بوصلة الإنسانية!
تكريم صاحب السمو كقائد للإنسانية سوف يتبعه تحويل الكويت إلى مقر أممي باسم الإنسانية أيضاً، وهذا هو التحدي الأكبر، فنجاح هذا المشروع يتطلب أن تسير الثقافة الوطنية والسياسة الخارجية وتوجهات النخب السياسية والاجتماعية ومؤشرات الرأي العام في خطوط متوازية ومكملة لبعضها بعضا في ترسيخ قيم التسامح والأخوة والمحبة وحب الخير للآخرين.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
إذا كانت العولمة الحديثة قائمة على النفوذ والاستغلال والهيمنة على المصالح الخاصة بغية بسطها على الآخرين في بعض جوانب هذه الظاهرة الكونية، فإن الكويت تساهم في تعزيز الوجه المشرق لهذه العولمة ومدى حاجة الناس لبعضهم في الشرق والغرب في الجانب الإنساني والبعد الوجداني، ولهذا فإن الكثير من الدول والزعماء الكبار لم ينالوا هذا الشرف العالمي على الرغم من الإنفاق الضخم لأنها مشروطة ومبنية على فكرة المصلحة والهيمنة والنفوذ.تكريم صاحب السمو كقائد للإنسانية سوف يتبعه تحويل الكويت إلى مقر أممي باسم الإنسانية أيضاً، وهذا هو التحدي الأكبر، فنجاح هذا المشروع يتطلب أن تسير الثقافة الوطنية والسياسة الخارجية وتوجهات النخب السياسية والاجتماعية ومؤشرات الرأي العام في خطوط متوازية ومكملة لبعضها بعضا في ترسيخ قيم التسامح والأخوة والمحبة وحب الخير للآخرين، ولكن مع الأسف هناك جيوب ما زالت تعمل ضد هذا الحس الإنساني وتحرص على تغذية الفتن وبث روح الكراهية والفرقة في فكر مريض ومتخلف، ولا يمكن أن تتحقق لنا السمعة العالمية وتكتمل أركانها في مجال الإنسانية بأبهى صورها ونماذجها والجبهة الداخلية لا تزال تنزف من الاصطفافات المصلحية والتعبئة الفئوية، وتحولت معها أجواء البلد إلى قلق وكآبة وخوف، فقد آن الأوان لنجعل من يوم التاسع من سبتمبر إيذاناً للمصالحة الوطنية وفتح آفاق مستقبل أفضل، وغرس بذرة الإنسانية لتنمو وفق البوصلة الأممية التي حددت ديرتنا اتجاهها برمزها وقائدها الأمير حفظه الله ورعاه!