولية، محذرا الحوثي من الاستمرار في عرقلة العملية السياسية واحتلال صنعاء.

في السياق، توعد رئيس جهاز الأمن القومي اليمني (الاستخبارات) اللواء علي الأحمدي، بردع الحوثي إذا استمر في خرق اتفاقية السلم والشراكة وممارسة العنف والفوضى، كاشفا عن امتلاك اليمن أدلة دامغة على دعم طهران لـ»الحوثيين»، معتبراً أن ما جرى أمس الأول من اعتداء على منزله يأتي في إطار الحملة على أجهزة الدولة ومؤسساتها.

وأضاف أن «الحوثي حاول منذ 20 سبتمبر إخضاع الأمن القومي لسيطرته، لكنه لم ينجح، ما دفعه إلى الهجوم على منزلي، وخوض معركة أكثر من ساعتين استخدم فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لكنه فشل».

وأكد الأحمدي، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ردع الحوثيين، لافتا إلى أن الوضع تحت السيطرة حاليا، إلا أن الحادثة تمثل خرقا من جملة الخروقات اليومية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي.

ودحض الأحمدي ما أثير عن الإفراج عن 9 بحارة إيرانيين مقابل عدم سيطرة الحوثي على مقر جهاز الأمن القومي، وقال: «لم نفرج عن إيرانيين، والذين أفرجنا عنهما هما خبيران عسكريان من حزب الله ضبطا في مطاري صنعاء والحديدة قبل عامين»، مضيفا أن «سلطنة عمان دخلت في وساطة منذ أربعة أشهر، وتم قبول الوساطة وإطلاق سراحهما».

على صعيد منفصل، أعلن تنظيم «أنصار الشريعة» المحسوب على تنظيم القاعدة في تدوينة على «تويتر»، أن عناصره قتلت أكثر من 50 جندياً من الجيش اليمني بمحافظة شبوة جنوبي البلاد، خلال سبتمبر الجاري.

(صنعاء، نيويورك -

أ ف ب، د ب أ، رويترز)