وسط أجواء حزن وغضب من الأهالي، بدأت الرئاسة المصرية أمس، تكثيف اتصالاتها لكشف غموض مصير 21 مصرياً من الأقباط تم اختطافهم في ليبيا، بعدما زعم تنظيم «داعش ليبيا»، قتلهم، في حين دخلت صفقة طائرات «الرافال» المقاتلة محطتها الأخيرة بعد الاتفاق على توقيع الصفقة في القاهرة منتصف الأسبوع الجاري.

Ad

وسط أنباء عن إعدام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ليبيا لـ21 مصرياً من الأقباط، تم اختطافهم منذ نحو شهر، وجَّه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء أمس الأول، جميع الوزارات والجهات المعنية في بلاده إلى سرعة تنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين من المصريين في العودة إلى أرض الوطن.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا يزعم أنها لمصريين مختطفين في ليبيا وهم يرتدون الزي البرتقالي، زي تنفيذ الإعدام لدى «داعش»، ويقفون مكتوفي الأيدي، ويظهرون في صور أخرى وقد وضعت أسلحة بيضاء على رقابهم في وضع الذبح.

ولم يتم تأكيد نبأ ذبح المصريين الأقباط المختطفين وغالبيتهم من محافظة المنيا، ويعملون بمهن مرتبطة بقطاع التشييد والبناء، وينتمون إلى مركزي سمالوط ومطاي، وأغلبهم من قرية العور.

وفي أول رد فعل على تطور قضية اختطاف المصريين، طالب الرئيس المصري الوزارات والأجهزة المعنية، بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين من المصريين في العودة من ليبيا إلى البلاد، داعياً في بيان للرئاسة المصرية إلى سرعة التعامل مع الأزمة، وقالت الرئاسة المصرية إنها «تتابع عن كثب وباهتمام بالغ الأنباء المتواترة حول أوضاع المصريين المختطفين في ليبيا».

وقالت «الرئاسة» إن «خلية الأزمة، التي كونها السيسي من الوزارات المعنية لمتابعة أزمة المختطفين الشهر الماضي، تجري اتصالات مكثفة ومستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته».

وزادت في الآونة الأخيرة عمليات قتل المصريين، لاسيما الأقباط، في ليبيا على أيدي «داعش»، كان آخرها ذبح طبيب وزوجته وابنتهما بمدينة سرت أواخر شهر ديسمبر الماضي، وسبق للدولة المصرية إجلاء نحو 13 ألف مواطن مصري من الفارين من ليبيا منذ نهاية يوليو الماضي.

من جهتها، أكدت أسر الأقباط المختطفين في ليبيا، في بيان حصلت «الجريدة» على نسخة منه، أن ما توارد من أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إعدام أبنائهم يعد «كارثة ونكبة»، واتهموا المسؤولين بالتقاعس عن اتخاذ مساع جادة للإفراج عنهم، ونظموا وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحافيين بوسط القاهرة أمس، احتجاجا على ما وصفوه «تقاعس الخارجية المصرية عن متابعة أزمة ذويهم».

واكتست قرى مركزي سمالوط ومطاي بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة)، بالسواد، حيث أهالي المختطفين، وعبروا عن غضبهم الشديد من تعاطي الدولة والخارجية المصرية مع الأزمة، مطالبين السيسي بسرعة التدخل بأي شكل لمعرفة مصير أبنائهم، في ظل عدم التأكد من نبأ إعدامهم حتى عصر أمس.

وبينما طالبت مطرانية سمالوط في بيان لها الخارجية المصرية بسرعة التحرك للكشف عن مصير المختطفين، قال أحد أهالي سمالوط، مجدي ملك، لـ»الجريدة» إن إجرام «داعش» لابد أن يواجه بكل حزم عبر الدعوة لتوحد دولي لمحاربة التنظيم والتغلب عليه.

«الرافال» قادمة

إلى ذلك، في ظل تقارب واضح بين القاهرة وباريس في ملف مكافحة الإرهاب، أكد مصدر عسكري مصري لـ»الجريدة»، توقيع عقد شراء 24 طائرة فرنسية من طراز «رافال» وفرقاطة متعددة المهام من طراز «فريم»، بالأحرف الأولى مع الجانب الفرنسي، وأشار المصدر إلى أنه من المقرر أن يتم التوقيع النهائي على الصفقة منتصف الأسبوع الجاري، في القاهرة في احتفالية كبيرة تقام بالمناسبة، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي رحب بالصفقة، إن وزير دفاع بلاده جان إيف لو دريان هو من سيوقع الصفقة مع الجانب المصري.

وأكد المصدر المصري أن «إجراءات التفاوض بشأن الصفقة والتسهيلات التي حصلت عليها اللجنة الفنية للقوات المسلحة المصرية في باريس، خلال الأيام الماضية وبسرعة غير مسبوقة، تؤكد على صفحة جديدة وقوية في العلاقات بين القاهرة وباريس، بعد إنهاء الصفقة العسكرية التي تقدر بنحو 5 مليارات يورو في زمن قياسي، بعد موافقة فرنسا على ضمان 50 في المئة من قيمة تلك التعاقدات».

مقتل تكفيريين

من جهة أخرى، وبعيداً عن الأوضاع الملتهبة في ليبيا على الحدود الغربية مع مصر، قتل 8 من عناصر تنظيم «ولاية سيناء»، وقتلت العناصر في هجوم لمروحيات «الأباتشي»، فجر أمس، وأكد مصدر أمني أن من بين القتلى أحد قيادات التنظيم الضالعة في عمليات ضد الجيش والشرطة، وكان مسلحون مجهولون استهدفوا أحد المجندين التابعين للقوات المسلحة وقتلوه، أثناء وجوده بمحل خدمته بوسط سيناء، مساء أمس الأول.

في الأثناء، أصيب 9 مواطنين بينهم ضابط و7 مجندين من الشرطة، بإصابات مختلفة في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بتقاطع شارعي جسر السويس وعين شمس، شرق القاهرة، صباح أمس، وقال مصدر أمني إن «العبوة محلية الصنع انفجرت بجانب الطريق أثناء مرور القوة الأمنية ما أدى إلى وقوع إصابات».