الإرهاب يستهدف «الكرنك» ومقتل مهاجمين وإصابة ثالث
• 26 دولة إفريقية توقع اتفاقية التجارة الحرة برعاية السيسي
• مصرع جنديين في هجومين منفصلين بسيناء
• مصرع جنديين في هجومين منفصلين بسيناء
قتل إرهابيان أمس وأصيب ثالث في هجوم على معبد الكرنك بمحافظة الأقصر، في حين واصل الرئيس السيسي توثيق العلاقات مع القارة السمراء بتدشين اتفاقية التجارة الحرة مع 26 دولة خلال قمة «التكتلات الاقتصادية الإفريقية الثلاثة».
في عملية أثارت مخاوف بشأن تداعيتها على سوق السياحة المصرية مع دخول فصل الصيف، فجر انتحاري نفسه قرب معبد الكرنك بمدينة الأقصر في صعيد مصر أمس، في محاولة هجوم قالت وزارة الداخلية إن مسلحين قتلا فيها وأصيب ثالث.ويأتي هجوم أمس في ظل تصاعد مطالب شباب جماعة «الإخوان» باعتماد خط العنف في تعاطيهم مع النظام المصري، كما أعاد إلى الأذهان حادثاً إرهابياً وحشياً شهدته الأقصر في عام 1997 وخلف عشرات القتلى بين السياح الأجانب.وقد أكد مصدر أمني في وزارة الداخلية لـ»الجريدة» أن قوات الأمن نجحت في إحباط الهجوم الذي كان يستهدف حافلة سياحية بالقرب من معبد الكرنك، قائلا إن «الإرهابيين حاولوا استهداف حافلة سياحية، إلا أن قوات الشرطة الموجودة لتأمين المقصد السياحي تصدت لهم وتبادلت إطلاق النار معهم، ففجر أحدهم عبوة ناسفة، ما أدى إلى مقتله فورا، وإصابة الآخرين، إلا أن أحدهما توفي متأثرا بإصابته فور نقله إلى المستشفى، بينما أصيب الثالث بطلق ناري في الرأس.وفي وقت قالت وزارة الداخلية إنها دفعت بالمزيد من القوات لتأمين «الكرنك» ومختلف المواقع السياحية المصرية تحسبا لأي هجمات، أمر النائب العام هشام بركات بفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث، بينما أكد مدير أمن الأقصر، اللواء حسام المناوي، أن الحادث لم يسفر عن وقوع أي إصابات بين السائحين الذين وجدوا أثناء الهجوم الإرهابي.مقتل شرطيينوفي سيناء، التي تواجه قوات الأمن فيها عناصر متشددة وإرهابية منذ شهور، قال مصدر أمني إن جنديا قتل أمس إثر إصابته بأعيرة نارية أطلقتها عناصر «تكفيرية» غرب رفح، في حين أصيب شرطي إثر انفجار عبوة ناسفة قرب مدرعة للشرطة غرب العريش.وكان مسلحون أطلقوا مساء أمس الأول 3 قذائف «آر. بي. جي» على مطار الجورة جنوب الشيخ زويد، من دون وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية، وقالت مصادر أمنية إن قوات الجيش نجحت في تدمير سيارتين تتبعان تنظيم «أنصار بيت المقدس»، قرب معسكر قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات جنوب الشيخ زويد، ما أسفر عن مقتل 16 تكفيريا على الأقل.في سياق منفصل، تعالت الأصوات المطالبة بإجراء تعديل وزاري، في ضوء تواضع أداء معظم الوزراء، ما عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي صراحة أكثر من مرة خلال توجيه انتقادات مبطنة لحكومة إبراهيم محلب، ورغم نفي المتحدث باسم الرئاسة علاء يوسف، وجود نية لإجراء تعديل وزاري قبيل شهر رمضان الذي يهل الخميس المقبل، إلا أن مصدرا مطلعا أكد لـ»الجريدة» أن النية للتعديل الوزاري قائمة، لكنه لن يكون خلال الأسبوع المقبل.اتفاقية تجارة إلى ذلك، وقع السيسي وقادة 25 دولة في شرق إفريقيا وجنوبها، أمس، في مصر اتفاقية للتجارة الحرة تشمل النصف الشرقي للقارة، ومن شأنها تسهيل انتقال المنتجات والبضائع.وستصبح منطقة التجارة الحرة سوقا مشتركة تجمع 26 من الدول الإفريقية الـ54. وتضم الاتفاقية بلدان السوق المشتركة لدول شرق افريقيا وجنوبها «الكوميسا»، ومجموعة شرق افريقيا، ومجموعة تنمية افريقيا الجنوبية «السادك» التي يزيد عدد سكانها على 625 مليون نسمة، ويتجاوز اجمالي ناتجها المحلي ألف مليار دولار.ووقعت الاتفاقية خلال قمة في شرم الشيخ على البحر الأحمر من جانب الرئيس المصري ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي، ورئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسيلين، ونائب الرئيس التنزاني محمد غريب بلال.وأكد السيسي أن توقيع الاتفاقية يمثل خطوة رئيسية نحو إنشاء اتحاد اقتصادي لإفريقيا، لتصبح القارة قوة فاعلة بحلول عام 2063، وأضاف خلال إلقاء كلمته في افتتاح الجلسة الختامية لـ»قمة التكتلات الاقتصاية الثلاثة» أمس «ما نشهده اليوم يمثل تحديات كبيرة، حيث نسعى لإزالة جميع الحواجز الجمركية بين دول إفريقيا، وتحقيق التكامل الاقتصادي».وكانت مدينة شرم الشيخ، استضافت منذ الأحد الماضي، وقائع قمة التكتلات الاقتصادية الثلاثة، وشهدت الجلسة الختامية التوقيع على الصيغة النهائية لاتفاق الدمج الاقتصادي بين الكيانات الإفريقية، في خطوة لإقامة منطقة التجارة الحرة يتبعها تدشين اتحاد جمركي إفريقي.في الأثناء، استقبل السيسي رئيس البنك الدولي، جيم يونج كيم، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بأن السيسي أشاد بالتعاون القائم مع البنك لدعم عملية التنمية في مصر في مختلف المجالات، وتطلعنا لتعزيزه وتطويره في المرحلة المقبلة، في حين وقعت مصر على قرض بـ500 مليون دولار مع البنك الدولي، ضمن دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.الإرهابيون شربوا «ليموناً»تضاربت روايات بشأن اللحظات الأخيرة التي شهدت الهجوم الانتحاري الذي استهدف حافلة سائحين أجانب في محيط معبد الكرنك بمدينة الأقصر المصرية أمس.وبينما ذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية أن منفذي عملية الأقصر جلسوا بمقهى عند مدخل ساحة معبد الكرنك وطلبوا ثلاثة أكواب من عصير الليمون، قال سائق سيارة أجرة أقلت المسلحين إلى المدخل الرئيسي لساحة المعبد عند شارع كورنيش النيل، إنه أبلغ الشرطة بالاشتباه فيهم بعد أن سمع أحدهم يقول لآخر: «يلا فجر نفسك مستني إيه»، ورد الثاني «طيب طيب»، مضيفاً أنهم كانوا مرتبكين بسبب الوجود الأمني، وأن أحدهم أصاب زميله خلال إطلاق النار مع الشرطة.وأعلنت وزارة الداخلية أنها قتلت اثنين من ثلاثة حاولوا اجتياز الحاجز الأمني للمعبد، في حين قال شاهد عيان إنه رأى سائق السيارة الأجرة ينهال ضربا على أحد المسلحين، وهو يقول له: «يا إرهابي»، فتدخل وجذب المسلح وطرحه أرضا، وعندما هم المسلحون بإطلاق النار عليهم تدخلت الشرطة وأطلقت النار عليهم.في سياق آخر، تحدثت مصادر أمنية عن وجود أشخاص يحملون الجنسية التونسية كانوا يستقلون سيارة أجرة تسير خلف السيارة التي أقلت المسلحين، دون أن توضح ما إذا كانت لهم أي علاقة بالحادث أم لا؟(الأقصر - د ب أ)